كواليس الدوحة: فلاشات المصورين تقطع كلمة الأسد.. والشيخ تميم يتولى الرئاسة بعد مغادرة الشيخ حمد بن خليفة بشكل مفاجئ

للمرة الأولى.. الثقافة تحضر بقوة بجانب السياسة والاقتصاد في افتتاح القمم العربية

TT

السياسة والاقتصاد والثقافة، كانت العناوين البارزة للكلمات الرئيسية الثلاث التي ألقيت في افتتاح أعمال القمة العربية، في العاصمة القطرية الدوحة بعد ظهر أمس، وربما تعد هذه المرة الأولى التي تحظى الثقافة بنصيب في اهتمام القمم العربية، عبر الكلمات الرسمية، التي تطرح في افتتاح القمم.

فالرئيس السوري بشار الأسد كانت كلمته سياسية خاصة، بينما كانت كلمة أمير قطر اقتصادية بحتة، أما الأمين العام للجامعة العربية فأختار أن يكون للثقافة نصيبا واسعا من كلمته الافتتاحية.

فبعد تأخير قارب الأربعين دقيقة على الموعد المحدد مسبقا لافتتاح القمة، وهو الحادية عشر صباحا بالتوقيت المحلي، افتتح القمة الرئيس السوري بشار الأسد باعتباره رئيس الدورة السابقة (العشرين) للقمة، وبعد دقائق معدودة من بدء الرئيس الأسد بإلقاء كلمته، أضطر لقطعها، بعد أن أبدى ضيقا من فلاشات المصورين الذين استمروا في تصويره طويلا، قبل أن يتدخل المنظمون والأمن القطري، لإخراج المصورين من أمام موقع الرئاسة، الذي كان يجلس عليه الرئيس السوري.

وكانت كلمة الرئيس بشار الأسد، هي الأطول بين الكلمات الرئيسية، التي ألقيت في جلسة الافتتاح العلنية، التي كانت طويلة وقاربت نحو خمس ساعات، وكانت السياسة هي الغالبة على كافة محاورها، وإن كانت الحرب الإسرائيلية على غزة، والدعوة إلى تعليق المبادرة العربية، هي السمة التي طغت على الكلمة، التي وزعت على الإعلاميين في ثلاثة وعشرين صفحة.

وبعد أن تسلم أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني رئاسة القمة من الرئيس بشار، ألقى كلمته التي كان الاقتصاد عنوانا رئيسيا لها، واستحوذت الأزمة المالية العالمية على كثير من محاور الكلمة، فبينما كانت التوقعات تذهب إلى أن الأمير القطري سيركز في كلمته على القضايا العربية التقليدية، وكذلك على ملف المصالحة العربية ـ العربية، نحا الشيخ حمد بن خليفة بكلمته إلى قضايا الاقتصاد، والتحذير من آثارها السلبية على الدول العربية، واصفا الأزمة المالية العالمية بـ«العاصفة التي لا يستطيع طرف واحد تحمل تكاليفها الإنسانية، قبل تكاليفها المادية».

وعندما أعطى أمير قطر الكلمة للأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، لإلقاء كلمته، كانت الثقافة حاضرة بقوة في خطاب موسى، على غير المعتاد في القمم العربية، التي تكون السياسة عنوانها الأول، وأحيانا يرقى إلى ذلك الاقتصاد، لكن موسى أكد على العرب ضرورة اهتمامهم بالمكنون الثقافي لبلادهم العربية، ومما قال «نعترف بتراجع أنواع المعرفة في المجتمعات العربية فلا يجب أن نترك معرض كتاب إلا ونشارك فيه، يجب أن نسعى لترجمه كتبنا وأشعارنا»، مؤكدا «أن بند التعليم والعلوم والبحث العلمي رئيسي للجامعة العربية».

وطالب موسى بأن «تركز القمم العربية القادمة على العلم والمعرفة والإبداع، لانطلاق فضاء عربي واسع لتعريف العالم بنا»، متمنيا ألا تكون للأزمة العالمية تأثير على هذا المجال. قبل أن يلتفت موجها حديثه لأمير قطر «أهنئ قطر على مسيرتها الثقافية وعلى متحف الفن الإسلامي الذي أفتتح مؤخرا».

وكان الرئيس الليبي معمر القذافي، قد تأخر عن حضور الجلسة الافتتاحية، المتأخرة أصلا، فحضر بعد بدايتها بفترة، قبل أن يغادر أيضا سريعا بعد مقاطعته للكلمات الافتتاحية.

وبحسب البرنامج المعد سابقا، كان من المفترض أن تنتهي الجلسة الافتتاحية في الساعة الواحدة والنصف بالتوقيت المحلي، لكنها لم تنتهي حتى الساعة الخامسة وخمس وثلاثين دقيقة تقريبا.

وشهدت الجلسة الافتتاحية، ثماني عشرة كلمة وخطابا وجهت من قبل رؤساء الوفود، أو من قبل المنظمات العربية والدولية، التي حضرت القمة، وبالإضافة إلى كلمات أمير قطر والرئيس السوري وعمرو موسى، كانت هناك أيضا كلمات للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، والشيخ صباح الأحمد الصباح أمير الكويت، رئيس القمة الاقتصادية العربية، والرئيس السوداني عمر البشير، والملك عبد الله الثاني ملك الأردن، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، ملك البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة، الرئيس الصومالي شيخ شريف، الرئيس اللبناني ميشيل سليمان، محمود المالكي رئيس وزراء العراق، محمود عبد العزيز رئيس المجلس العسكري في موريتانيا، مفيد شهاب وزير الشؤون القانونية في مصر، وزير الخارجية الجزائري، كما شهدت القمة الافتتاحية أيضا كلمات لجونج بنج، رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، وأكمل الدين أوغلي، الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي، وجاسم الصقر رئيس البرلمان العربي. يذكر أنه وبعيد كلمة الملك عبد الله الثاني، تولى رئاسة القمة ولي عهد قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وذلك بعد مغادرة الشيخ حمد بن خليفة مكانه بشكل مفاجئ، واستمر الشيخ تميم رئيسا للجلسة حتى انتهائها.