ارتياح دولي للنتائج.. ساركوزي: حققنا أكثر من المتوقع.. ميركل: تسوية تاريخية لأزمة استثنائية

دول العشرين تتفق على أكبر «خطة نهوض اقتصادي موحدة».. والارتياح يعم الأسواق

الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي يتحدث للصحافيين عن نتائج قمة العشرين الاقتصادية في لندن امس (رويترز)
TT

أعرب قادة قمة العشرين الاقتصادية عن رضائهم عن نتائج القمة، ففيما قالت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل إن «القمة توصلت إلى تسوية تاريخية لأزمة استثنائية»، أعرب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، الذي كان من المتشككين في إرضاء كل الأطراف بسبب خلافات في وجهات النظر حول طرق حل الأزمة، أعرب عن ارتياحه للنتائج التي خلصت إليها القمة في ضبط النظام المالي الدولي، معتبرا هذه النتائج «أكثر مما كان يمكن يتوقع».

وقالت ميركل في مؤتمر صحافي في ختام القمة أمس، إن القمة توصلت إلى «تسوية تاريخية لأزمة استثنائية»، موضحة أن المفاوضات التي جرت في القمة بين القادة كانت «شاقة»، ولا سيما بسبب الخلافات بين الولايات المتحدة وبريطانيا واليابان من جهة، وفرنسا وألمانيا من جهة أخرى، على موضوع التحفيز الاقتصادي بواسطة الموازنة الذي دعمه الفريق الأول ورفضه الثاني. وأضافت أن هذه المفاوضات تميزت من جهة أخرى بـ«الرغبة في التوصل إلى تسوية» و«روح زمالة حقيقية». فيما أعلن الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف أن القرارات التي خرجت بها القمة تشكل «خطوة في الاتجاه الصحيح»، محذرا بالمقابل من أن هذه الإجراءات لن تحل كل المشكلات.

من ناحيته، أعلن المدير العام لصندوق النقد الدولي دومينيك ستروس ـ كان، أن القمة خرجت بقرارات تشكل مجتمعة «أكبر خطة نهوض اقتصادي موحدة على الإطلاق». وقال ستروس ـ كان إن الاقتصاد العالمي «كان بحاجة أيضا إلى التنظيم.. لأن هذا الأمر يعيد الثقة إليه».

وأعرب المدير العام لصندوق النقد الدولي عن ارتياحه لمضاعفة القمة موارد الصندوق ثلاث مرات، مؤكدا أن مبلغ الـ750 مليار دولار هو المستوى التي يحتاجه العالم». واعتبر ستروس ـ كان أن قرار القمة السماح للصندوق بإصدار 250 مليار دولار على شكل حقوق سحب خاصة هو قرار «تاريخي». وأضاف: «هذه بداية تعزيز دور صندوق النقد الدولي.. كمزود للسيولة في العالم»، مشيرا إلى أنه حتى إن كان هذا المبلغ متواضعا فهو «من الناحية الرمزية بالغ الأهمية».

وأشاعت التعهدات التي التزم بها قادة مجموعة العشرين أجواء من التفاؤل في الأوساط الاقتصادية، ولا سيما في البورصات. وسرعان ما ارتفعت أسعار الأسهم في البورصات العالمية لتغلق بورصة فرانكفورت محققة قفزة بلغت 6 في المائة، وباريس بزيادة 5,3% ولندن 4,8%. أما في نيويورك فارتفع مؤشر داو جونز 3,26 % وناسداك 3,86%. وفي آسيا سجلت بورصة طوكيو صباح الخميس ارتفاعا بلغ 4,4%، وبورصة هونغ كونغ 7,41% في حين ارتفعت شنغهاي 0,72%.

وزادت أسعار النفط في لندن 4 دولارات مدفوعة بقرارات مجموعة العشرين والمؤشرات الاقتصادية المشجعة وارتفاع أسواق المال وتراجع الدولار. أما أسعار الذهب فتراجعت دون 900 دولار للأونصة إلى 893 دولارا بعد الموافقة على تسييل صندوق النقد الدولي لاحتياطاته من الذهب لمساعدة الدول الفقيرة.

وحافظ اليورو على ارتفاعه أمام الدولار ليبقى فوق 1,34 دولار، في حين بدا أن قرارات مجموعة العشرين بدت مطمئنة للمضاربين. وقررت القمة منح ألف مليار دولار إضافية لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي، كما أعلن رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون. وبحلول نهاية 2010 ستكون قمة العشرين قد ضخت في الاقتصاد خمسة آلاف مليار دولار، وفق براون الذي أعلن ظهور «نظام عالمي جديد».

وأعلن مسؤول أميركي أن الولايات المتحدة ترحب بالتعهدات التي خرجت بها القمة، وقال المسؤول طالبا عدم الكشف عن هويته لـ«رويترز»: «نحن راضون، بالإجمال إنها تعهدات رائعة».

إلى ذلك، قال رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني إن مجموعة العشرين ستعقد قمة ثالثة بشأن الأزمة المالية العالمية بحلول نهاية الخريف في اليابان، لمتابعة تنفيذ ما اتفق عليه زعماء المجموعة في اجتماعهم في لندن هذا الأسبوع، واجتماع واشنطن في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وأبلغ برلسكوني مؤتمرا صحفيا عقب انتهاء اجتماع زعماء المجموعة «رئيس الحكومة اليابانية مستعد لاستضافة هذا الاجتماع، والرئيس الأميركي يؤيد أيضا أن تعقد القمة الثالثة لمجموعة العشرين في اليابان».