سامي الجميل: «حزب الله» يقدم أعذارا واهية لفرض أمر واقع

أكد أن لا رئيس للائحة المتن الشمالي

TT

آثر منسق اللجنة المركزية في حزب «الكتائب اللبنانية» ومرشح الحزب عن المقعد الماروني في دائرة المتن الشمالي سامي أمين الجميل «عدم الخوض في تفاصيل المعركة الانتخابية». وفيما فضل ترك «الإعلان عن التحالفات وبنود البرنامج إلى 20 (أبريل) الجاري»، أكد في مقابلة مع «الشرق الأوسط» أن «لا أحد سيرأس لائحة المتن الشمالي» التي يخوض فيها الحزب الانتخابات بالتحالف مع النائب ميشال المر. وفي حين بدا متحفظا عن التحدث عن الفيدرالية التي كان ينادي بها في إطار «حلف لبناننا» لم ينفِ احتمال أن تشكل «حلا من الحلول المقترحة». وإذ أبدى استعدادا للحوار مع «حزب الله»، قال إن الأخير يقدم أعذارا واهية في مسألة السلاح ليفرض أمرا واقعا على الدولة.

وفي ما يأتي نص الحوار:

> لماذا ترشحت؟ ـ لأنني أطمح إلى تغيير ما لا يمكن أن يتحقق إلا عبر مؤسسات الدولة، وتحديدا البرلمان. فلا أؤمن بالعمل من خارج المؤسسات، أي بالانقلاب واللجوء إلى السلاح. ثانيا، في مكان ما، على الإنسان أن يتحمل مسؤولياته تجاه القضية التي يؤمن بها.

> كيف تصف الانتخابات، هل تراها مصيرية؟

ـ لا أحب تصوير الانتخابات على هذا النحو، لأني لا أحب الشعارات والكلام الدرامي. إنما في الوقت نفسه لا يمكن إلا أن نسأل عن أولئك الذين أقفلوا الطرق (23 يناير (كانون الثاني) 2007) وأخروا انتخاب رئيس الجمهورية وأقفلوا مجلس النواب وعطلوا عمل المؤسسات وعرضوا النظام الديمقراطي للخطر. فماذا سيحصل اذا أمسكوا هم بالنظام وتولوا الحكم؟

> ولكن فريق «8 آذار» شكا أيضا من أن الحكومة آنذاك لم تكن ميثاقية وشرعية.

ـ انسحبوا منها واتهموها بأنها غير شرعية. وإذا عدنا إلى سبب انسحابهم، يتبين أن نيتهم كانت تعطيل عمل المحكمة الدولية. وهذا المبرر كارثي، لأنه يساعد المجرمين والإرهابيين على الإفلات من العدالة الدولية. وبالتالي يعني أنهم ضالعون في تعطيل مجرى العدالة. ولاحقا لجأوا إلى خطوات غير ديمقراطية، بدءا بإقفال البرلمان والنزول إلى الشارع، ووصولا إلى أحداث 7 مايو (أيار).

> أين أصبحت الجهود الانتخابية؟ ومن سيرأس لائحة المتن الشمالي؟

ـ الجهود على قدم وساق والمفاوضات مستمرة. أفضل عدم التحدث عنها لأننا سنعلن لوائحنا وبرنامجنا الذي يتضمن كل الإصلاحات في 20 (أبريل) الجاري. ولا أحد سيرأس اللائحة في دائرة المتن الشمالي.

> طالبتم بتحالف سياسي مع النائب ميشال المر وليس فقط بتحالف انتخابي. ماذا حصل في هذا الخصوص؟

ـ لم نطالب. ببساطة، التقينا معه في نقاط أساسية، حين رفض التجاوزات التي حصلت، من إقفال البرلمان إلى التطاول على بكركي إلى الاعتصام في وسط بيروت إلى أحداث 7 أيار. التقينا على رفض مشروع الفوضى ومواجهة الدولة والتعرض لهيبتها ووجودها وكيانها. لقد اجتمعنا على هذه الثوابت. ولاحقا نرى إمكان استكمال الأمور. وتبعا لنتائج الانتخابات، نبني على الشيء مقتضاه.

> في خطابك الانتخابي، تحدثت عن المشروع المسيحي ـ المسيحي، فأين لبنان الرسالة الذي تحدث عنه البابا يوحنا بولس الثاني؟

ـ المشكلة أن الناس تقرأ نصف العبارة. المشروع المسيحي ـ المسيحي يجمع اللبنانيين كافة، ويرمي إلى المصالحة بين اللبنانيين بدلا من أن يأخذ المسيحيون طرفا بين لبناني وآخر، وكل ذلك لأجل وحدة لبنان. فلبنان لا يمكن أن يبنى إلا بتضافر جهود كل أبنائه.

> البعض رأى أن خطاب ترشيحك حمل كمية كبيرة من الطائفية. وفي حلف «لبناننا» كنت تتحدث عن الفيدرالية، فهل لا تزال تؤمن بأن كيانا مسيحيا يستطيع العيش والاستمرار في بيئة عربية وإسلامية؟

ـ أؤمن بأي نظام يمكن أن يحل أزمة الحياة السياسية في لبنان، لأنها كلفتنا حروبا ومئات آلاف القتلى والجرحى. لا أظن أن اللبنانيين مسرورون بنظام التعطيل والحروب والتشنج. أما إذا كانت الفيدرالية أو غيرها من الأنظمة التي يمكن أن نستخلص منها حلا فلتكن. نحن نطرح أفكارا جديدة. وعلى الجميع أن يقدم أفكاره من أجل استخلاص الأفضل للبنان. ومن المؤسف أن يخلط الناس بين الفيدرالية والكيان المسيحي والتقسيم. فأقوى الدول وأمتنها، تعتمد الفيدرالية كالولايات المتحدة. ومواطنوها يتمتعون برابط متين جدا، ويشعرون بالانتماء إلى الدولة الفيدرالية الواحدة الموحدة. إنهم موحدون لا منقسمين كما نرى اللبنانيين في ظل النظام الحالي.

