المالكي بدل طالباني إلى قمة الدوحة بدعوى «وجود التزامات له مع أطراف عربية»

مصدر مقرب من ديوان الرئاسة لـ «الشرق الأوسط»: المالكي تجاوز بروتوكول الدولة

TT

أكد بيان لرئاسة الجمهورية العراقية أن رئيس الجمهورية جلال طالباني «أناب» رئيس الوزراء نوري المالكي لحضور اجتماعات القمة الحادية والعشرين التي ستعقد في قطر غدا. وقال نصير العاني، رئيس ديوان رئاسة الجمهورية، إن رئيس الوزراء نوري المالكي كانت لديه اتصالات والتزامات مع المملكة العربية السعودية ودولة قطر بالإضافة إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية، وأكد لـ«الشرق الأوسط» أن طالباني «أناب المالكي بناء على طلب الأخير بضرورة حضوره قمة الدوحة سيما أن الدعوة كانت موجهة إلى الرئيس طالباني».

وعن الورقة العراقية التي كان ينوي طالباني عرضها على القمة، أوضح العاني «حصل تداول بين رئاسة الوزراء ورئاسة الجمهورية، تم طرح كل القضايا التي سوف تطرح خلال القمة وعلى رأسها موضوع انفتاح العراق على الدول العربية بالإضافة الى العديد من القضايا سواء الاقتصادية او السياسية ذات الصلة بالعراق ودول الجوار». وكان بيان حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه قد أوضح أن طالباني «أناب رئيس الوزراء لترؤس الوفد العراقي الى اجتماعات القمة المذكورة وحمله تحياته إلى أشقائه القادة العرب وتمنياته للقمة العربية بالنجاح والتوفيق». يذكر أن العاني كان قد أعلن الأحد الماضي ان طالباني سيترأس وفد العراق الى قمة الدوحة وسيعرض ورقة عراقية بشأن شتى المجالات وتطورات الأوضاع في البلاد. من جهته، قال عبد الهادي الحساني، النائب عن الائتلاف الموحد في البرلمان، لـ«الشرق الأوسط» «إن المالكي كان منذ البداية المرشح الأول لحضور القمة، اما عدم حضور طالباني للقمة فربما يعود الى ان هذه القمة تشاورية وستتخذ فيها قرارات وحسب الدستور فإن رئيس الوزراء هو من يبت بالأمور ويتخذ القرارات سيما أن مشاورات حصلت بين العراق ودول عربية سواء عن طريق مباشر بلقائهم المالكي أو عن طريق بعض الشخصيات الوطنية»، مضيفا «أن القمة تحتاج حلولا سريعة بالعودة إلى المجتمع العربي سيما ان المالكي سيطرح العديد من القضايا ومنها موضوع المصالحة ولإيجاد جو أفضل عمليا نجد ان مشاركة المالكي تأتي منسجمة مع ما يمثله العراق في المرحلة الراهنة بالنسبة لباقي دول الجوار».

إلا أن الحساني أضاف أن «حضور هكذا مناسبات هو استحقاق لجميع الشخصيات العراقية، لكن صنع القرار وإنضاجه بشكل متكامل يجب أن يمثل بأعلى سلطة تنفيذية في البلاد»، مبينا «أن ترؤس المالكي وفد العراق لهذه القمة سيؤدي إلى إزالة الظنون التي عكرت العلاقة بين العراق وهذه الدول والسعي من اجل بناء علاقة مبنية على الفهم الدقيق وليس على الشائعات»، متمنيا ان «تتوج هذه القمة بتقوية اللحمة العربية ليصار الى موقف عربي موحد وكذلك التصالح مع الوطن العربي حتى يصار الى موقف قوي بعيد عن الانفراد بالقرارات العربية سيما كما حصل في قضية غزة والسودان». وكان وزراء خارجية العرب، قد اجمعوا خلال اجتماع الدوحة امس السبت، على احترام إرادة الشعب العراقي بكافة مكوناته في تقرير مستقبله السياسي، بحسب بيان لوزارة الخارجية العراقية إلى ذلك، ذكر مصدر مقرب من الرئاسة لـ«الشرق الأوسط» أن اختيار المالكي لحضور القمة جاء بناء على «طلبه الشخصي» الذي قدمه برسالة خطية إلى رئيس الجمهورية في وقت سابق. وقد أكد المصدر أن الرسالة احتوت أسبابا عدها المالكي ملحة تدعوه للمشاركة في القمة العربية وذلك بناء على رغبة أطراف عربية بحضوره القمة، على حد قول المصدر، بعد مدة من القطيعة السياسية.

ولفت المصدر المقرب من ديوان الرئاسة إلى أنه «يبدو أن المالكي يسعى إلى تبوؤ مكانة سياسية مرموقة عربيا تؤهله لخوض المرحلة المقبلة من الانتخابات، وهي فرصة أيضا لتسليط الأضواء عليه، خصوصا وأن الرئيس طالباني أعلن قبل أسبوع أنه سيعتزل السياسة» قريبا. وعبر المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، عن عدم ارتياح بعض الأوساط العراقية السياسية لتولي المالكي تمثيل العراق في القمة، قائلا: «إنه بذلك مستعد أن يثبت حنكته السياسية حتى وإن تجاوز فيها بروتوكول الدولة العراقية في التمثيل والحضور للمؤتمرات العربية والعالمية».