أكدت مصادر محلية في محافظة أبين الجنوبية اليمنية جرح عشرة أشخاص في اشتباكات بين قوات الأمن ومتطرفين من تنظيم القاعدة، مطلوبين للسلطات الأمنية. وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إن الجرحى 7 من القوات الحكومية، و3 من المتطرفين الذين يتواجدون في مدينة جعار. وأشارت المصادر إلى أن قوات الأمن اعتقلت 10 من المطلوبين الذين قالت السلطات إنهم يقومون بين آونة وأخرى بإقلاق الأمن في هذه المحافظة. وقالت مصادر أمنية إن قوة من 300 جندي مدعومة بـ30 عربة مصفحة اقتحمت مدينة جعار لمطاردة عناصر «القاعدة» العائدين من أفغانستان والعراق.
وأكدت المصادر أن المنطقة تشهد عملية واسعة تقوم بها القوات الحكومية ضد المتطرفين يقودها وزير الدفاع اللواء محمد ناصر أحمد، الذي يتواجد في هذه المحافظة بهدف كسر شوكة المتطرفين الذين يقومون بأعمال تخريبية ومقاومة للسلطات الحكومية. وكانت هذه المحافظة مسرحاً لاشتباكات وصدامات مسلحة بين القوات الحكومية والمتطرفين منذ عدة أسابيع سقط فيها العديد من الضحايا من الجانبين، وتعتبر جعار من ضمن المناطق التي يتواجد فيها تنظيم القاعدة، وتمثل هذا التواجد فيما يسمى بجيش عدن أبين الإسلامي الذي يعد امتداداً لتنظيم القاعدة، لكن هذا التنظيم لقي ضربة قوية بعد واقعة اختطاف فوج من السياح الغربيين يتكون من 16 سائحاً من قبل زعيم جيش أبين الإســلامي أبو الحسن المحضار مع مجموعة في مدينة موديا من المحافظة نفسها في ديسمبر (كانون الأول) من العام 1998 من القرن الماضي، وجرت محاكمته بعد ذلك وأعــدم بعد ذلك. وكانت مصادر قد ذكــرت في وقت ســابق مقتل 4 من رجال الأمن في الاشــتباكات، لكن مصــادر الداخلية اليمنيــة نفت ذلك وأوردت سقوط جرحى فقط في صفوف الجيــش.
وأفاد سكان في جعار أن القوى الأمنية طوقت المنطقة فجر أمس وفتشت عدداً من المنازل بحثاً عن مطلوبين. وأكد هؤلاء الشهود أنهم سمعوا أزيز رصاص ودوي انفجارات خلال تنفيذ العملية.
وكان اليمن قد شهد خلال الأشهر القليلة الفائتة تصعيداً لنشاط «القاعدة» التي تبنت اعتداءات على أجهزة أمنية ومنشآت نفطية ومصالح غربية وسياح أجانب، آخرها هجومان انتحاريان على سياح كوريين جنوبيين ووفد تحقيق كوري جنوبي. ويحاكم في صنعاء حالياً 11 يمنياً و4 سوريين وسعودي، متهمون بالانتماء إلى خلية تابعة لتنظيم القاعدة مسؤولة عن تنفيذ ما لا يقل عن 13 هجوماً.