الترابي لـ«الشرق الأوسط»: لن أغادر الخرطوم عن طريق جوبا بل جهاراً نهاراً

كاشفا عن اتصالات للقاهرة معه تتولاها المخابرات المصرية

TT

رفض الأمين العام للمؤتمر الشعبي المعارض الدكتور حسن الترابي السفر إلى خارج السودان عبر طرق أخرى منها التوجه إلى جوبا عاصمة حكومة الجنوب التي تقودها الحركة الشعبية بزعامة النائب الأول للرئيس السوداني سلفا كير ميارديت، نافياً إعادة السلطات الأمنية جواز السفر الدبلوماسي الذي صادرته منه مساء أول من أمس ومنعته من مغادرة البلاد متوجهاً إلى العاصمة الفرنسية باريس في رحلة علاج، كاشفاً عن اتصالات للقاهرة معه تتولاها المخابرات المصرية. وقال الترابي لـ«الشرق الأوسط» في اتصال هاتفي من الخرطوم إن مقربين منه أبلغوه من تمكينه بمغادرة السودان إلى الخارج عبر طرق أخرى منها التوجه إلى جوبا التي قال إنها تحكمها الحركة بشكل مستقل عن بقية البلاد، وأضاف «لكنني رفضت لأنني أريد أن أغادر من مطار الخرطوم جهاراً نهاراً وليس عن طريق جوبا أو من مكان آخر مع أن السفر عن طريق جوبا أو غيرها ممكن وليس صعبا». أوضح الترابي أن السلطات الأمنية تعاملت معه بـ«سخف وتعسف» بعد أن أكمل كل الإجراءات الخاصة بالسفر إلى باريس أول من أمس، وأضاف «قبيل نصف ساعة من التوجه إلى الطائرة حضرت سيارة لجهاز الأمن وأبلغوني أنا ومسؤول العلاقات الخارجية في الحزب وزميلي في المعتقل دكتور بشير آدم رحمة وأسرتي بأننا غير مسموح لنا بمغادرة البلاد وصادروا وثائق سفرنا فوراً»، وتابع «إجراءات سفري صحيحة من تأشيرة الدخول المتعددة إلى أوروبا وتأشيرة الخروج لكنهم تعاملوا معنا بشيء من السخف والاستفزاز»، وقال «حتى الآن لم يعيدوا جواز سفري أنا وبشير آدم رحمة وشخص ثالث لكن أعادوا جوازات سفر زوجته وصال المهدي وابنته أمامة»، وأكد أنه سيختبر السلطات الأمنية مرة أخرى في محاولة السفر إلى خارج السودان، وقال «سأجرب مرة أخرى لأن ذلك حقي الذي كفله الدستور الذي كتبوه بأيديهم».

وربط الترابي منعه من التوجه إلى باريس وعدد من العواصم الأوروبية منها لندن وجنيف إلى جانب دول عربية وأفريقية مثل تشاد وقطر بالزيارة التي سيقوم بها مساعد الرئيس السوداني دكتور نافع علي نافع ومدير جهاز الأمن الفريق صلاح عبد الله إلى فرنسا، وقال «نافع الذي سبق أن كان مديراً لجهاز الأمن حتى فترة محاولة اغتيال الرئيس المصري حسني مبارك عام 1995 التي اتهمت مصر الحكومة السودانية بالضلوع فيها ومدير جهاز الأمن الحالي صلاح عبد الله سيتوجهان هذا الأسبوع إلى باريس ويخشون أن أفرش لهما شوكاً في الطريق وعرقلة استجدائهما للفرنسيين»، وتابع «هم يخافون من جولتي التي سأقوم بها إلى باريس، لندن، وبرلين، وجنيف، وكنت سأتوقف في الدوحة وأزور تشاد والعاصمة الليبية طرابلس للبحث عن حلول لأزمتنا الداخلية مع تلك العواصم»، مشيراً إلى أن رحلة العلاج ليست تغطية كما أفاد مصدر في جهاز الأمن السوداني في تصريح صحافي، وقال «جهاز الأمن يعلم من خلال تنصته على هواتفنا أنني سأغادر لعمل مراجعة حول صحتي العامة في باريس وأنني سأزور العديد من العواصم للبحث عن صحة بلادنا كلها التي اعتلت بفعلتهم، وأضاف «حتى مصر التي فتحت إلينا الطريق عبر مسؤولي مخابراتها كنا سنزورها في وقت آخر للتباحث حول قضية دارفور». وقال التربي إن القاهرة تعمل لجمع القوى السياسية السودانية لحل أزمة دارفور وأن الزعيم الليبي يقوم بذات الفعل، وتابع «ربما سأزور القاهرة لأنني أتحرك لكي أعالج مع آخرين أمراض بلادنا وليس من أجل حالتي الصحية وحدها».

وأشار الترابي إلى الاعتقال الذي تعرض له أخيرا بسبب طلبه الرئيس السوداني عمر البشير إلى تسليم نفسه إلى المحكمة الجنائية الدولية، وقال إن الاعتقال الأخير سبب في تدهور حالته الصحية.

وفي الوقت نفسه قال مصدر أمني في تعميم صحافي إن السلطات المختصة قد منعت الدكتور حسن الترابي أول من أمس من السفر إلى فرنسا ضمن جولة خارجية طويلة كان ينوي القيام بها إلى عدد من الدول الأوروبية والعربية والأفريقية، وأضاف المصدر أن برنامج الدكتور الترابي إلى الخارج كان حافلا بتحركات معادية للدولة وضد التوافق الوطني. وهاجم المصدر رحلة زعيم المؤتمر الشعبي الخارجية ووصفها بالمشبوهة والساعية إلى شق الصف الوطني وعرقلة المساعي الجارية لتحقيق السلام بالبلاد.