المباحث الأميركية تفاوض القراصنة الصوماليين على إطلاق القبطان الرهينة

4 قراصنة مع القبطان في زورق نجاة ومدمرة تراقب.. وزعيم القراصنة يتعهد بمؤازرتهم

TT

استدعت البحرية الأميركية فريقا من المباحث الأميركية (إف بي آي) متخصص في مفاوضات إطلاق الرهائن لمساعدتها في التفاوض مع قراصنة صوماليين يحتجزون قبطان سفينة ترفع العلم الأميركي في المحيط الهندي قبالة السواحل الصومالية. وكانت المدمرة الأميركية بينبريدج تراقب الموقف أمس بعد أن وصلت إلى الموقع، وتحمي سفينة الشحن ميرسك ألاباما التي استطاع طاقمها استعادة السفينة من القراصنة بعد أن استولوا عليها لعدة ساعات أول من أمس. ويوجد 4 من القراصنة مع قبطان السفينة ريتشارد فيليبس على متن قارب نجاة في البحر بينما كان الطاقم والبحرية الأميركية يحاولون التفاوض مع الخاطفين لإعادة الكابتن.

وبينما أكد البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي باراك أوباما يتابع الموقف قالت وزارة الدفاع الأميركية إنها تسعى إلى حل سلمي للموقف من دون أن تستبعد أي خيارات. من جانبها قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمس إن زورق الإنقاذ الذي يحتجز فيه قراصنة صوماليون القبطان نفد منه الوقود فيما يبدو.

وقالت كلينتون قبل اجتماع مشترك مع وزيري خارجية ودفاع استراليا وقد وقف إلى جوارها وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس نتابع ذلك عن كثب. وصرح ريتشارد كولكو المتحدث باسم الشرطة الفيدرالية «إن سلاح البحرية دعا مفاوضين من الـ(إف بي آي) للتباحث مع القراصنة الصوماليين وهم يولون المهمة أهمية كبرى».

وأفادت شركة «مايرسك» الخميس أن قبطان سفينة الشحن الأميركية «مايرسك الاباما» لا يزال محتجزا لدى هؤلاء لكنه بخير.

وقال كيفن سبيرز المتحدث باسم «مايرسك لاين ليميتد» الفرع الأميركي لشركة «مايرسك» الدنماركية التي تملك السفينة خلال مؤتمر صحافي إن «الاتصالات الأخيرة مع السفينة أشارت إلى أن القبطان لا يزال محتجزا، لكنه بخير حتى الآن».

وأضاف سبيرز «خلال الليل، ظل الوضع على ما هو عليه. فأفراد الطاقم، باستثناء القبطان، في أمان على متن السفينة ويسيطرون عليها». وأكد «إننا في اتصال دائم مع السفينة».

وتكشفت تفاصيل جديدة أمس عن الطريقة التي تمكن بها طاقم السفينة المكون من 20 فردا وكلهم أميركيون من استعادة السفينة من القراصنة، فحسب وزارة الدفاع قام الطاقم بتعطيل السفينة عندما صعد على متنها القراصنة الذين كانوا يطاردونها في قوارب صيد، وتمكن البحارة من أخذ أحد القراصنة رهينة واحتفظوا به مدة 12 ساعة، وبدأوا يفاوضون به، وكان القراصنة أغرقوا قواربهم عندما صعدوا على متن سفينة الشحن، وبعدما تمكن البحارة من استعادة السفينة منهم أخذوا قاربا من قوارب النجاة ومعهم القبطان، وفاوضهم البحارة على مبادلة القرصان الرهينة بالقبطان، وبالفعل سلموه لهم، لكن القراصنة لم ينفذوا الجزء الخاص بهم من المبادلة ولم يعيدوا القبطان. وأفادت أنباء بأن القبطان هو الذي عرض على القراصنة أن يأخذوه رهينة مقابل أن يتركوا السفينة. وذكرت روايات أخرى أن البحارة اختبأوا في إحدى القاعات وأقفلوا الباب عليهم في انتظار وصول النجدة، وأصيب القراصنة بالإحباط عندما لم يجدوا أحدا.

