اختطاف سفينة أميركية طاقمها إيطالي.. وبحارة يحبطون عملية أخرى

القراصنة الصوماليون يتخوفون من عملية كوماندوز أميركية

TT

كثف القراصنة الصوماليون نشاطهم في المحيط الهندي أمس، واختطفوا سفينة أميركية ترفع العلم الإيطالي وعلى متنها طاقم يتألف من 16 فردا وحاولوا اختطاف سفينة أخرى من دون أن ينجحوا بعد أن رشهم طاقمها بخراطيم المياه. وجاء ذلك فيما عرض زعماء عشائر صوماليون التوسط لدى القراصنة الأربعة الذين يحتجزون الرهينة الأميركي منذ أربعة أيام، بعد أن تعثرت المفاوضات التي يجريها الأميركيون مع القراصنة.

وقال اندرو موانغورا المسؤول عن فرع شرق أفريقيا في منظمة إقليمية مستقلة مكلفة برنامج مساعدة للبحارة المتمركزين في كينيا لوكالة الصحافة الفرنسية، «إن قاطرة سفن أميركية ترفع العلم الإيطالي احتجزت هذا الصباح في خليج عدن». وأضاف موانغورا «أن أفراد طاقمها الـ16 سالمون»، لكن تعذر عليه إعلان اسم القاطرة. وفي روما أوضحت وزارة الخارجية الإيطالية أن عشرة من أفراد الطاقم إيطاليون، مشيرة إلى أنها لا تملك تفاصيل أخرى. أما في المفاوضات لإطلاق الرهينة الأميركي، فقد قال عبدي قرض أحد قادة مجموعة القراصنة التي هاجمت حاملة الحاويات «مايرسك ألاباما» التي ترفع العلم الأميركي، في ايل في منطقة بونتلاند لوكالة «رويترز»: «نفكر في نقل الرهينة إلى مركب يحتجزه أصدقاؤنا (القراصنة) بالقرب من غاراكاد لكي نتمكن من الانتظار إن تطلبت العملية وقتا أطول».

وأضاف عبدي: «أخشى أن تنتهي هذه العملية بشكل كارثي (..) وقد تناهى إلينا أن الأميركيين يريدون تنفيذ عملية إنقاذ مثل (تلك التي نفذها) كوماندوز فرنسي». وكانت قوات خاصة فرنسية قد حررت يختا شراعيا فرنسيا وأربعة من رهائنه خطفهم قراصنة في خليج عدن قبل ستة أيام. وقتل الرهينة الخامس وهو مالك المركب خلال تبادل إطلاق النار بين القراصنة والقوات الخاصة الفرنسية. وأكد عبدي أنه «لا يوجد أي تطور جديد» في المفاوضات لإطلاق سراح القبطان الأميركي ريتشارد فيليبس، وقال: «لا نزال في طريق مسدود مع المسؤولين الأميركيين». وعرض زعماء عشائر صوماليون أمس المساعدة في المفاوضات «من دون اللجوء إلى السلاح ومن دون فدية»، للإفراج عن الذي كان حاول بلا جدوى ليل الخميس ـ الجمعة الهرب سباحة. وقال مصدر ملاحي كيني إن «زعماء عشائر وأقارب قراصنة بإمكانهم تسوية هذه المشكلة بشكل سلمي».

وأوضح بيان اندرو موانغورا، المسؤول عن فرع شرق أفريقيا في برنامج مساعدة البحارة ومقره كينيا، إن «المجموعة وعدت بالتوصل إلى الإفراج عن القبطان من دون اللجوء إلى السلاح ولا إلى الفدية». وأضاف أن المجموعة توجهت إلى غاراكاد. وحاليا لا يحرس القبطان الأميركي في الزورق الذي يحتجز فيه إلا أربعة قراصنة. وحدد القراصنة فدية بلغت مليوني دولار للإفراج عن القبطان، إضافة إلى «التمكن من العودة إلى منازلهم سالمين».

