القربي لـ«الشرق الأوسط» : الحوار العربي الإيراني ليس وقته الآن.. وهو يحتاج لحوار عربي أولا

وزير الخارجية اليمني: نحتاج لآلية تحقق تنقية الأجواء والمصالحة العربية

TT

أكد وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي في حوار خاص لـ«الشرق الأوسط» أن القمم العربية المصغرة يمكن أن تسهم بدور فعال في وحدة الموقف العربي الذي يعالج مجمل القضايا العربية، واعتبر أن الحوار العربي الإيراني خطوة لابد منها ولكن ليس في الوقت الراهن، مشددا على أن هذه الخطوة تأتي بعد حوار عربي ـ عربي يحدد أسس العلاقة مع الجار الإيراني. وهذا نص الحوار الذي جرى على هامش قمة الدوحة:

* ما هي الأسس التي يمكن من خلالها الوصول إلى وفاق عربي غير قابل للانكسار؟

- دائما إحدى الإشكاليات في العمل العربي المشترك أننا عندما نضع بعض الأفكار، إلا أنه لا توجد الآليات لتنفيذ هذه الرؤى التي تظل على الورق وتفتقد إلى آليات التنفيذ والمتابعة، وكذلك على من تقع مسؤولية المتابعة، وعلى سبيل المثال هل ستكون تابعة لرئاسة القمة أو رئاسة المجلس الوزاري أو الأمانة العامة للجامعة. أرى أنه من الضروري أن تكون لكل قضية آلية مختلفة، لكن نحن في حاجة لأن نتفق على أن يكون هناك لكل مبادرة أو رؤية عربية، سواء كانت لتحقيق الوفاق أو لحل قضية من القضايا أو لتنقية الأجواء، أن يكون لدينا وسيلة لتحقيق ذلك وإلا نتركها لقرار من قرارات الاجتماع الوزاري أو القمة التي عادة ما تنتهي بانتهاء القمة، وهذه هي الإشكالية التي عشناها على مدار السنوات الماضية. وظهرت في المبادرة العربية للسلام، وفي وثيقة العهد والاتفاق التي وقعت في تونس وكان بالإمكان إذا ما وضعنا الآلية وقتها لوجدنا السبل المختلفة لتنقية الأجواء وحل الخلافات وتحقيق الوفاق.

* هل تقصد تشكيل لجنة عربية للمصالحة وتنقية الأجواء؟ - ليكن ذلك على مستوى ترويكا وزارية أو قمة أو لجنة من مجموعة دول لها اهتمامات بالقضية التي يتابعونها بحكم أنهم الأقرب إليها ولا نقتصر على الآلية فقط وإنما يتفق أيضا على برنامج زمني يتم بعدها رفع تقرير ويعرف الوزراء العرب ماذا تحقق، خاصة أن المشاكل العربية والخلافات هي عنصر رئيسي إذا ما تم اختفاؤها في تقدم العمل العربي المشترك ونرى هذا التقدم والنظام في مجلس التعاون الخليجي ونرغب أن يكون في النظام العربي ككل.

* هل القمم المصغرة آلية مناسبة لتقدم العمل العربي المشترك واحتواء الخلافات؟ - نعم القمم المصغرة تعد إحدى الآليات لتقدم العمل العربي المشترك.

* كانت الجلسة الثانية المغلقة لوزراء الخارجية العرب حول السلام في الشرق الأوسط، ماذا يجبر إسرائيل في تقديرك على قبول الخيار الاستراتيجي للعرب (السلام)؟ - الموقف اليمني، وأعتقد أنه نفس موقف المجموعة العربية، أن المبادرة العربية للسلام حددت الشروط العربية لتحقيق السلام والآن هذه المبادرة وضعت أمام إسرائيل منذ عام 2002 ولم تستجب إسرائيل لها وبالتالي هي الآن المعنية بهذه المبادرة وليس نحن، وعليها اليوم أن تقول إنها على استعداد لمناقشة عملية السلام على أساس هذه المبادرة أو كما فعلت في السنوات الماضية أن تتجاهلها، وبالتالي نحن نبحث عن طريق آخر، ولذا يجب على المجموعة العربية أن تتخذ مواقف حقيقية تجاه السياسات الإسرائيلية خاصة الاستيطان وتهويد القدس وترحيل الفلسطينيين والجدار العازل والحصار على غزة والأوضاع المأساوية، وإذا استطاع العرب وكانت لديهم القدرة على حماية الحق العربي الفلسطيني ربما تفكر إسرائيل في ذات الوقت في قبول السلام.

