السعودية تأمل من قمة الدوحة مزيدا من التوافق لتنقية الأجواء وتحقيق المصالحة العربية

مجلس الوزراء يقر الخطوات الاحترازية للحيلولة دون عودة تفشي مرض حمى الوادي المتصدع

الأمير نايف بن عبد العزيز لدى ترؤسه جلسة مجلس الوزراء في الرياض أمس (واس)
TT

أطلع الأمير نايف بن عبد العزيز، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية السعودي، أعضاء مجلس الوزراء على المباحثات والمشاورات والاتصالات التي أجراها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز خلال الأيام الماضية مع بعض قادة الدول ومبعوثيهم، ومن بينها الاتصال الهاتفي مع الرئيس المصري محمد حسني مبارك، والرسالة التي تسلمها من رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون، ولقاؤه في الرياض الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون. جاء ذلك خلال الجلسة التي عقدها المجلس ظهر أمس في قصر اليمامة بمدينة الرياض، وترأسها الأمير نايف بن عبد العزيز، الذي أعرب في مستهلها عن شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين على تشريفه وتكليفه بهذه المهمة، ودعا الله أن يكون عند حسن ظن خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين «وأن نعمل وفق توجيهاته في ظل العقيدة من أجل خدمة الوطن والمواطن».

وأوضح الدكتور يوسف العثيمين وزير الشؤون الاجتماعية وزير الثقافة والإعلام بالنيابة لوكالة الأنباء السعودية عقب الجلسة أن المجلس أكد على المضامين التي شملها خطاب خادم الحرمين الشريفين أمام مجلس الشورى يوم الثلاثاء الماضي «التي لخصت رؤية المملكة لما يدور في عالمينا العربي والإسلامي وما يواجههما من تحديات تفرض على الجميع اليقظة لا الغفلة، والصلابة التي لا تقبل الضعف، والصبر الذي لا يخالجه يأس، والإيمان بالله بلا قنوط»، وتأكيده «مواصلة مسيرة التطوير في الوطن الغالي بقرارات تدفع عجلة التطور والتعامل مع المتغيرات لما فيه رفعة الوطن وتحقيق كل أسباب الحياة الكريمة للمواطن».

