الحزب الحاكم: حزب الله تورط في جريمة شنعاء وعلى اللبنانيين تقدير حجم هذا التجاوز في حق مصر

الحكومة في أول رد مباشر على أمين حزب الله: نصر الله لم يستحِ

بعض أهالي المتهمين خلال تجمع بالعريش الليلة قبل الماضية («الشرق الأوسط»)
TT

في أول رد مباشر على كلمة أمين حزب الله حسن نصر الله التي اعترف فيها قبل يومين بأن سامي شهاب زعيم التنظيم التابع للحزب والمعتقل، عضو في حزب الله، قالت الحكومة المصرية إن «نصر الله لم يستحِ»، بينما قال الأمين العام للحزب الحاكم المصري رئيس مجلس الشورى المصري صفوت الشريف إن الحزب متورط في «جريمة شنعاء»، قائلا: «على اللبنانيين تقدير حجم هذا التجاوز في حق مصر». وفي جلسة خصصها مجلس الشورى لهذه القضية أمس، أدانت الحكومة ومجلسا الشورى والنواب من الاتجاهات السياسية المختلفة ما سموه بـ«المخطط الإرهابي من قِبل حزب الله للإخلال بالأمن وارتكاب أعمال تخريبية ضد مصر». وأكدت الحكومة أنها لا تقبل تحت أي سبب أن يكون هناك أي مساس بأمنها، وأنه لا يمكنها والتحقيقات ما زالت جارية أن تقفز إلى نتائج أو تؤكد اتهامات أو تصدر أحكاما أو تعلن تحديدا مَن كان وراء هذا الأمر، إلا بعد انتهاء التحقيقات والإحالة إلى المحاكمة وتحديد الاتهامات، مشيرة، على لسان الدكتور مفيد شهاب وزير الشؤون القانونية والمجالس النيابية، إلى أن أقوال حسن نصر الله زعيم حزب الله، التي اعترف فيها بأن سامي شهاب زعيم التنظيم المقبوض عليه، عضو في حزب الله، وكان يقوم بتقديم الدعم اللوجستي للفلسطينيين في أثناء العدوان، «وإن نصر الله لم يستحِ أو ينكر ما كان يقوم به هذا الرجل على أرض مصر وداخلها بصورة غير مشروعة». وتساءل الوزير شهاب: «أي سلاح سينقله هذا الرجل وأعوانه إلى الفلسطينيين من داخل أرض مصر؟ وهل أصبحت دولتنا مستباحة يدخل إليها السلاح ويخرج منها دون أن نعلم عن ذلك سببا؟». كما تساءل الوزير شهاب قائلا: «كيف يسمح نصر الله أن يقول إنهم عشرة أفراد لا 49 كما أعلن النائب العام (المصري)؟»، مؤكدا أن الأمر ليس في العدد وإنما في الاعتداء على أمن الدولة.

وسخر شهاب من إثارة نصر الله لقضية معبر رفح، وذلك بعد الضجة والحملة التي أثارها على موقف مصر، خلال العدوان على غزة، مشيرا إلى أن «هذا الكلام ظالم وتافه، ولا يستند إلى أي منطق، وإن اتهامات نصر الله لمصر بإغلاق المعابر باطلة، فالمعبر لم يغلق قط، و85% من المساعدات والأدوية التي دخلت للفلسطينيين في غزة كانت من معبر رفح». وأضاف أن النقد يجب أن يكون بالكلمة وليس بإرسال الأفراد والعتاد «للاعتداء على سيادة الدولة.. هل عندما تختلف مصر مع دولة ترسل بإرهابيين لارتكاب أعمال إجرامية».

وتابع الوزير المصري قائلا: «هذا الأسلوب غوغائي ولا يمكن قبوله بأي حال مع احترامي للمقاومة إلا أنها عندما تصل إلى حد التدمير والتخريب فلا تكون مقاومة ولا تكون جديرة بالاحترام».

