الشارع المصري ينقسم بين مؤيد ومعارض للإضراب

بعضهم علق لـ«الشرق الأوسط» مازحا: إضراب إيه إللي انت جاي تقول عليه

TT

«إضراب إيه إللي انت جاي تقول عليه» علّق مينا إبراهيم الطالب الجامعي على سؤال «الشرق الأوسط»: «هل ستشارك في إضراب اليوم الذي دعا له شباب 6 أبريل (نيسان) على الفيس بوك. وقال مينا وهو يرتشف كوب الكوكا أمام أحد محال الفول والطعمية بضاحية المهندسين بالقاهرة «على فكرة بلدنا حلوة وزي الورد، ودول شباب جدعان ومخلصين وأنا باحترمهم من كل قلبي.. لكن السؤال المهم الإضراب إلى أين، وإلى أي مدى، وفي أي طريق، إحنا محتاجين كل يوم عشرات الإضرابات، البلد فيها مشاكل كتيرة، وأنا باعذر الحكومة، هيه بتقدم حلول ومشاريع، لكن مواردنا ضعيفة ومحدودة».

لكن السائق جمال إبراهيم، بدا أكثر حماسة وهو يقول في استطلاع لـ«الشرق الأوسط» حول الإضراب: «المفروض أن يقوم جميع المصريين بعمل إضراب، ولكن للأسف لن نقدر لأن الحكومة تحزم الشعب الذي يكسب قوته يوم بيوم فلو شارك في الإضراب غدا وتم اعتقاله من أين سيأكل أولاده؟». وبنبرة أسى أضاف إبراهيم: «البلد أصبحت ملكا لرجال الأعمال، أنا كنت أعمل موظفا في مكتب لبيع الأسمنت المصري، وتم بيعه وطردي من العمل .. الخصخصة والاحتكار قضت علي كل شيء في البلد وما عاد المواطن يشعر أن هناك شيئا يملكه، وأن هناك مشروعات تقام من أجله». ويتساءل إبراهيم: «عندما تباع شركات الأدوية كيف يتم السيطرة على أسعار الدواء؟.. وكما حدث أيضا في الحديد والصلب والقطن وكل شيء». وبصراحة يقول إبراهيم «كنت أتمنى أن أشارك في الإضراب، لكن لن أفعل فأنا عندي ثلاثة أطفال أجري على رزقهم بالإضافة إلى أن المشارك في الإضراب في ظل هذه الظروف أشبه بمن يحاول أن ينفخ في بالونة مخرومة». وبحدة يكمل إبراهيم «إذا كنا نصبر الآن.. ونخاف من الحكومة.. ونرى الغلاء في كل شيء ولا نتكلم.. فلا بد أن يأتي يوم يحدث فيه انفجار، عندما يشعر الناس أنهم مضطرون أن يلقوا بأولادهم من الشبابيك من هول المعاناة من أجل لقمة العيش، وأنا متأكد أن هذا اليوم قد اقترب».

وعلى الجانب الآخر يقول كريم البابلي، مندوب المبيعات في شركة للسيارات: «أنا غير متعاطف مع تلك الإضرابات لأنها زادت بشكل كبير وكأنها أصبحت موضة، ولأن المصريين يعشقون التقليد فوجدنا نفسنا في الآونة الأخيرة أمام العديد من الإضرابات، قد يكون لديهم حق، ولكن ما يجعلني لا أتعاطف معها أنها تزايدت في وقت واحد وستنتهي في وقت واحد لأنها موضة وتقليد». واتساقا مع موقفه هذا يؤكد البابلي «أنا أرى أن الإضراب غير مفيد وأرى أني أستطيع أن آخذ حقي كاملا في بلدي بأن أؤدي عملي بإتقان، وأن أجتهد قدر ما أستطيع ولا أظن أن هناك طرقا أخرى مجدية غير العمل الجاد لكي يأخذ الإنسان حقه في هذا العالم».

وعلى العكس يرى المهندس أيمن عبد السلام، أن الإضراب عمل حضاري ومهم ومفيد لكي تشعر الحكومة بأن هذا الشعب ما زال على قيد الحياة. ويستدرك قائلا: «ولكني لن أستطيع المشاركة فيه لأن لدي عملا لابد أن أنجزه».

وتتفق مع عبد السلام المهندسة في البنك العربي مروة حسن بقولها: «أنا مع ثقافة الإضراب ومع أن يضرب الناس في اليوم الذي يشعرون فيه أن لديهم مطلبا محددا، ولكني لست مع أن يتحول الإضراب إلى يوم محدد ومناسبة شعبية، لأنهم بذلك يفقدونه هدفه ويتحول إلى عصيان مدني».

وبحماسة قالت هدى شعبان، موظفة بشركة عقارات: «أنا مشاركة في الإضراب ولم أذهب للعمل». وينبع موقفها من رأيها بأن «الإضراب خطوة تعطي بعض الأمل ولو كان وهميا في هذا البلد المليء بالخيرات ولكن خيرها ليس لناسها». وتضيف هدى: «قد يقول البعض إن الإضراب يعطل مصالح الناس.. متناسين أن مصالح الناس متعطلة بدون إضراب»، مؤكدة أنها لديها أمل بأن تشعر الحكومة بحال الناس عندما يضربون مع أن معظم زملائها في العمل لن يضربوا بسبب الخوف.. وحتى من سيضرب منهم فهو نوع من أنواع التعبير عن اليأس، ومع أنها تعلم أن الحكومة لا تهتم بأحد، ولكن هي ترى أن التفاؤل أفضل بكثير.

لكن على عكس حماسة هدى يرى عبد العزيز الشرقاوي، المحاسب بشركة مياه القاهرة «أن من يقومون بتلك الإضرابات مجرد أناس تثير الفتن وكل ما تريده الإثارة والشهرة والظهور في الإعلام». ويضيف الشرقاوي: «قد تكون الفكرة ناجحة في أوروبا ولكن مصر محكومة بظروف اقتصادية صعبة تحتم على الحكومة عدم الاستجابة لمطالب المضربين، بالإضافة إلى أننا شعب كسالى ومتواكل ويريد أن يحصل على مزيد من المكاسب دون عمل بالكلام فقط فأنا متأكد أن هؤلاء المضربين لا تتناسب مطالبهم مع ما يبذلونه من مجهود في أماكن عملهم».

أما سما محمد، طبيبة أسنان في مستشفى الحوامدية العام فقالت: «هي فكرة جيدة جدا ووسيلة فعالة للضغط على الحكومة ولكني لن أستطيع المشاركة في الإضراب لأن يوم 6 أبريل من العام الماضي وقعت إدارة المستشفى جزاءات على من تغيب عن العمل في هذا اليوم».