الصومال يسحب طلب الدعم الذي قدمه إلى القمة العربية.. ويلجأ إلى الدول منفردة

الرئيس أحمد قال إن الوعود دائما لا تنفذ.. ولا يليق أن يلصق بنا الطلب ولا نحصل على شيء

TT

أعلن الرئيس الصومالي الشيخ شريف أحمد عن سحب طلب الدعم الذي قدمه إلى الجامعة العربية في القمة التي عقدت في الدوحة يوم الإثنين الماضي، وقال إنه كان يتوقع أن يتم دعم الصومال بشكل قوي، نظرا إلى ما يعانيه من مشكلات أهمها النزوح بسبب الحرب، ومحدودية الموارد المالية لدي الحكومة.

وأضاف الرئيس الصومالي: «لم يكن ما حدث بحجم توقعاتنا من الجامعة العربية، ولذلك قررنا سحب الطلب والتعامل مع الدول الأعضاء بالجامعة بشكل منفرد لتقيم الدعم المالي للحكومة الصومالية». وكانت القمة العربية قد قررت للصومال مبلغ 3 ملايين دولار شهريا لمدة ثلاثة أشهر، كدعم منها للحكومة لتحقيق المصالحة. وتحدث الرئيس الصومالي في مقابلة مع «بي.بي.سي» عن الاستجابة التي لقيتها الحكومة الصومالية من مؤسسة الجامعة العربية، وقال إنه لمس تجاوبا لا بأس به، لكن الجميع ليسوا علي مستوى واحد من الإدراك. وأضاف: «هناك دول معينة مدركة للوضع في الصومال وضرورة دعمه، ونحن نعول على هذا كثيرا». وشرح الرئيس الصومالي سبب سحب طلب الدعم قائلا: «أولا، الدعم المذكور مشروط. ثانيا، المبلغ أقل مما كنا نتوقعه. ثالثا، إن الوعود التي تقدم بهذا الشكل دائما لا تنفذ وتنتهي إلى لا شيء.. ولا يليق أن يلصق بنا الطلب وفي النهاية لا نحصل على شيء، وهذا أمر لا نرغب فيه، ولهذا سحبنا طلب الدعم الذي قدمناه إلى الجامعة لنلجأ إلى الدول مباشرة». وجدد الرئيس أحمد استعداد حكومته للتحاور مع كل من يعارض الحكومة الصومالية دون شروط ودون استثناء، وأعرب عن تفاؤله في مبادرات الحوار الجارية. وأضاف أن «الحكومة والبرلمان انتقلا إلى العاصمة وبدأت المؤسستان وكذلك الرئاسة أعمالها في العاصمة مقديشو لإعادة بناء أجهزة الدولة لتحقيق الاستقرار».

في هذه الأثناء كشف الاتحاد الإفريقي عن اتفاقية مع الحكومة الصومالية تتعلق بتدريب قوات أمن صومالية، وقال بيان أصدره مبعوث الاتحاد الإفريقي إلى الصومال، نيكولاس بواكيرا، إن الاتحاد الإفريقي والحكومة الصومالية قد وقعا اتفاقية بشأن تدريب قوات أمن صومالية لتتولى المهام الأمنية في الصومال، وذلك ضمن إطار اتفاقية جيبوتي. وكان الاتحاد الإفريقي قد منح الحكومة الصومالية مبلغ مليون دولار للمساهمة في إنشاء الجيش الصومالي، وقد أعلن ذلك بواكيرا الذي زارا بداية هذا الأسبوع العاصمة مقديشو، والتقى مع الرئيس شريف ورئيس الوزراء شرمأركي.

على صعيد آخر منعت سلطات تنظيم الشباب في مدينة بارطيري بإقليم جيدوا بجنوب غرب البلاد تجارة القات في المدنية والقرى المجاورة، كما فرضت حظرا على التدخين في داخل المدينة منعا كليا، وليست هذه المرة الأولى التي تصدر سلطات التنظيم أوامر بمنع تجارة القات، وأعطت تجار القات مهلة شهر واحد لتصفية أعمالهم المتعلقة بتجارة القات. وكانت سلطات التنظيم في مدينة بيدوا بجنوب غرب الصومال قد أصدرت أوامر تتعلق بمنع بيع القات داخل المدينة، مما أدى إلى اندلاع أعمال شغب في المدينة. ويعارض تنظيم الشباب بشدة تجارة القات وتدخين السجائر، وتمنع تعاطيه في المناطق التي يسيطرون عليها. والقات في الصومال من أهم القطاعات التي تشهد نشاطا تجاريا ملحوظا، ويتم توريده من كينيا وإثيوبيا.

وفي العاصمة مقديشو قال قائد الجيش الصومالي الجنرال سعيد محمد طيري، إنه مستاء جدا من الاشتباكات والمواجهات المتكررة بين القوات الحكومية السابقة وقوات المحاكم التي انضمت إلى الحكومة، وذكر قائد الجيش أن هذه الاشتباكات تعود إلى سوء التفاهم وعدم الثقة بين الطرفين، ودعا قائد الجيش القوات الحكومية المختلفة إلى وقف الاشتباكات بينهم والعمل معا لحفظ الأمن.

وجاءت تصريحات قائد الجيش بعد وقوع عدد من حوادث الصدام بين القوات الحكومية المختلفة في العاصمة، وكان آخر هذه الاشتباكات التي وقعت أمس بوسط شارع مكة، حيث قتلت مليشيات المحاكم الموالية للحكومة عنصرا من القوات الحكومية لأسباب غير واضحة، وبعدها هاجمت قوات حكومية الموقع الذي كانت تتمركز فيه مليشيات المحاكم مما أدى إلى اندلاع مواجهات مسلحة بين الطرفين. كما قتل 4 جنود حكوميين في العاصمة قبل أيام، بعدما اشتبكت قوات حكومية وأخرى من المحاكم التابعة للحكومة، حيث هاجمت الأخيرة قوات حكومية متمركزة في أحد الحواجز التي أقامتها في أحد شوارع العاصمة للقيام بأعمال نهب وتفتيش للمارة والسيارات.