أبو الغيط: هناك حرب إعلامية آذت مصر ولم نتلق ترضية كافية من قطر

القاهرة علمت بغارة السودان فور وقوعها

TT

أوضح وزير الخارجية المصري أبو الغيط أسباب عدم مشاركة الرئيس حسني مبارك في القمة العربية الأخيرة، أوضح أبو الغيط «أنه سبق القمة العربية وضع أقل ما يوصف بأنه غير مريح لمصر.. ويمكن أن نقول إنه تم إعلان الحرب الإعلامية على مصر أثناء أزمة غزة واستمرت بعدها بشكل أذى مصر.. وحاولنا بعد قمة الكويت وحتى أيام قليلة قبل عقد القمة الأخيرة أن نسعى لتحقيق المصالحة العربية مثلما نراها؛ لأن المصالحة ليست فقط لقاءً وتحية بين الزعماء أو وزراء الخارجية أخذا في الاعتبار أن التواصل موجود ولكن المصالحة يجب أن يكون لها دائما أرضية متفق عليها». وأضاف أبو الغيط إن خطاب الرئيس مبارك الذي وجهه إلى القمة العربية أشار إلى تلك الأرضية المطلوبة عندما أوضح رفض التدخل في الشؤون الداخلية للدول وهو بند رئيسي نظرا لوجود تدخلات بالفعل في الشؤون الداخلية تحدث حاليا. وقال أبو الغيط إن الرئيس مبارك أكد أهمية المصارحة والمكاشفة وعدم اتخاذ مواقف متضاربة. وأضاف أن تقدير الرئيس مبارك كان أن الأرضية ليست مهيأة بعدُ للمصالحة الحقيقية وبالتالي فضل الرئيس عدم الذهاب شخصيا ولكن مصر كانت مشاركة في القمة.

وحول ما إذا كان الموقف سيتغير لو كان أمير قطر أو رئيس الوزراء قام بزيارة مصر قبل القمة.. قال أبو الغيط «أتصور لو كانت مصر قد تلقت الترضية الكافية لكان هناك شأن آخر». وفيما يتعلق بالاجتماع الذي عقد في الرياض الخميس قبل الماضي بحضور وزراء خارجية ورؤساء مخابرات مصر والسعودية وقطر قال أبو الغيط انه «كانت هناك محاولة أخيرة للاتفاق في الإطار العام للمصالحة ولتطوير الموقف المصري من عدم مشاركة الرئيس مبارك إلى المشاركة، ولكن الرد لم يكن مرضيا لنا». وأضاف أبو الغيط أن الاجتماع لم يصل بالطرفين المصري والقطري إلى اللحظة التي يستطيعان فيها التفاهم على الأرضية المشتركة المطلوبة، وذلك ربما لأنه جاء متأخرا ولو كان هذا الاجتماع قد عقد في منتصف مارس (آذار) «ربما كنا استطعنا أن نبني من المواقف ما يقود إلى التفاهم».

من جهة أخري أكد أبو الغيط أمس أن بلاده كانت على علم بتوجيه ضربتين لقوافل في شرق السودان «منذ وقوعهما»، ولكنها آثرت الصمت لأنها «لم تشأ إحراج الإخوة في السودان»، حسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أبو الغيط في مقابلة مع قناة «المحور» التلفزيونية المصرية الخاصة، سيتم بثها مساء الخميس، وأذاعت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية مقتطفات منها، أن «العمل الأجنبي ضد السودان، مدان ويجب أن يتسم رد فعلنا ضده بالشدة». وقال الوزير المصري إنه ليس لديه علم عن كيفية قيام إسرائيل بتوجيه الضربتين، مضيفا أن «ما لديه من معلومات هو أنه تم بالفعل توجيه ضربتين لتلك القوافل، ومصر على اطلاع بهما منذ وقوعهما»، غير أن الوزير المصري تساءل «عن خط سير تلك الأسلحة، إذا صح ما نشر عنها، وهل تم استئذان مصر لإدخال أسلحة ومتفجرات» إلى الأراضي المصرية؟ مشددا على ضرورة احترام «السيادة المصرية».

ومن ناحية ثانية اعتبر أبو الغيط أن «هناك حاجة لمعالجة مسألة السودان بشكل شامل ومتكامل ورؤية المشكلة بكافة عناصرها وحلها في إطار شامل». وأوضح أن من بين المقترحات لتسوية المشكلة السودانية «عقد اجتماع أو مؤتمر دولي تشارك فيه الحكومة السودانية والعناصر السودانية المتصارعة، والأمم المتحدة، والجامعة العربية، والاتحاد الإفريقي، والدول المجاورة للسودان، والقوى الرئيسية». وفي إشارة إلى الثروة النفطية التي ظهرت في السودان، اعتبر أبو الغيط أن «هناك نوايا تجاه السودان، لأن هناك ثروة بدأت تظهر وموجودة في أعماق الأرض السودانية، وبإمكانيات سيكشف عنها المستقبل، وبالتالي فإن هناك من يرتب أوضاعه، ولا يهم الشركات الكبرى التي تسعى لاستغلال تلك الثروة كم سيموت من السودانيين».