وكانت سفينة «مايرسك ألاباما» التي تقل 20 أميركيا على متنها، هوجمت الأربعاء، في جنوب شرقي ايل. وتمكن الطاقم من استعادة السيطرة على السفينة في المساء، فيما لم يبق سوى القبطان رهينة لدى القراصنة. وكان من المفترض أن تصل السفينة إلى وجهتها في ميناء مومباسا الكيني عشية يوم أمس، بحسب سلطات الميناء. ولم ينجح قراصنة آخرون بمساعدة القراصنة الذين يحتجزون الرهينة الأميركي، وقال قراصنة على متن سفينة ألمانية يحتجزون 24 رهينة أجنبية، إنهم عادوا إلى الساحل الصومالي بعدما فشلوا في تحديد مكان المواجهة. وكان القراصنة يتمنون استخدام السفينة الحاوية الألمانية المخطوفة هاسنا ستافانجر وحمولتها 20 ألف طن كدرع للوصول إلى رفاقهم القراصنة الذين يحتجزون فيليبس. وقال قرصان على متن السفينة الألمانية عرف نفسه باسم سليمان لوكالة «رويترز»: «عدنا إلى ساحل هارديري. لم نتمكن من تحديد مكان قارب النجاة.. كدنا نضل طريقنا لأننا لم نستطع العثور على مكان قارب النجاة». وخطفت السفينة الألمانية قبالة ساحل جنوب الصومال بين كينيا وسيشل وعلى متنها طاقم مكون من 24 شخصا.

وفيليبس هو واحد من بين حوالي 250 رهينة يحتجزهم قراصنة صوماليون يتلاعبون بالممرات البحرية المزدحمة في خليج عدن والمحيط الهندي. وغالبية الرهائن من الفلبينيين. ويحتجز القراصنة نحو 16 سفينة عند أو بالقرب من مدن ايل وهوبيو وهارديري على الساحل الشرقي للصومال، بينهم خمسة خطفوا الأسبوع الماضي فقط. لكن احتجاز فيليبس، وهو أول أميركي، كرهينة أثار انتباه العالم.

وقد أثار الاهتمام الدولي الكبير بالرهينة الأميركي استياء جماعة ملاحية إقليمية، وقال اندرو موانغورا من برنامج مساعدة ملاحي شرق أفريقيا، إن «المجتمع الدولي يظهر نفاقا بالتركيز المفاجئ على القرصنة الصومالية بسبب احتجاز أميركي». وأضاف «إنه من المؤسف عدم منح اهتمام مماثل لنحو 250 رهينة آخرين جميعهم من دول فقيرة يحتجزهم قراصنة صوماليون حاليا». وقد حاولت مجموعة أخرى من القراصنة اختطاف حاوية حمولتها 26 ألف طن ترفع علم بنما في خليج عدن، إلا أن البحارة أحبطوا الهجوم برش القراصنة بخراطيم المياه، بحسب ما أعلن مسؤولون في حلف شمال الأطلسي. وقال المسؤولون على متن سفينة حربية برتغالية تحمي ممرات الملاحة من القرصنة، إن قذيفة صاروخية الدفع لم تنفجر سقطت على قمرة قبطان السفينة خلال الهجوم وأطلقت أعيرة نارية على السفينة. وتابع ستيفن جريسماك، وهو أحد مسؤولي الحلف، أن القراصنة غادروا المكان بعد استخدام خراطيم المياه ضدهم. وأضاف لوكالة «رويترز» أن ثمانية قراصنة مسلحين ببنادق كلاشينكوف كانوا على متن الزورق الذي هاجم الحاوية «ام.في أناتوليا» بعد شروق الشمس في الجانب الجنوبي الغربي من خليج عدن. وناورت الحاوية أناتوليا أيضا القراصنة للفرار منهم. وقال جريسماك: «رصد القبطان في تفقده للسفينة في وقت لاحق بعض الثقوب الناجمة عن الأعيرة النارية في الجسم الخارجي للسفينة.. أبلغ القبطان أيضا مركز الشحن البحري البريطاني سقوط قذيفة آر.بي.جي لم تنفجر في قمرته ونصحه المركز ألا يمسها». من جهة أخرى، قال المتحدث باسم متمردي حركة «الشباب» الإسلامية المتشددة في الصومال الشيخ مختار روغو، إن القراصنة الصوماليين «على حق في مهاجمة السفن الأجنبية» لأن هذه السفن «لا شأن لها بالمياه الصومالية».