أبو مازن ونتنياهو يتفقان على العمل من أجل تحقيق سلام إسرائيلي ـ فلسطيني

في اتصال هاتفي بمبادرة من الرئيس عباس عشية وصول ميتشل إلى المنطقة

TT

قام الرئيس الفلسطيني، محمود عباس (أبو مازن)، أمس، باتصال هاتفي مفاجئ برئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، هنأه خلاله بعيد الفصح اليهودي، وتحدثا عن مستقبل المفاوضات بين البلدين، واتفقا على ضرورة العمل المشترك بينهما لصنع السلام الإسرائيلي ـ الفلسطيني. وهذا أول اتصال بين نتنياهو وأبو مازن منذ الانتخابات الإسرائيلية.

ولاقى الاتصال رد فعل إيجابيا في الحلبة السياسية الإسرائيلية، خصوصا وأنه جاء بعد سلسلة تصريحات أبدى خلالها الفلسطينيون تخوفا من فوز اليمين المتطرف في الانتخابات. وحسب مصدر في ديوان الرئاسة الإسرائيلي، فإن المحادثة كانت حميمة وودية. وأن نتنياهو قال خلالها إنه لا ينسى التعاون الذي ساد بينه وبين أبو مازن في السنوات التي كان فيها رئيسا للحكومة الإسرائيلية في دورة سابقة (1996 ـ 1999)، وأنه معني باستئناف هذا التعاون من أجل تحقيق السلام بين الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني. ورد أبو مازن بأن همه الأساسي هو تحقيق هذا السلام لمصلحة الشعبين وكل شعوب المنطقة. وقال إن المطلوب اليوم هو أن يصنع السلام، وليس إجراء مفاوضات لا نهائية حوله. وأكد استعداده لعمل أي شيء في مصلحة هذا السلام. واتفقا في نهاية المحادثة على بدء العمل من أجل التعاون في صنع هذا السلام في أقرب وقت ممكن. ومع أن الطرفين أكدا أن هذه المحادثة تعتبر شكلية، غرضها تهنئة بالعيد، إلا أن الخبراء الإسرائيليين رأوا فيها بادرة قوية من الطرف الفلسطيني. وأنها تهدف إلى كسر الجمود في العلاقات بين السلطة وبين حكومة اليمين الإسرائيلية. وحسب مصدر مقرب من وزير التجارة والصناعة الإسرائيلي، بنيامين بن اليعيزر، فإنها «خطوة ذكية من الرئيس أبو مازن، تدل على أنه إنسان ديمقراطي، يعرف كيف يحترم إرادة الناخب الإسرائيلي، الذي اختار نتنياهو رئيسا لحكومته، فإذا لم تنفع هذه المبادرة مع نتنياهو، فإنها تكون محاولة لتخطي نتنياهو وكسب الشارع الإسرائيلي من فوق رأس الحكومة». بيد أن مقربا من نتنياهو اعتبرها خطوة مهمة «تدل على أن نتنياهو ليس مرفوضا في العالم العربي، وأنه قادر على إذابة الجليد وفتح صفحة جديدة مع الفلسطينيين وفق سياسته الجديدة».

ويأتي الاتصال عشية وصول جورج ميتشل، المبعوث الشخصي للرئيس الأميركي للسلم في الشرق الأوسط. ويخطط ميتشل الذي يصل إسرائيل اليوم، لبدء محادثات وصفت بأنها معمقة مع الطرفين، لاستشفاف طريق استئناف مفاوضات السلام وفقا لمشروع الرئيس الأميركي السابق المعروف باسم «خارطة الطريق»، القائم على مبدأ الدولتين للشعبين. وتمهيدا لهذه الجولة، التقى السفير الأميركي في تل أبيب، جيمس كوننغهام، نتنياهو، بينما التقى القنصل الأميركي في القدس، مع الرئيس الفلسطيني أبو مازن، حيث تداولا معهما جدول أعمال جولة ميتشل وكيفية إنجاحها.

وحسب مصادر إسرائيلية، فإن ميتشل ينوي هذه المرة طرح أفكار جديدة حول إمكانية استئناف المفاوضات بين الطرفين. وسيحاول الاتفاق مع نتنياهو على صيغة تمكنه من طمأنة الفلسطينيين إلى أنه يؤيد التسوية النهائية للصراع، وفق مبدأ «دولتين للشعبين». كما سيتباحث معهما حول زيارتيهما القريبتين إلى البيت الأبيض.