نائب رئيس تحالف المعارضة الصومالية لـ«الشرق الأوسط» : قررنا إغلاق مكاتبنا في أسمرة والعودة للصومال

أكد تحفظ التحالف على وساطة السودان وقال: لا مصالحة وشيكة مع جناح الشيخ شريف

عنصر من البحرية اليونانية يحرس قراصنة صوماليين ألقي القبض عليهم أثناء محاولتهم اختطاف سفينة شحن نرويجية أمس (إ.ب.أ)
TT

أكد زكريا حاج محمود، نائب رئيس تحالف المعارضة الصومالية، لـ«الشرق الأوسط» أن التحالف يعتزم الانتقال نهائياً ومغادرة مقره في العاصمة الإريترية أسمرة تمهيداً للعودة إلى داخل الصومال للمرة الأولى منذ انسحاب القوات الإثيوبية من البلاد نهاية العام الماضي.

لكن زكريا نفى في المقابل، في حوار خاص عبر الهاتف من أسمرة، أن تكون هذه العودة تعنى تصالح تحالف المعارضة مع السلطة الانتقالية التي يقودها الرئيس الصومالي الشيخ شريف شيخ أحمد، لافتاً إلى وجود اختلافات جوهرية في وجهات نظر الطرفين حيال مستقبل الوضع السياسي في الصومال.

ونفى زكريا أيضاً أن يكون قرار العودة إلى العاصمة الصومالية مقديشو، هو نتيجة لوجود ضغوطات إريترية أو وساطة سودانية، موضحاً أن تحالف المعارضة المناوئ للشيخ شريف اتخذ قراره بمحض إرادته للعودة وفقاً للظروف السياسة الراهنة.

وكشف النقاب عن أن الشيخ حسن طاهر أويس زعيم تحالف أسمرة سيتوجه قريباً إلى داخل الصومال للقيام بما وصفه بالواجبات الطبيعية للتحالف الذي تأسس عام 2007 من إسلاميين وعلمانيين مناوئين للتدخل الأثيوبي في الصومال نهاية عام 2006.

وكان الرئيس الصومالي رئيساً لهذا التحالف حتى منتصف العام الماضي قبل أن تتم إقالته من منصبه بعد اتهامه بالخيانة والعمالة لإثيوبيا والتورط في عملية السلام التي يرعاها أحمد ولد عبد الله مبعوث الأمم المتحدة الخاص لدى الصومال.

وحل الشيخ أويس مكان حليفه السابق الشيخ شريف في رئاسة التحالف الذي مازال يرفض الاعتراف بشرعية انتخاب شريف في شهر يناير (كانون ثاني) الماضي رئيساً للبلاد لدى اجتماع البرلمان الصومالي في جيبوتي المجاورة.

وقال زكريا حاج محمود إن عودة تحالف أسمرة إلى الداخل هي بالأساس لمواجهة من فرطوا في سيادة الشعب الصومالي وساعدوا الأعداء على احتلاله وقتله ـ على حد تعبيره.

وفيما يلي نص الحوار:

* فهمت أن الشيخ أويس موجود الآن في العاصمة السودانية الخرطوم. هل يعنى ذلك نجاح وساطة السودان مع الشيخ شريف؟

ـ نعم هو موجود في السودان لكن لا أعتقد أنه ستكون هناك مصالحة.

* لكن ثمة معلومات عن أن السودان يلعب دور الوساطة؟

ـ لا. لا الذهاب إلى مقديشو أمر مختلف وهى عاصمته ودائرته الانتخابية، أما المصالحة فموضوع مختلف.

* ولماذا ذهب أساساً إلى الخرطوم؟

ـ أنت تعلم أن الرئيس السوداني عمر البشير كان هنا (في أسمرة) وحاول هذا لكن نحن رفضناه، لأن المصالحة أولا ليست بين الرجلين بل يجب أن تكون بين مجموعات.

* هل رفضتم الوساطة السودانية؟

ـ لا، لم نرفض بهذا الشكل إنما السودان استفسر: ما هو الموقف وماذا نفعل، قلنا لهم إن هذه مشكلة محلية وهذه الجماعة (الشيخ شريف) عملوا مع الإثيوبيين وشكلوا حكومة وكأن الجيش المنهار أخذ مكافأة الجيش المنتصر، هذه قضية ليست سهلة، هذه قضية وطنية لن نتنازل عنها، الذين قتلوا الشعب الصومالي أو من سلموا سيادة الشعب للعدو الإثيوبي يصيرون هم الحكام، هذا غير معقول وامتداد للهيمنة الإثيوبية.

