العنف يعصف بالتظاهرات وسط لندن.. والشرطة تطوق مكان اعتصامهم

اعتقال 19 وجرح رجال شرطة ومتظاهرين وتحطيم نوافذ بنك أنقذته الحكومة

أحد المتظاهرين أمام واجهة أحد البنوك التي كان زجاجها مكسورا جراء أعمال العنف التي رافقت المظاهرة في لندن أمس (ا.ب)
TT

انتشر آلاف من عناصر الشرطة في شوارع لندن أمس وحلقت الطائرات المروحية فوقها، فيما نظم المتظاهرون تجمعات عدة وسط العاصمة البريطانية احتجاجاً على قمة قادة مجموعة العشرين.

واشتبك محتجون مع شرطة مكافحة الشغب وحطموا نوافذ بنك في المركز المالي لبريطانيا أمس في احتجاج ضد نظام الرأسمالية والتغيير المناخي أصبح عنيفاً وأدى إلى اعتقال 19 متظاهراً. واقترب مئات من المحتجين من فرع «رويال بنك أوف سكوتلاند» وحطموا نوافذه وكسروا مكاتبه مما دفع شرطة مكافحة الشغب إلى تطويق البنك. وأضحى «رويال بنك أوف سكوتلاند» الذي أنقذته الحكومة البريطانية من الإفلاس هدفاً لغضب الرأي العام بسبب تجاوزات مسؤولين يلقى عليهم باللوم في الأزمة. وتتزامن الاحتجاجات مع اجتماع مجموعة العشرين التي تضم أكبر اقتصادات في العالم فضلا عن الاقتصادات الناشئة.

وأحاط جنود وضباط من شرطة مكافحة الشغب يمتطون الخيول بالمبنى لإبعاد الحشود. وألقى المحتجون الزجاجات وقنابل الطلاء ورددوا «هذه الشوارع لنا وهذه البنوك لنا». واصطدمت الشرطة بالمتظاهرين أمس، مما أدى إلى جرح عناصر من الشرطة ومن المتظاهرين ولكن لم يعلن عن الأعداد المحددة للمصابين حتى مساء أمس. وقالت الشرطة إن عدداً من الضباط أصيبوا، وأضافت في بيان أن «هناك عدداً من الأجسام التي قذف بها الضباط كما اقتحم المحتجون الطوق الأمني للشرطة في عدة مواقع وتزايدت مستويات العنف تجاه الشرطة». وسار المحتجون خلف نماذج «للفرسان الأربعة في سفر الرؤيا» تمثل الجرائم المالية والحروب والتغيرات المناخية والتشرد. ورشق بعضهم الشرطة بالبيض، بينما آخرون رفعوا شعارات ضد العولمة.

واستخدمت الشرطة أساليب عدة لمواجهة المتظاهرين، إذ طوقت المركز المالي للعاصمة البريطانية وهي عبارة عن مساحة ميلين مربع ومنعت المتظاهرين من الخروج من المنطقة لبضع ساعات لمنعهم من التوجه إلى مناطق أخرى في لندن. كما أنها أغلقت محطة «بانك» لقطار الأنفاق المؤدي إلى الوسط المالي لمنع تدفق المتظاهرين. وقال فينسنت أوليفر، وعمره 22 عاماً وهو من شمال إنجلترا، إنه يحتج على الأضرار التي ألحقها انخفاض أسعار الفائدة بالمدخرين وأرباب المعاشات. وأضاف: «لقد سرقنا.. جئت لمساندة كبار السن الذين كانوا يعملون طيلة هذه السنوات. لو كنا ارتكبنا أي سرقة لكنا ذهبنا إلى السجن». وقالت الشرطة إنها تنفذ واحدة من أكبر العمليات الأمنية لحماية الشركات والبنك المركزي وبورصة لندن وغيرها من المؤسسات المالية. واحتشد قرابة 4000 محتج خارج بنك إنجلترا. واشتبك متظاهرون مع أفراد من الشرطة مزودين بالهراوات. وأغلق متجر لـ«غوتشي» بالقرب من بنك إنجلترا أبوابه وغيره من المتاجر للبضائع الفاخرة. وقال «رويال بنك أوف سكوتلاند»، في بيان، إنه «على علم بأحداث العنف» خارج فرعه وأنه «اتخذ بالفعل خطوة احترازية» وقام بإغلاق الفروع الكائنة في وسط لندن.

وتجمع نحو مائة متظاهر على دراجات هوائية بعد الظهر أمام مقر بنك بريطانيا في قلب لندن، رافعين لافتات كتب عليها «لقد سرقوا مالنا». وتجمع مئات آخرون أمام السفارة الأميركية لينددوا بالسياسات الخارجية الأميركية، مطالبين بسحب القوات من العراق وأفغانستان. ومن ثم سارت التظاهرة إلى ساحة تل الاغر وسط لندن حيث احتشدت جماعات مختلفة من «مجلس مسلمي بريطانيا» إلى الحزب الشيوعي للتنديد بالقمة. وكان من اللافت أن هناك سؤالا واحداً تكرر على المواقع الإخبارية التي كانت تراقب تطور التظاهرات، وهو: «هل الأمور هدأت؟ أريد العودة إلى المنزل». وطرأ هذا السؤال على المواقع الإخبارية لصحف مثل «ذا تايمز» وغيرها التي شجعت القراء على التواصل من خلال التعليقات الحية». وكان العاملون في الحي المالي للعاصمة البريطانية ينتظرون انتهاء التظاهرات والاشتباكات مع الشرطة للعودة إلى منازلهم. وعملت السلطات البريطانية على تحديث المعلومات المتوافرة في محطات القطار حول الأوضاع الأمنية لتسهيل حركة البريطانيين. ومن المتوقع أن تستمر التظاهرات والعوائق أمام الحركة في بريطانيا حتى انتهاء القمة مساء اليوم.