* في تقديرك ما هي الأدوات التي تمكن العرب من القدرة على حماية الحق الفلسطيني؟ - أدوات القدرة هي أننا كيف نتعامل مع السلطة الفلسطينية وندعمها في تعاملها مع إسرائيل ونعطيها القوة لأن تقول لإسرائيل لا، بدلا من أن تضطر لقبول ضغوط من الأميركيين وغيرهم وكذلك كيف نوفر لهم الإمكانات ونقلل إلى أقصى حد ممكن من عملية الحصار على غزة وان نفرض إعادة إعمار غزة وهذه هي القضايا التي ستظهر قدرة العرب

* لجنة مبادرة السلام العربية هل ترى أن مهمتها تنحسر في عقد الاجتماعات والاتصال بالخارج والأطراف المعنية فقط أم ماذا؟

- هذه من القضايا التي عليها شبه اتفاق أن تنظر اللجنة في ظل الرفض الإسرائيلي لمبادرة السلام، كيف نتعامل مع إسرائيل في المرحلة القادمة والبحث عن سبل جديدة وقد بحث الاجتماع المغلق لوزراء الخارجية العرب هذا الموضوع.

* هل تم مناقشة العدوان الأميركي الإسرائيلي على السودان؟ - العنجهية الإسرائيلية ليست جديدة والعراق سبق أن تعرض لها عندما ضربت إسرائيل المفاعل النووي العراقي، وسورية تعرضت لها بضرب ما يدعون بأنه مفاعل نووي، والآن ما حدث في السودان، التساؤلات مازالت مطروحة عما إذا كان هو ضربة أميركية أو إسرائيلية، وبالتالي اعتقد أن هذه من القضايا التي من المفروض أن يكون للدول العربية موقف منها لأنها تأتي في إطار الأمن القومي العربي وتعد انتهاكا لحرمة وسيادة أرض عربية.

* ماذا سيعرض الرئيس علي عبد الله صالح أمام القمة بالنسبة لرؤيته للعمل العربي المشترك؟ - الرئيس سوف يطرح المبادرة اليمنية والتي سبق أن طرحها الرئيس منذ خمس سنوات، واليوم نشعر في اليمن أن الحاجة أكثر إلحاحا لعمل عربي مشترك وتطوير هذا العمل في إطار نقلة نوعية من خلال اتحاد عربي.

* ما هو الجديد الذي دعا اليمن لإعادة طرح هذه المبادرة اليوم؟ - الطرح من جديد لأن اتحاد البرلمان العربي في دمشق يوم 23 من هذا الشهر اعتبر أن هذه المبادرة تمثل الآلية لعمل عربي مشترك فاعل وطلبوا من الأمين العام عرضها على القمة.

* ماذا عن تعامل العرب مع دول الجوار الإقليمي مثل إيران وتركيا وما هو موقف اليمن من ذلك؟ وما هو ردكم على مقترحات عمرو موسى للقمة؟ - رد اليمن جاء مفصلا واعتبرنا أن هذه المقترحات جادة ومهمة نظرا لتطرقها إلى كثير من القضايا ليس فقط العلاقة مع إيران وإنما أيضا العلاقات العربية ـ العربية والجوانب التي تهم الأمة العربية في أبعادها السياسية والاجتماعية والتنموية، وقدمنا رؤيتنا في كل هذه القضايا، أما بالنسبة لموقفنا من إيران فكما قلنا دائما إن إيران دولة جارة إسلامية وهناك تاريخ ومصالح مشتركة، وعلى العرب أن يتفقوا فيما بينهم على استراتيجية للتعامل مع إيران كما نتعامل مع تركيا وأميركا، لكن إيران أهم بالنسبة لنا لأنها جار لصيق بدول المنطقة.

* لكن حدث انقسام عربي حول الحوار مع إيران ورفض إعطائها هذه الشرعية؟ - الموقف العربي النهائي من موضوع الحوار مع إيران هو أن وقته ليس الآن. وهذا لا يعني رفض الحوار مع إيران، وفي حقيقة الأمر أنا اعتقد أن الحوار مع إيران يجب أن يبدأ بعد أن يتفق العرب على رؤية معينة ينطلق منها الحوار وعلى نوع العلاقة والقضايا العالقة بين الدول العربية وإيران والتي يجب أن تحل.