* إذن ستعودون إلى الداخل؟

ـ ولم لا، من يسيطر على مقديشو؟ أليست جماعتنا مسيطرة هناك؟ نحن ذاهبون إلى مقديشو وإلى الصومال وهذا لا يعنى أن نتصالح.

*هل ستغادرون أسمرة نهائياً؟

ـ ولم لا. إذا كان البلد بتاعنا (الصومال) نحن مسيطرون على أغلب المناطق فيه. وإريتريا مشكورة أكرمتنا والضيافة انتهت ولدينا الآن البلد.

* إذن تحالف تحرير الصومال يعتزم الانتقال إلى الداخل؟

ـ نعم.

* وهل معنى هذا إغلاق مكاتبكم نهائياً؟

ـ نحن سننتقل إلى الصومال نهائياً حتى نقوم بواجباتنا الوطنية.

* متى؟

ـ ليس هناك زمن محدد وإنما في أسرع وقت ممكن، أولا أغلبنا موجود الآن في الصومال والمجموعة المتواجدة في إريتريا هي مجموعة إدارية فقط وصغيرة العدد جداً.

* فهمت أيضاً أن الشيخ أويس سيذهب إلى مقديشو؟

ـ كلنا ذاهبون إن شاء الله.

* يتردد أن ذلك قد يحدث خلال أسبوعين؟

ـ لا أستطيع إعطاءك زمناً محدداً وإنما كما قلت في أسرع وقت ممكن.

* والعودة لا تعنى التصالح؟

ـ لا، إنما تعنى فقط القيام بواجباتنا الوطنية.

* وماذا تعنى بهذه الواجبات تحديداً؟

ـ أنت تعلم أن البلد انهارت ويحتاج الشعب الصومالي إلى السلام والإعمار وحكومة وحدة وطنية ومصالحة، وكل هذه الأشياء هي ضمن واجباتنا الوطنية.

* العودة إلى داخل الصومال تمت بقرار شخصي منكم؟

ـ نعم.

* ليس بطلب سوداني أو إريتري؟

ـ لا بمحض إرادتنا نحن والظروف السياسية هي التي تفرض هذا.

* إنما خلال تواجدكم في إريتريا كنتم محل رعاية واهتمام؟

ـ لا شك أن الحكومة والشعب الإريتري ما قصروا ونشكرهم على ذلك، نعم كنا في رعاية جيدة جداً.

* هل يعنى الانتقال إغلاق مكاتب التحالف في إريتريا؟

ـ المكاتب قد تتوسع لا أن تنحصر في مكان معين، لدينا علاقات مع دول وهيئات لا أستطيع أن أجزم بهذا لكن كل ما أستطيع أن أقوله لك إننا جميعاً ذاهبون إلى داخل الصومال إن شاء الله حتى نقوم بواجباتنا.

* هل هناك جدل داخلي بين أعضاء التحالف حول العودة؟

ـ نحن لسنا ضد المصالحة، من هم ضدها هم من اختطفوا الدولة الصومالية من أيدي الشعب الصومالي، وهم الذين غطوا على جرائم إثيوبيا ويريدون الآن أن يجلبوا قوات أجنبية لكي تقتل المزيد من الشعب الصومالي، نحن مع المصالحة الوطنية ودولة وحكومة الوحدة وأمن الشعب وسلامته.

* هل سبق قرار العودة وجود اتصالات مباشرة أو غير مباشرة مع الرئيس الصومالي؟

ـ ماذا تعنى؟

جلستم مع ممثلين عن الشيخ شريف؟

ـ لا الذي ادعى أنه هو المسؤول، مفروض يجيب مشروع مصالحة، لكن مع من؟

* لم تجلسوا مطلقاً لا بشكل مباشر أو غير مباشر؟

* لا أحد في جماعتنا يتصل بجماعة هذا الشيخ، ولم يحدث ذلك.

* هل ستفتحون مكتباً لتمثيل التحالف في دول عربية؟

ـ نعم، أي دولة مع الشعب الصومالي صديقة مستعدون لفتح المكتب، عندنا تمثيل في بعض الدول حتى الآن، ماعدا الدول العربية ليس لدينا. ونحن مستعدون أن لو أي دولة عربية ترحب بنا، إنما حالياً ليس لدينا تمثيل.

ونتوقع أن تعترف الدول العربية بصوت الشعب الصومالي ومن يمثله ومن يرعى حقوق الشعب وتعرف من هو العميل لجهات أجنبية عدوة لشعبنا؟

* هل سيعود زعيم التحالف الشيخ أويس إلى أسمرة أو مقديشو؟

ـ الاثنين

* أيهما أولا؟

ـ لا أستطيع أن أقول لك الآن. هذه مسألة لا نريد أن نفصح عنها حالياً.