البرادعي: على إيران الرد على المبادرات الأميركية.. والحل ليس باستعراض العضلات

أعرب عن تفاؤله بسياسة أوباما للحوار مع طهران وبيونغيانع

TT

قال محمد البرادعي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية إن هناك حاجة إلى مزيد من الحوار والثقة لنزع فتيل الخلافات النووية مع كوريا الشمالية وإيران وحث واشنطن على الالتزام بالحوار مع الدولتين. وعبر البرادعي عن أمله في أن تقوم كوريا الشمالية التي طردت مفتشي الوكالة الأسبوع الماضي بدعوتهم للعودة قريبا وتجنب المواجهة، وأن ترد إيران بالمثل على المبادرات الأميركية الودية الأخيرة من خلال إخضاع أنشطتها النووية لعمليات تفتيش أوسع نطاقا من قِبل مفتشي وكالة الطاقة الدولية. وقال البرادعي: «السبيل الوحيد لحل هذه القضايا ليس من خلال استعراض العضلات»، وذلك خلال حديثه في مؤتمر صحافي في بكين خلال اجتماع دولي بشأن سياسة الطاقة النووية.

وأشاد البرادعي بإدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما لتأييدها الحوار مع طهران وتمسكها بالأمل في استئناف المحادثات السداسية مع بيونغيانغ, وقال البرادعي عن بادرة أوباما بشأن إيران ودعوته للتخلص في نهاية المطاف من الأسلحة النووية: «أنا متفائل بالمناخ الجديد». وقال البرادعي في تصريحاته التي نقلتها «رويترز» بخصوص كوريا الشمالية: «ليس هناك حل آخر غير الحوار»، مضيفا أنه يأمل في استئناف المحادثات السداسية التي تشارك فيها الولايات المتحدة والكوريتان واليابان وروسيا والصين والتي وصفتها كوريا الشمالية بأنها «غير مجدية». وأضاف: «نحتاج إلى إيجاد حل قبل أن يبدأ الكوريون الشماليون بناء ترسانتهم الخاصة بالطاقة النووية مجددا. كلما طال وجود هذه الفجوة كان هذا أسوأ بالنسبة إلى المجتمع الدولي». وكانت الوكالة دُعيت إلى مراقبة المجمع القديم الذي يضم محطة معالجة تنتج البلوتونيوم الذي يمكن استخدامه في صنع أسلحة نووية. وأدان مجلس الأمن الدولي بالإجماع إطلاق كوريا الشمالية صاروخا طويل المدى في الخامس من أبريل، قائلا إنه انتهاك لحظر تفرضه الأمم المتحدة.

وتجري كوريا الشمالية والجنوبية محادثات نادرة اليوم لمناقشة منطقة صناعية مشتركة في الشمال احتجزت بيونغيانغ أحد موظفيها الكوريين الجنوبيين قرابة ثلاثة أسابيع بعد مزاعم أنه أدلى بتصريحات تنتقد زعماء كوريا الشمالية.

ودعا البرادعي إيران أيضا إلى الرد بالمثل على المبادرات الودية الأميركية. وقال: «الأميركيون اتخذوا الخطوة الأولى، وآمل أن يرد الإيرانيون بالمثل. وإذا واصلنا التحرك في الاتجاه الصحيح فسنتمكن من إيجاد حل». وقالت الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وألمانيا وبريطانيا هذا الشهر إنها ستطلب من خافيير سولانا منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي دعوة إيران إلى اجتماع للتوصل إلى «حل دبلوماسي» للنزاع المستمر منذ فترة طويلة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية حسن قشقوي إن إيران تقوم «باستكمال» ردها. وقال في طهران: «صدرت تصريحات متضاربة عن أعضاء هذه المجموعة، القوى الست، لكن من الواضح تماما أننا أكدنا عدة مرات الشرط الذي وضعته جمهورية إيران، وهو الدعوة إلى محادثات غير مشروطة تقوم على العدل والاحترام المتبادل». واختلفت الوكالة الدولية أيضا مع طهران بشأن طموحاتها النووية وخصوصا جهودها لتخصيب اليورانيوم الذي يمكن أن يكون سبيلا لتنقية المواد الانشطارية اللازمة لصنع أسلحة نووية. وتقول إيران إنها تطور تكنولوجيا التخصيب من أجل الاستخدامات السلمية للطاقة. وقال البرادعي إن طهران تستطيع الرد على البادرة الأميركية من خلال الموافقة على قيام الوكالة بعمليات تفتيش أكثر تدقيقا. وقال مسؤولون إيرانيون في المؤتمر النووي في بكين إنه ينبغي للقوى الغربية ولا سيما الولايات المتحدة تغيير موقفها بشأن البرنامج النووي الإيراني.