العراق يسعى لشراء سرب من مقاتلات «إف – 16» الأميركية العام الحالي

قائد قواته الجوية أكد الحاجة لهذه الطائرات للتصدي لـ«مخاطر محتملة» من إيران وسورية

TT

يريد العراق شراء سرب من المقاتلات من طراز إف ـ16 التي تصنعها «لوكهيد مارتن كورب» هذا العام للمساعدة في التصدي للمخاطر المحتملة من إيران وسورية بعد رحيل القوات الأميركية، حسبما أعلن قائد القوات الجوية العراقية أنور أحمد.

وقال أحمد إنه يأمل توقيع عقد لشراء 18 طائرة متطورة من طراز إف ـ16 بوصفه محور برنامج يتكلف مليارات الدولارات من المتوقع أن ينفقها العراق على الأسلحة في السنوات المقبلة. وأضاف قوله في حديث عبر الهاتف لوكالة رويترز أول من أمس أثناء زيارته واشنطن «هذا مهم جدا لنا ويحظى بأولوية».

وقال قائد القوات الجوية العراقية إنه إذا ما أقر البرلمان العراقي التمويل اللازم فإنه يهدف إلى شراء ما يصل إلى 96 طائرة من طراز إف ـ16 حتى سنة 2020. ولمح إلى نماذج إف ـ16 سي/دي بلوك 50/52 التي يجري الآن إنتاجها لحساب بولندا وإسرائيل واليونان وباكستان. وأضاف أحمد «نحن نحتاج إلى هذه الطائرات للدفاع عن بلدنا»، وأشار إلى إيران بوصفها مصدر خطر محتمل إلى جانب سورية التي قال إنها كانت بوابة لدخول «إرهابيين» يريدون زعزعة حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي. وقال إنه إذا تمت الموافقة على التمويل وأبرمت صفقة هذا العام فإن أول طائرتين من طراز إف ـ16 يقودهما عراقيون ستجوبان سماء العراق بحلول عام 2012. وبحلول ذلك الوقت من المقرر أن يكون كل القوات المسلحة الأميركية قد غادر العراق بموجب اتفاق تم التوصل إليه العام الماضي.

وقال أحمد، 54 عاما، إنه اجتمع مع فريق من القوات الجوية الأميركية في بغداد يوم 18 مارس (آذار) لبحث شراء طائرات إف ـ16 وأجرى محادثات متابعة مع مسؤولين من وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أول من أمس. وأكد أنه حتى الآن يؤيد المسؤولون الأميركيون جهود العراق للحصول على طائرات إف ـ16 وهي من أكثر المقاتلات المتعددة الاستخدامات تقدما وأن هذه الصفقة رمز قوي للعلاقات مع الجيش الأميركي.

ولم يرد على الفور تعقيب من القيادة الانتقالية الأمنية المتعددة الجنسيات التي تقدم المشورة لوزارة الدفاع العراقية. وقال جو ستاوت وهو متحدث باسم شركة «لوكهيد مارتن كورب» التي سلمت أكثر من 4400 طائرة من طراز إف ـ16 في أنحاء العالم إن الصفقة المحتملة هي موضوع بين حكومة وحكومة. والمراجعات التي تجريها الولايات المتحدة للصفقات المحتملة يمكن أن تستغرق عاما أو أكثر. وهي تشمل وزارتي الخارجية والدفاع بالإضافة إلى الكونغرس وتتضمن دراسة موازين القوى والأمن التكنولوجي وقضايا شائكة أخرى.

ويمكن أن تثير جهود العراق لشراء هذه الطائرة المقاتلة القلق بشأن وجود أسلحة متقدمة لدى بلد ما زال يواجه تحديات داخلية كبيرة. وقال أحمد الذي تولى قيادة القوات الجوية في أول يناير (كانون الثاني) إن المالكي ووزير الدفاع العراقي عبد القادر جاسم يقفان بقوة وراء حصول العراق على طائرات إف ـ16. وقال باللغة الانجليزية «في المستقبل سوف تتركون بلدنا». وأضاف «يجب أن يكون لدى هذا البلد طائرة مثل إف ـ16».

ومن المقرر أن يحضر أحمد القمة الثالثة العراقية للطيران والدفاع وهي مؤتمر لهذه الصناعة يعقد خارج واشنطن ويختتم اليوم لتسليط الضوء على خطط المشتريات. وعندما سئل إن كانت القوات العراقية ستصبح مستعدة للدفاع عن البلاد بحلول عام 2012 قال إن الأمر سيستغرق وقتا أطول من ذلك. وأضاف أنه يجب أن يحصل العراق ضمن أشياء أخرى على نظام للدفاع الجوي ومزيد من الطائرات المقاتلة وأن يكمل بناء قواته البرية.

ويحصل نحو 20 من كوادر القوات الجوية العراقية على تدريب في الولايات المتحدة بينهم طيارون وفنيون يعملون بأبراج المراقبة وخبراء في الإمداد والتموين، وتوجد خطط لتعزيز هذا العدد خلال السنوات المقبلة. وحتى الآن تم إبلاغ الكونغرس بصفقات الأسلحة المحتملة للعراق التي تبلغ قيمتها الإجمالية نحو تسعة مليارات دولار وتشمل دبابات من طراز ام1ايه1 التي تصنعها «جنرال دايناميكس كورب» وعربات مدرعة خفيفة من عدة شركات وطائرات هليكوبتر مسلحة للاستطلاع سواء من شركة «بوينج» أو «تكسترون» وطائرات نقل من طراز سي ـ130 جيه من صنع «لوكهيد». وقال تشارلز تيلور وهو متحدث باسم وكالة التعاون الأمني الدفاعي بالبنتاغون التي تدير صفقات الأسلحة بين الحكومات إن معظم هذه الصفقات تم الاتفاق عليها خلال العامين الماضيين.