خطاب نصر الله يثير جدلا وانتقادات من سياسيين مصريين معارضين

عاكف يعتبر كلامه مضبوطا 100% .. والسعيد يتساءل: «هل يستطيع إرسال رجاله إلى سورية»

TT

أثارت قضية التنظيم التابع لحزب الله الذي أعلنت السلطات المصرية عن ضبطه قبل أيام، وخطاب حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله الذي أقر فيه بانتماء المتهم الرئيسي بالتنظيم إلى حزب الله، جدلا بين ساسة معارضين مصريين، فبينما أثنى بعضهم على موقف نصر الله، متهمين السلطات المصرية بتلفيق القضية للمتهمين، قال آخرون إن هذا التنظيم يدخل في نطاق قضايا التجسس (لو صحت الاتهامات الموجهة إليه)، مؤكدين أن المصريين «ليسوا في حاجة لمن يعلّمهم دورهم الوطني».

الدكتور رفعت السعيد رئيس حزب التجمع المعارض (ذو التوجهات اليسارية) شن هجوماً شديداً على حسن نصر الله قائلا لـ«الشرق الأوسط» «نصر الله لا يستطيع أن يفعل ما قال إنه مساعدة للفلسطينيين في سورية أو لبنان أو في أي بلد آخر».

وتساءل قائلا «هل يستطيع نصر الله أن يرسل تنظيماً من رجاله إلى سورية لتحرير هضبة الجولان؟ أو هل يقبل أن يأتي أياً كان إلى جنوب لبنان ليهاجم إسرائيل أو يساعد الفلسطينيين؟».

واعتبر السعيد أن التذرع بمساعدة الفلسطينيين «حيلة قديمة استخدمها من قبل تنظيم الإخوان المسلمين لارتكاب العديد من الفظائع والآن يعيد نصر الله استخدام المبرر نفسه دون أن يكلف نفسه حتى عناء ابتكار مبررات جديدة». ورفض جورج إسحاق المنسق العام المساعد للحركة المصرية من أجل التغيير «كفاية» كل ما جاء في خطاب نصر الله، قائلا لـ«الشرق الأوسط» «سبق أن رددنا على خطاب نصر الله أيام الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة وقلنا إننا لسنا بحاجة إلى من يعلمنا دورنا الوطني، والآن نحن في حركة كفاية نشدد على هذا المعنى مرة أخرى».

وأضاف إسحاق «إذا كان نصر الله يريد دعم الفلسطينيين فليدعمهم عن طريق آخر غير مصر»، ورفض إسحاق التعليق على اتهامات السلطات المصرية لأفراد التنظيم المعتقلين وقال «الأمر الآن بيد سلطات التحقيق ولا رأي لنا فيما ينظره القضاء».

أما وحيد الأقصري رئيس حزب مصر العربي الاشتراكي المعارض (ذو التوجهات الناصرية) فطالب بوجود تنسيق بشكل أكبر بين حزب الله باعتباره جهة للمساعدة، والسلطات المصرية (باعتبارها التي تمر بها هذه المساعدات). وقال الأقصري لـ«الشرق الأوسط» «نحن في حزب مصر العربي الاشتراكي لا نقف مع جانب ضد آخر، بل نريد أن تكون لغة الحوار هي السائدة بين العرب». وأضاف «من الناحية الإنسانية فإن مساعدة الفلسطينيين في ظل الظروف الصعبة التي يعيشونها هي فرض واجب على كل من مصر وحزب الله، أي لا يمكن الاستغناء عنه»، معرباً عن أمله في أن يتم تجاوز الأزمة بين مصر وحزب الله وقال «في نفس الوقت نحن في حزب مصر العربي الاشتراكي نعتز بكرامتنا وسيادتنا على أرضنا وفي نفس الوقت نعتز بكل حركات المقاومة الحرة».

وحول الاتهامات التي وجهتها السلطات المصرية لأفراد تنظيم حزب الله برصد أهداف استراتيجية وحيازة مفرقعات، قال الأقصري، وهو ضابط سابق بالقوات المسلحة، «إذا صحت تلك الاتهامات فالأمر يكون خرج عن إطار مساعدة الفلسطينيين إلى التجسس المرفوض شكلا وموضوعاً، حتى لو كان الهدف منه ضرب إسرائيل أو مساعدة الفلسطينيين».

فيما رفض محمد مهدي عاكف المرشد العام لجماعة «الإخوان المسلمين»، المؤيدة لمواقف نصر الله في الحرب الأخيرة على غزة، التعليق على الأمر، مكتفياً بالقول «كلام حسن نصر الله مضبوط بنسبة 100%». وأرجأ الصحافي إبراهيم عيسى رئيس تحرير صحيفة «الدستور» المصرية الخاصة والذي كان أحد المدافعين في مقالاته اليومية عن نصر الله في فترة الحرب الإسرائيلية على غزة التعليق إلى يوم غد، وقال «رأيي سأنشره في مقالي بصحيفة الدستور غداً (اليوم)».

من جهته، اتهم محمد الدريني رئيس المجلس الأعلى لآل البيت (تجمع الشيعة في مصر) وزارة الداخلية المصرية بتعمد استهداف الشيعة في مصر، ومحاولة إلصاق تهمة الإرهاب بهم. وقال الدريني لـ«الشرق الأوسط» «التنظيم الذي أعلنت السلطات المصرية عن ضبطه لا يوجد به شيعي واحد ورغم ذلك وُجهت له تهمة نشر الفكر الشيعي، دون أن يشير أحد إلى ضبط منشورات أو كتب أو مطبوعات تحمل الفكر الشيعي، هل كانوا ينشرون الفكر الشيعي شفاهة؟».