نائب وزير خارجية كوبا: وحدة دول الجنوب ضرورية لمواجهة أنانية الشمال

TT

حذر نائب وزير الخارجية الكوبي، ماركوس رودريغيز كوستا، الذي يشارك كممثل لدول عدم الانحياز في القمة العربية التي تفتتح اليوم في الدوحة، دول الجنوب من تأثيرات سالبة قد تسببها الأزمات على الأصعدة الاقتصادية والمالية والمناخية، مشيرا في مداخلة إلى أن «ظروف النظام الاقتصادي والسياسي الجائر الذي تفرضه مجموعة صغيرة من القوى الصناعية خدمةً للرأسمال متعدد الجنسيات، ستكون شعوب الجنوب من جديد الأكثر تضرراً منه».

وطالب كوستا بتوحيد الجهود للحيلولة دون التضحية مرة أخرى بشعوب النصف الجنوبي من الكرة الأرضية، في سبيل حماية ما سماه بـ«الامتيازات غير القابلة للديمومة وغير العقلانية التي تتمتع بها قلة قليلة». وقال الوزير الكوبي إن «الأنانية النيوليبرالية فاقمت الهوّة الفاصلة بين التبذير والفقر، وبين الشمال والجنوب»، موضحا أن الحروب ومشاريع السيطرة على الموارد الطبيعية «تترتب عن تهديد متواصل لممارسة شعوبنا لحقها الثابت بتقرير مصيرها بحريّة». وقال إن «الحق بالتنمية بالكاد يشكل وهماً بالنسبة لجزء كبير من الإنسانية.. كما أن القضاء على الجوع وسوء التغذية والتوفير العالمي للخدمات الصحية والتعليمية ذات الجودة لكل كائن على وجه البسيطة ليست اليوم أكثر من أهداف يتم سحبها في أحيان كثيرة، فتحقيقها يبدو أقل إمكانية يوماً بعد يوم».

ومن جهة ثانية قال الوزير الكوبي إن بلاده وعلى غرار ما فعلت حركة بلدان عدم الانحياز، تدين بشدّة مظاهر التشهير وعدم التسامح تجاه الأديان، وبشكل خاص تلك الموجّهة ضد الإسلام. وأضاف «أننا نناضل من أجل عالم يسود فيه التعايش السلمي والتعاون بين الأمم». وأشار إلى أن «الطابع الكوني للحضارات يستند إلى ما يعنيه تنوعّها من ثروة». وقال «لن نكون مؤهّلين لحماية الجنس البشري إلا من خلال الحوار الحقيقي والتضامن».

وفي الشأن الفلسطيني، جدد كوستا في كلمته التأكيد على الأهمية الحيوية للتوصل إلى حل شامل وعادل ودائم وسلميّ، بين الفلسطينيين والإسرائيليين، يستند إلى القرارات ذات الصلة الصادرة عن الأمم المتحدة ويلتزم بنظم ومبادئ القانون الدولي. وقال «ما زال هذا يشكّل مفتاح حلّ النزاع الإسرائيلي ـ الفلسطيني والنزاع العربي ـ الإسرائيلي عموماً. وهو كذلك السبيل الوحيد لضمان السلام في المنطقة». وحيا كوستا «الكفاح البطولي للشعب الفلسطيني في سبيل إحقاق حقه الثابت بتقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية، وحق الشعوب العربية باستعادة جميع أراضيها المحتلة من قبل إسرائيل منذ يونيو (حزيران)1967 بدون قيد أو شرط، كأسس لا بدّ منها لتحقيق سلام عادل ودائم لشعوب الشرق الأوسط».