> قلت مرارا إن العقدة تكمن في النظام السياسي اللبناني، فأي نظام تريد للبنان؟

ـ ليس هناك حل جاهز. الحل يبدأ حين يجلس اللبنانيون معا، ليتصارحوا ويتناقشوا ويفكروا معا. حزب الكتائب يتطلع إلى 4 إصلاحات أساسية: اللامركزية الموسعة، حياد لبنان، تعزيز الدولة المدنية، جعل لبنان مساحة للحوار بين الثقافات والأديان، مساحة تكرسها الأمم المتحدة.

> تحدثت مرارا عن مصالحة مسيحية ـ مسيحية وعن ميثاق شرف مسيحي، فما جوهر الخلاف بين المسيحيين لكي يتصالحوا؟

ـ المسيحيون منقسمون وذاهبون باتجاهين متناقضين. أما نحن فنقول لهم لا تذهبوا في أي من الاتجاهين ولا تكونوا عامل شرذمة بل عامل توحيد. ولا تكونوا طرفا بجانب أحد، بل كونوا بجانب لبنان. لا تسيروا في محاور لأنكم بذلك تشجعون الفرقة والانقسام. لذلك ندعو إلى الاتفاق على ثوابت معينة تجعل منهم عنصرا موحدا لا مفرقا.

جوهر الخلاف يدور حول مبادئ أساسية. أولا مسألة السلاح غير الشرعي، فلا مبرر لأي سلاح خارج سلاح الدولة، مهما كان لونه وهويته. ثانيا، موضوع العلاقات مع سورية. ثالثا، الحملات الدعائية والخطاب السياسي المتدني وغير الأخلاقي.

> ولكن مسألة العلاقات مع سورية تقدمت، وصار هناك تبادل للتمثيل الدبلوماسي.

ـ هذا بفضل جهود رئيس الجمهورية (العماد ميشال سليمان). إنما لا تزال هناك ملفات عالقة. ولا يمكننا طي الصفحة ومباشرة علاقات بما أن هناك مسألتي ترسيم الحدود وملف المخطوفين والمعتقلين.

> تتحدث عن «التيار الوطني الحر»؟

ـ للأسف لم يتطرق الجنرال عون في زيارته لسورية إلى الملفات العالقة ولم يطالب بإزالتها.

> شددتم مرارا على أنكم لا تقبلون بوجود أي سلاح خارج إطار الدولة، وبالأمس وقعت أحداث 7 أيار، فكيف السبيل للانفتاح على «حزب الله»؟

ـ السلاح لا مبرر له. ببساطة، هناك فئة متمسكة بسلاحها ولا تريد التخلي عنه لأنه يشعرها بالتفوق على سائر الفئات. ولذلك تقدم أعذارا واهية وباطلة لمجرد فرض هيبتها على الدولة وفرض معادلة الأمر الواقع. لدينا خياران، إما أن نسلم بالأمر الواقع ونترك له (حزب الله) قرار الحرب والسلم والتحكم في السياسة الخارجية وترك مطلق الحرية له في التحكم في البرلمان عبر فتحه أو إقفاله، أو أن نتمسك بمشروع الدولة ونواجه من داخل مجلس النواب.

> شددت مرارا على أهمية الحوار في لم شمل اللبنانيين، فهل هناك احتمال لانفتاحكم على «حزب الله» وإجراء حوار معه؟

ـ بالتأكيد، نحن نؤيد الحوار مع «حزب الله» شرط أن يكون جادا، لا مجرد حوار «طرشان»، أي أن تكون هناك نية حسنة من جانبهم للتحاور والبحث في مسألة السلاح. فالحديث عن استراتيجية دفاعية مهزلة، لأنه يعطي مبررات للسلاح خارج الدولة. فإذا طبقنا الحياد الإيجابي على لبنان، تنتفي الحاجة إلى استراتيجية دفاعية. نريد أن نضع أنفسنا تحت الشرعية الدولية. لماذا يدخل «حزب الله» في مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل في حين أن الدولة اللبنانية ممنوع عليها ذلك؟ ولماذا يحق لسورية خوض مفاوضات مباشرة مع إسرائيل في حين أن لبنان ممنوع عليه ذلك؟ لذلك، يطالب حزب «الكتائب» الدولة اللبنانية ببدء مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل بغية استرداد مزارع شبعا وضمان الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية.

> فريق «8 آذار» يرى أن «14 آذار» تريد الدولة الضعيفة، فيما هم ينادون بالدولة القوية العادلة. فما ردكم؟

ـ نحن من نريد الدولة القوية. ومفهومنا لهذه الدولة يختلف عن مفهومهم. هم يريدون الدولة التي تخوض حروبا باستمرار. أما نحن فنريد الدولة التي تبني اقتصادا متينا، دولة تتمتع باستقرار أمني وسياسي واقتصادي في ظل مناخات الحرية.

> وهم يحملونكم مسؤولية تدمير الاقتصاد والدَين العام.

ـ أي اقتصاد يمكن أن يبنى من دون استقرار أمني. فإذا كنا كل سنة أو 3 سنوات سنخوض حربا أو نعطل مؤسساتنا، فمن يجرؤ على الاستثمار في لبنان؟.