وأشار العثيمين إلى أن المجلس ثمن ما حققه مجلس الشورى من إنجازات خلال سنوات انعقاده الماضية تصب في مصلحة الوطن والمواطن وشملت مختلف مناحي الحياة. وبين أن المجلس نوه بتشريف خادم الحرمين الشريفين حفل تسليم جائزة الملك فيصل العالمية يوم السبت الماضي ودعمه ورعايته المتواصلة لمختلف الفعاليات الثقافية والاقتصادية والعلمية في البلاد، وقال وزير الثقافة والإعلام بالنيابة إن النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية أعرب عن تطلع المجلس إلى أن تحقق القمة العربية العادية في دورتها الحادية والعشرين التي تعقد في الدوحة المزيد من التوافق والنجاحات لتنقية الأجواء وتحقيق المصالحة العربية في ظل الجهود التي بذلت عربيا، وفي مقدمتها دعوة خادم الحرمين الشريفين في هذا الشأن، وأن تسهم القمة الثانية للدول العربية ودول أميركا الجنوبية في دعم وتعزيز التعاون وتنسيق المواقف بين الجانبين، كما أعرب عن أمله في أن تصل قمة قادة مجموعة العشرين التي ستعقد في لندن الخميس القادم إلى قرارات وإجراءات تسهم في إنعاش الاقتصاد العالمي وتحفيز الاقتصاد الدولي نحو النمو. وأفاد الوزير أن أعضاء المجلس أعربوا عن تهانيهم للأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية على الثقة الملكية بتعيينه نائبا ثانيا لرئيس مجلس الوزراء. وفي الشأن المحلي أقر المجلس، وبعد الاطلاع على محضر اللجنة المشكلة لدراسة احتمال عودة تفشي مرض حمى الوادي المتصدع واقتراح الاحتياطات الاحترازية للحيلولة دون عودة المرض، عددا من الإجراءات من بينها ما يلي: أولا: تدرس وزارة المالية احتياجات الجهات الحكومية المتعلقة بالحيلولة دون عودة تفشي مرض حمى الوادي المتصدع، وذلك بشكل عاجل، والرفع بنتيجة الدراسة إلى المقام السامي. وتقوم وزارة المياه والكهرباء بتقديم احتياجاتها في هذا الشأن إلى وزارة المالية لدراستها. ثانيا: تفعيل برنامج مكافحة مرض حمى الوادي المتصدع ـ الذي تشرف عليه وزارة الزراعة بالتنسيق مع وزارة الشؤون البلدية والقروية ووزارة الصحة ـ وذلك بشكل عاجل، وتفعيل البرامج المماثلة في الجهات الحكومية الأخرى والاستفادة من المبالغ المخصصة لها في ميزانيات تلك الجهات. ووافق مجلس الوزراء على تفويض وزير الداخلية ـ أو من ينيبه ـ بالتباحث مع الجانب الجزائري في شأن مشروع اتفاقية تعاون بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية في مجال تبادل تسليم المتهمين والمحكوم عليهم، والتوقيع عليه في ضوء الصيغة المرفقة بالقرار، ومن ثم رفع النسخة النهائية الموقعة لاستكمال الإجراءات النظامية. وقرر مجلس الوزراء الموافقة على تفويض وزير الداخلية ـ أو من ينيبه ـ بالتباحث مع الجانب الروسي في شأن مشروع اتفاقية نقل المحكوم عليهم بعقوبات سالبة للحرية بين المملكة العربية السعودية وروسيا الاتحادية والتوقيع عليه في ضوء الصيغة المرفقة بالقرار ومن ثم رفع النسخة النهائية الموقعة لاستكمال الإجراءات النظامية. وفي شأن صحي قرر مجلس الوزراء وبعد الاطلاع على ما رفعه وزير الصحة بشأن إنشاء لجنة وطنية لرعاية المرضى النفسيين وأسرهم، ما يلي: أولا: إنشاء لجنة وطنية لرعاية المرضى النفسيين وأسرهم يرأسها وزير الصحة وتضم في عضويتها ممثلين من عدد من الجهات الحكومية. ثانيا: تهدف هذه اللجنة إلى مساعدة المرضى النفسيين وأسرهم للحصول على الخدمات العلاجية والتأهيلية وتعزيز برامج الصحة النفسية وتصحيح المفاهيم المتعلقة بذلك. ثالثا: يكون الغرض الأساسي للجنة العناية بالمرضى النفسيين وأسرهم ويكون من بين مهماتها: «رسم السياسات الوطنية في مجال رعاية المرضى النفسيين وأسرهم، والتنسيق والمتابعة مع الأجهزة المعنية فيما يتعلق بتنفيذ الخطط العلاجية والبرامج التأهيلية المرسومة لرعاية المرضى النفسيين وأسرهم لتحقيق الترابط والتكامل بين أعمالها، والعمل على إجراء البحوث والدراسات المتعلقة بالصحة النفسية وسبل تعزيزها وطرق الوقاية من الأمراض النفسية، وتشجيع إنشاء الدور الإيوائية المخصصة لرعاية المرضى النفسيين وتقديم الاستشارات الطبية والفنية والمهنية، وتعزيز برنامج الدعم الذاتي للمرضى النفسيين وأسرهم ماليا وفنيا والتنسيق مع الجهات المعنية في تنفيذ البرامج التأهيلية للمساعدة في عودة المريض ليصبح عضوا فاعلا في المجتمع. إلى ذلك قرر مجلس الوزراء الموافقة على اعتماد الحساب الختامي للمؤسسة العامة لصوامع الغلال ومطاحن الدقيق للعام المالي 26ـ1427هـ. من جهة أخرى وافق المجلس على تعيين كل من عبد الرحمن بن إبراهيم بن عبد الرحمن السدحان على وظيفة «مساعد أمين عام مجلس الخدمة المدنية» بالمرتبة الرابعة عشرة بوزارة الخدمة المدنية، وإبراهيم بن عبد العزيز بن عبدالله الجريان على وظيفة «مدير عام الشؤون القانونية» بالمرتبة الرابعة عشرة بوزارة الخدمة المدنية، وعبد العزيز بن عبد الرحمن بن عبد العزيز الخنين على وظيفة «مدير عام مكتب الوزير» بالمرتبة الرابعة عشرة بوزارة الخدمة المدنية، وصالح بن موسى بن عبد الله الخليل على وظيفة «وكيل الوزارة المساعد لشؤون المستهلك» بالمرتبة الرابعة عشرة بوزارة التجارة والصناعة، والدكتور سليمان بن حمد بن عبد الله العويشق على وظيفة «مساعد مدير عام إدارة أعمال اللجنة العامة» بالمرتبة الرابعة عشرة بالأمانة العامة لمجلس الوزراء.