أمير قطر يحذر: العالم يتغير وتقوم حولنا مشاريع ودول قومية.. فأين المشروع العربي

الشيخ حمد يثمن مبادرة المصالحة.. ويعبر عن اعتزازه لمشاركة خادم الحرمين في قمة الـ20 بلندن

TT

ثمن أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، في كلمة ألقاها أمس أمام القمة العربية في الدوحة، مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز من أجل المصالحة العربية، التي أطلقها في قمة الكويت الاقتصادية الأخيرة، وقال إنها «عبرت عن مدى حرص خادم الحرمين، على لم الشمل وتحقيق التضامن العربي وتجاوز أي اختلاف في الرأي». كما عبر عن اعتزازه بمشاركة خادم الحرمين في قمة الـ20 الاقتصادية في لندن، معرباً عن ثقته بأن العاهل السعودي يمثل القادة العرب جميعاً في هذه المهمة «وسيمثل مصالح أمتنا وعالمنا العربي، وحتى الدول النامية المتضررة وطموحها بعلاقة أكثر توازناً مع الدول الصناعية المتقدمة».

ومن جهة ثانية حذر الشيخ حمد، في كلمته من تأثيرات عدة أزمات وطوارئ تداهم الأمة العربية، في وقت واحد، على رأسها الأزمة المالية العالمية، قائلا إنه لو لم يكن هذا الاجتماع مقرراً بحكم مبدأ الدورية السنوية للقمم العربية لوجب أن يكون بحكم هذه الطوارئ. لكن الشيخ حمد عبر عن اعتقاده بأن كل هذه «التقلبات والمشاكل والأزمات مقدور عليها، في النهاية بالإصرار الدولي على تجاوز عاصفة لا يستطيع طرف واحد تحمل تكاليفها الإنسانية قبل تكاليفها المادية».

وأشار الى أن العالم العربي كان بين أكثر أقاليم الأرض تعرضاً لهبوب العاصفة، وأضاف «إذا كانت الأزمة المالية الاقتصادية التي تعرض لها العالم ولا يزال يتعرض لها هي المشهد اللافت للأنظار، فإن هذه العاصفة لم تؤثر فقط على موارد العالم العربي وعلى مدخراته لكنها كشفت عن هشاشة خطرة أصابت النظم التي كان العالم يعتمد عليها في ضبط أوضاعه والحفاظ على توازنه». ومضى «إن كل هذا أدى إلى اهتزاز القاعدة التي لا يقوم بغيرها نظام في أي مجال، وهى قاعدة الثقة»، وقال إن «الثقة العامة والمتبادلة، هي في حد ذاتها أهم أسس الشرعية العالمية التي تطمئن الكل إلى سلامة التصرفات والتعاملات، وتسمح بصياغة التوقعات على كل المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية، فتجارب البشرية من أول التاريخ تعلمنا أنه لا يمكن رسم سياسة أو استقرار سياسة، أو نجاح سياسة، إلا إذا توافر عنصر الثقة في النفس والغير». وأوضح «أن لدى العالم العربي أسباباً تدعوه إلى ضرورة الفهم أكثر، فهناك أولا انعكاسات الأزمة نفسها، وهناك ثانياً: أن الأزمة استولت على اهتمام العالم، وأبعدته عن قضايانا، خصوصاً مع متغيرات سياسية تمسنا مباشرة يجيء ضمنها أن هناك رئاسة أميركية ليست جديدة فقط، ولكنها أيضاً مختلفة، فقد جاءت إلى القرار الأميركي بدم جديد قادر على التجديد، وهناك انتخابات جرت في إسرائيل علينا أن نراقب توجهاتها وتأثيراتها على أوضاع الأمن في المنطقة، وهناك تطورات في الجوار لا بد لنا أن نحسن التعامل معها بحيث لا تواجه المنطقة توترات زائدة تضيف إلى قلقها واضطرابها، وثالثاً: فإننا نلمح على اتساع العالم تغيرات في مواقع القوة ومراكز التأثير. ورابعاً: تقوم حولنا مشاريع وطنية ودول قومية وتجمعات دول تدعو مواطنينا للتساؤل أين هو المشروع العربي، وخامساً: تلح علينا حتى خلافاتنا الداخلية أن نتوصل على الأقل إلى آلية لإدارة الخلافات بشكل لا يفسد فيه خلاف للود قضية». وحذر أمير قطر من أن «تلك الأسباب جميعاً سوف يواجها العالم العربي بطريق مباشر وغير مباشر بتداعيات سياسية واجتماعية تحتاج إلى استعداد وتنبه»، وقال إن «أبسط ما نستطيع أن نتوقعه أن هذه الأزمة سوف تخلف وراءها عواقب وتعقيدات في منطقتنا لا بد أن نكون جاهزين لحصرها وإدارة حركتها، إن لم نكن نستطيع التوصل إلى حلول لها، وسوف تترك وراءها مشاكل اقتصادية واجتماعية وسياسية».