وكان يبدو من الموقف أمس أن الجانبين يلعبان لعبة الوقت، الذي لم يكن في صالح القراصنة المراقبين من سفينة حربية وهم على متن قارب نجاة تنفذ مؤونته بينما هم على بعد مئات الأميال من الساحل. يذكر أن الضابط الثاني في السفينة شين مورفي هو ابن مدرب في الأكاديمية البحرية في ماساشوستس يدرب على كيفية مواجهة هجوم قراصنة.

وتعرضت حاملة الحاويات التي يوجد على متنها عشرون أميركيا، لهجوم القراصنة يوم الأربعاء، لكنهم لاحقوها قبل ذلك يوم الاثنين.

وفي الصومال أعلن قائد مجموعة قراصنة صوماليين الخميس لوكالة الصحافة الفرنسية أنه على استعداد «لمؤازرة زملائه».

وقال عبدي جراد قائد مجموعة قراصنة مقرهم في بلدة ايل (800 كلم شمال شرق مقديشو) في اتصال هاتفي من العاصمة الصومالية «إننا نفكر في مؤازرة زملائنا الذين قالوا لنا إن سفينة حربية قريبة منهم، وآمل أن تجد هذه القضية تسوية لها قريبا سواء بالقوة أو عبر التفاوض». وتابع «إنهم تحت مراقبة دقيقة من سفينة حربية وأعتقد أنه سيكون من الصعب علينا الوصول إلى المنطقة سريعا، لكننا نقوم بآخر الاستعدادات»، مضيفا «سنقوم بكل ما في وسعنا لإنقاذ أصدقائنا».

من جهته، أشار مشايخ قبائل ايل وسكان إلى تحركات يقوم بها القراصنة في البلدة. وقال أحد هؤلاء المشايخ علي دوالي محمد «لا نعرف ما إذا كانوا سيؤازرون زملاءهم، لكننا شاهدنا الكثير (من القراصنة) يصلون إلى الشاطئ» من البلدات المجاورة. واختطفت السفينة المملوكة لشركة «ميرسك الدنماركية» وتبلغ حمولتها 17 ألف طن في المحيط الهندي على بعد 500 كيلومتر قبالة السواحل الصومالية، وكانت السفينة تحمل معونات غذائية إلى مومباسا بكينيا.

وقال جون رايهارت المدير التنفيذي لخط ميرسك للصحافيين أمس من مقر الشركة في نورفوك بولاية فيرجينيا «إنها كانت متجهة إلى أفريقيا لأشخاص في حاجة (لمساعدات)». وكثف القراصنة الصوماليون من هجماتهم على السفن خلال الأسابيع الأخيرة بعد فترة هدوء قصيرة. وتعد «ميرسك ألاباما» السفينة السادسة التي يتم اختطافها منذ السبت الماضي.

ويذكر أنه في عام 2008 استولى القراصنة على العشرات من السفن قبالة سواحل الصومال وحصلوا على عشرات الملايين من الدولارات في شكل فدية لإطلاق سراحها وهو ما دعا المجتمع الدولي إلى إرسال سفن حربية على عجل إلى المنطقة. لكن القراصنة يتحركون الآن باتجاه مناطق أبعد ويغامرون بالدخول إلى المحيط الهندي قبالة سواحل الصومال الجنوبية الشرقية لتجنب دوريات السفن الدولية.

وقد طلب القراصنة مبالغ مالية غير محددة للإفراج عن القبطان وتعويض عن قاربهم الذي غرق أثناء تنفيذ العملية، وقد وصل إلى المنطقة المدمرة الأميركية «يو إس إس بينبريدج» إلى المكان. ويطالب القراصنة الآن بابتعاد المدمرة الأميركية كشرط للاستمرار في المفاوضات، وأفادت مصادر في منطقة «آيل» بشمال شرق الصومال التي تُحتجز فيها السفينة الأميركية بأن المنطقة تشهد حالياً تحركات كثيفة للقراصنة حيث يعتزم عشرات القراصنة المزودين بعدد من القوارب السريعة الانضمام إلى القراصنة الأربعة الذين يحتجزون السفينة الدنماركية أو الاستيلاء مجدداً عليها وهو ما تسعى المدمرة الأميركية إلى الحيلولة دون وقوعه.