اغتيال مسؤول في الحركة الشعبية على يد ضابطي أمن بسبب منافسة على امرأة

توترات قبلية في الجنوب.. وزير السياحة: سلفا كير عجز عن محاربة الفساد

TT

أعلن مسؤول في جنوب السودان أن مساعد الأمين العام للحركة الشعبية في مقاطعة «شمال رمبيك» بالجنوب قد تم اغتياله بإطلاق النار عليه. واشتبهت الحركة الشعبية في ضابطين من الحركة الشعبية يتبعان لجهاز الأمن في الجنوب بارتكاب الحادثة، وقامت باعتقالهما، وقالت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن دافع الاغتيال منافسة على امرأة.

وقال نائب حاكم ولاية البحيرات في جنوب السودان «أوان رياك» في تصريحات صحافية إن ضابطين من جهاز الأمن يتبعان للحركة الشعبية يشتبه في ضلوعهما في عملية الاغتيال. وأضاف أن السلطات قامت باعتقالها وبدأت التحقيقات معهما لمعرفة دوافع الاغتيال. من جانبه، قال «ين ماثيو» الناطق باسم الحركة الشعبية إن الولاية شكلت لجنة للتحقيق في ملابسات الحادثة، وأضاف أن المعلومات الأولية تشير إلى أن أفراداً من جهاز الأمن الرسمي في الجنوب قاموا بارتكاب عملية الاغتيال. وأفادت تقارير أن شخصاً آخر لقي مصرعه في الحادثة ذاتها. في الأثناء، ذكر شهود عيان أن مدينة «بانتيو» الواقعة في مناطق إنتاج النفط في الجنوب تشهد توترات بين قوات تتبع للجيش الشعبي وميليشيات منضمة للحركة الشعبية يقودها القائد الجنوبي «باولينو ماتيب» تنذر بوقوع اشتباكات بين الطرفين في أية لحظة ما لم تتدخل قيادات الطرفين لنزع فتيل التوتر، وحسب شهود عيان فإن كل طرف من الطرفين وجه فوهات بنادقه صوب الآخر.

وقالت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن مدينة «بانتيو» وهي عاصمة لولاية الوحدة الجنوبية أصبحت شبه مقسومة إلى قسمين: قسم تسيطر عليه قوات الحركة الشعبية والقسم الآخر تحت إمرة قوات «باولينو ماتيب». ويعتبر ماتيب من القادة الجنوبيين الذين كانوا يحاربون ضد الحركة الشعبية بدعم من الخرطوم، غير أنه بعد توقيع اتفاق السلام في العام 2005 انضم للحركة الشعبية ومنحته الحركة منصب نائب القائد العام لقيادة الجيش الشعبي، وهو «الجناح العسكري للحركة الشعبية». في غضون ذلك، اتهم وزير السياحة السوداني «جوزيف ملول» النائب الأول للرئيس السوداني رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان سلفا كير بالعجز عن محاربة الفساد في جنوب السودان. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن الفساد يضرب الجنوب بصورة كبيرة. وأضاف «أصبح في كل مكان في الجنوب». وحسب الوزير السوداني فإن هناك أموالا من الجنوب تحول بطرق غير شرعية إلى أستراليا والولايات المتحدة، ودليله على ذلك تحقيقات أجرتها الحركة نفسها حول قضايا الفساد في الجنوب. وقال «هناك من يتلاعبون بأموال الناس في الجنوب.. ولكن سلفا كير لا يقدر أن يعمل لهم شيئاً».

وحول تفسيره لظاهرة تنامي الحروب القبلية في جنوب السودان، قال ملول «ما يحدث الآن في الجنوب بين القبائل هو فشل إداري من قبل الحركة الشعبية»، التي تحكم الجنوب من خلال «حكومة جنوب السودان»، التي قامت بموجب اتفاق السلام الموقع بين الطرفين في العام 2005. وقتل خلال الأسبوعين الماضيين حوالي 700 شخص في صدام بين قبيلتي «النوير والمورلى» في جنوب البلاد، فيما تسود التوترات علاقات القبائل في الجنوب. واتهم ملول، سلفا كير بالتورط في عملية إقصائه من رئاسة حزبه «جبهة الإنقاذ الديمقراطية» في اجتماع للحزب عقد في مدينة «جوبا» عاصمة جنوب السودان أول من أمس، وقال إن سلفا كير يريد أن يشق حزبه ويعمل من أجل ذلك، وقال إن مؤتمر الحزب في «جوبا» غير قانوني.