وأشار الوزير إلى قول نصر الله إن عملية الاعتقال إدانة للسلطات المصرية، لا للتنظيم، وقال: «أي إدانة لنائب عام، وسلطات حكومية، تعمل على تطبيق القانون، ولا تقبل أي اعتداء على سياستها». وحول ما ذكره نصر الله من أن الإعلان عن قضية التنظيم تستهدف صورة حزب الله لدى الشعب المصري، قال شهاب: «نعم، لقد كان لحزب الله كل تقدير واحترام من قِبل الشعب المصري، عندما دافع عن لبنان، ولكن ليس معنى هذا أن الحزب يفعل ما يشاء ويخرب ويدمر هنا في مصر وأمس في اليمن والبحرين». وأضاف موجها كلامه إلى نصر الله: «إن أردت أن تُبقِي على الاحترام والتقدير لدى شعب مصر فيجب أن تبقى مدافعا عن أرضك ولا تتدخل في شؤون دولة أخرى وترسل أفرادا وسلاحا لارتكاب أعمال تخريبية».

ونفى شهاب قول نصر الله إن مصر اعتقلت المجموعة (التنظيم) لتقديم أوراق اعتماد لإسرائيل وأميركا، وأكد أن مصر ليست في حاجة إلى نَيل رضا أحد. حول إشارة نصر الله إلى أن مصر تعمل على تدمير الأنفاق مع غزة، بأنه يريد استمرارها لاستمرار نقل السلاح والذخائر والأدوية من خلالها، ولا يهمه سيادة مصر وأمنها واستقرارها.

وتساءل الوزير المصري: «هل بين بلدين في العالم حدود، يمكن أن تكون فيها حدود سرية، هدفها نقل السلاح أو حتى الأطعمة؟ وهل مطلوب من مصر أن تقيم أنفاقا سرية، وتغض عيونها عن الأنفاق الموجودة لتهريب السلاح؟»، مؤكدا أن هذا منطق مغلوط لا يشرّف الأنظمة الشرعية ولا حركات المقاومة.

وقال صفوت الشريف: «نقول لحزب الله المصدّر للإرهاب إلى أرضنا، إن مصر لن تكون حقل تجارب لفكر ومخططات حزبكم، إن مصر ليست سداحا مداحا للمتآمرين من حزب الله أو غيرهم. إننا من تحت قبة هذا المجلس نرفض الاستهانة بالسيادة والكرامة المصرية ونرفض المساس بالقضاء المصري وبقداسة منصته العادلة».

وأضاف: «إذا كان حزب الله حزبا للمقاومة كما يردد أمينه العام، فإن ذلك شأن داخلي يمارسه داخل بلده، وعلى أرضه، وقد ارتكب جريمة شنعاء وتورط في عمل مدان.. وأعطى نفسه حقا يتنافى والقيم والمبادئ والأعراف، وعليه أن يتحمل نتائج جريمته، وعلى الشعب اللبناني أن يقدر حجم التجاوز الذي ارتُكب في حق مصر».

واتهم الدكتور محمد رجب ممثلُ الحاكم، نصر الله بأنه لعب دورا أساسيا في تفتيت القضية الفلسطينية والتأثير على الوحدة العربية. أما القيادي في الحزب الحاكم محمد فريد خميس فقال إن بين حزب الله وإيران علاقة عضوية، فـ«إيران لها هدف من إقامة حزب الله وهو السيطرة على كل الشيعة العرب».

من جانبه أكد أنس الفقي وزير الإعلام المصري أن مصر لن تقف مكتوفة الأيدي وأنها سترد بكل قوة وحسم على أي محاولة للنيل من أمنها القومي. وقال إن سلطات التحقيق المصرية تباشر عملها في قضية تنظيم حزب الله، وإن التحقيق يتم بإشراف مباشر من المستشار عبد المجيد محمود النائب العام.

وشدد وزير الإعلام على أن مصر ترفض المزايدة على دورها القومي خصوصا حيال القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، وأوضح الفقي أن ما اعترف به نصر الله من حقيقة انتماء الأفراد الذين اعتُقلوا في مصر لحزب الله، إنما يؤكد أن مصر لا تتخذ من الإجراءات ما يفتقر إلى الأدلة والبراهين. وأضاف أن الإعلام المصري يرفض المهاترات الإعلامية التي تبثها بعض الوسائل الإعلامية التابعة لحزب الله وتسعى لبثّ روح العداء والفُرقة في الوقت الذي تحتاج فيه الأمة إلى رص الصفوف.