نائب الأمين العام لـ«الناتو»: إيران تشكل تهديدا وأمن الشرق الأوسط مهم لأمننا

بيسونيرو اعتبر انضمام ألبانيا للحلف دليلا على عدم وجود «أجندة خفية» ضد المسلمين

TT

على الرغم من أن الأمن في أفغانستان يتصدر لائحة اهتمام حلف الشمال الأطلسي «الناتو»، إلا أن الحلف يولي أهمية كبيرة للتطورات الأمنية في الشرق الأوسط، التي يعتبرها الحلف مهمة لتأمين أمن دوله الأعضاء. وصرح نائب الأمين العام لحلف الشمال الأطلسي كلوديو بيسونيرو أن «الاستقرار والأمن في الشرق الأوسط مهم جدا للأمن الأورو ـ أطلسي». والتقى بيسونيرو مع مجموعة من الصحافيين من الشرق الأوسط على هامش أعمال القمة الـ60 لـ«الناتو»، حيث أكد حرص «الناتو» على توضيح عمله لمنطقة الشرق الأوسط، قائلا: «ما زال هناك الكثير من سوء التفاهم حول عملنا». وأفاد بيسونيرو الذي استضاف العشاء الرسمي لوزراء خارجية دول «الناتو» مساء أول من أمس أن عملية السلام لم تبحث أثناء العشاء، ولكن الوزراء حرصوا على التشديد على أهمية استقرار المنطقة. وقال: «نعتبر انتشار الأسلحة النووية تهديدا كبيرا ويتصدر أجندتنا، ونناقش تطوير آلية الناتو للتصدي للصواريخ». وأضاف: «نحن نؤكد أن الدرع الصاروخية ليست موجهة لروسيا، بل لتهديد محدد، وهو تهديد الصواريخ الإيرانية». وأوضح أن الناتو يدرس إذا كان سيضع نظاما للتصدي للصواريخ خاصا فيه، أم إيصاله بالرادارات الأميركية المرتقبة في جمهورية التشيك وبولندا، مضيفا: «نحن نناقش إذا ما كنا سنطور آلية لتغطية كافة أراضينا، وفي حال قررنا ذلك، كيف يمكن لنا فعل ذلك». واعتبر بيسونيرو أن عضوية ألبانيا، التي أصبحت هذا الأسبوع عضوا رسميا في الحلف، دليلا على «عدم وجود أجندة خفية» للحلف. وبعد عدة ثوان من التردد، قال: «من المهم أن ألبانيا دولة غالبية مواطنيها من المسلمين». وأضاف: «هؤلاء الذين يتساءلون ما الأجندة الخفية للناتو، أذكرهم بأن تركيا وألبانيا عضوان في الحلف». وأشاد البيان الختامي للقمة بعلاقة «التانو» بالدول العربية من خلال مبادرتي «حوار المتوسط» و«مبادرة تعاون اسطنبول»، خاصة التطور الأخير في إبرام اتفاق منفرد للأردن مع «الناتو» بعد اتفاقات مماثلة لمصر وإسرائيل مع الحلف. وقال بيسونيرو: «قادة الناتو أكدوا مجددا على أن السلم والاستقرار في الشرق الأوسط ضروري، ونحن فخورون بـ15 عاما مع التعاون مع دول البحر المتوسط، إذ أصبح حوار المتوسط مكانا للتشاور والتعاون للطرفين». وأضاف: «هناك تطور ملحوظ مع دول مبادرة اسطنبول، وقد توسع ليشمل التشاور السياسي والتعاون على أمن الطاقة والأمن البحري، وهما القضيتان اللتان تثاران دوما في زياراتي إلى المنطقة». ويذكر أن حوار المتوسط يشمل سبع دول هي الجزائر ومصر وإسرائيل والأردن وموريتانيا والمغرب وتونس. بينما كل من البحرين والكويت والإمارات وقطر أعضاء في «مبادرة اسطنبول للتعاون»، بينما تدرس السعودية وعمان إمكانية الانضمام إلى هذه المجموعة. وفي ما يخص وثيقة الأمن الجديدة التي وقعها القادة أمس من أجل تطوير استراتيجية جديدة لأمن الحلف، قال بيسونيرو: «المبدأ الاستراتيجي الحالي وضع عام 1999، وقتها لم تحدث هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001، ولم تكن هناك العمليات في أفغانستان، الأعمدة الأساسية للأمن تغيرت كليا، وهناك تهديدات جديدة». ولفت إلى «التهديدات الجديدة» لأمن الحلف، الذي قال إنها تشمل «أمن الطاقة، والتغير المناخي، والهجمات الإلكترونية». وأضاف أن التحدي الرئيسي في وضع الاستراتيجية سيكون «التوصل إلى التوازن الصحيح بين الدفاع التقليدي للأراضي والعمليات الجديدة مع التحديات التي تقف أمامنا مثل الدول الفاشلة والتغير المناخي وأمن الطاقة». وخول القادة المجتمعون في ستراسبورغ الأمين العام للحلف لتنظيم آلية مناسبة لتطوير الاستراتيجية الجديدة التي من المتوقع أن تستغرق فترة بين عام وعامين.