الإدارة الأميركية تؤكد التزامها بتسليح الجيش اللبناني «لحماية المدنيين»

جددت رفضها التعامل بصورة «مباشرة أو غير مباشرة» مع حزب الله في إعلان تزامن مع زيارة وزير الدفاع إلياس المر إلى واشنطن

TT

قالت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما إنها ستواصل تسليح الجيش اللبناني للقيام بمهامه في حماية المدنيين اللبنانيين، وكشفت واشنطن النقاب عن بعض التفاصيل حول نوع الأسلحة التي ستقدمها للجيش، وذلك بتزامن مع زيارة يقوم بها إلى العاصمة الأميركية إلياس المر وزير الدفاع اللبناني، كما جددت موقفها الرافض التعامل مع حزب الله، وقالت إنها لا تعتزم التحاور مع الحزب بصورة مباشرة أو غير مباشرة، مؤكدة أنها غير معنية بالحوار الذي يجري بين البريطانيين والحزب.

وقال ديفيد هال نائب مساعد وزير الخارجية الأميركية، إن واشنطن استجابت لطلبات الجيش اللبناني لبناء جيش يعمل لحماية سيادة لبنان واستقلاله، وهي لا تسلح مليشيا، على حد قوله، بل تعمل في إطار قرار مجلس الأمن رقم 1701، مشيرا إلى أن العلاقة بين الجانبين هي علاقة دولة بدولة. ورفض أي تأويل بأن تكون المساعدات الأميركية للجيش اللبناني لها علاقة بالانتخابات التي ستجري هناك في يونيو (حزيران) المقبل، وقال إن برنامج المساعدات بدأ عام 2006.

وقال هال في معرض رده على سؤال عن تشجيع الجيش اللبناني على نزع سلاح حزب الله، إن الحكومة الأميركية لم تطلب من الجيش أن يقوم بأي شيء محدد، وإن دور هذا الجيش هو حماية الشرعية، وإن الولايات المتحدة تدعم استقرار لبنان.

ومن جهته تحدث كولين كاهل نائب مساعد وزير الدفاع لسياسات الشرق الأوسط، حول تفاصيل إمدادات الأسلحة التي ستقدمها واشنطن للجيش اللبناني، التي تبلغ قيمتها 410 مليون دولار، وأوضح في هذا الصدد أن عشر دبابات من طراز «إم 60» ستصل لبنان في منتصف مايو (أيار) المقبل، لتسد فراغا في القوة المساندة، كما ستواصل واشنطن تزويد الجيش اللبناني بهذه الدبابات ليبلغ عددها الإجمالي 66 دبابة. كما سيتم تزويد الجيش اللبناني بطائرة سيسنا يتوقع وصولها منتصف هذا الشهر إلى لبنان، في حين طلب الجانب اللبناني طائرتين إضافيتين.

وقال كاهل الذي كان يتحدث إلى جانب ديفيد هال في لقاء مع مجموعة من المراسلين في مركز الصحافة الأجنبي في واشنطن، إن صفقة الأسلحة تشمل كذلك أسلحة خفيفة وأسلحة يحملها الأفراد، من بينها صواريخ محمولة على الكتف من طراز «إيه تي 4» وأجهزة للرؤية الليلية، وشاحنات لنقل المعدات، وأجهزة اتصال، وقطع غيار لطائرات هليكوبتر. وأشار كاهل إن المعدات تشمل أيضا قوارب «زودياك» ومدافع رشاشة وذخائر، وستصل جميعها إلى لبنان في منتصف الشهر المقبل.

وقال كاهل إن ضباطا من الجيش اللبناني سيبدأون دورات عسكرية خاصة على مركبات اتصالات متطورة في قواعد عسكرية أميركية، لكنه لم يحدد عدد هؤلاء الضباط أو القواعد التي سيتدربون فيها، وهذه هي أول مرة يتم إيفاد ضباط لبنانيين إلى الولايات المتحدة للتدريب منذ سنوات طويلة. وقال كاهل إن هذه المركبات ستعمل على «منع إطلاق صواريخ من جنوب لبنان ومراقبة المليشيات» (حزب الله).

وأشار كاهل أيضا إلى أن الجانبين الأميركي واللبناني اتفقا خلال اللقاء الذي تم بين روبرت غيتس وزير الدفاع الأميركي وإلياس المر على برامج تدريب للجنود وضباط الشرطة اللبنانيين، وأوضح أن البرنامج السنوي لتدريب ضباط الجيش اللبناني في الكليات العسكرية الأميركية ارتفعت ميزانيته من 1,4 مليون دولار إلى 2,1 مليون دولار. وعبر كاهل عن اعتقاده أن برنامج مساعدة الجيش اللبناني يهدف إلى تطويق أعمال العنف في البلاد وتأمين الحدود اللبنانية، ومنع الأنشطة العسكرية في جنوب لبنان، واكتشاف مخابئ الأسلحة في البلاد.