الأكثرية تتوقع الفوز بنحو 70مقعدا من أصل 128 في البرلمان اللبناني

أبو فاعور لـ«الشرق الأوسط»: عبثا ينتظر البعض في «8 آذار» انتقال جنبلاط إليهم

TT

لم يكن الكلام الأخير للنائب وليد جنبلاط، الذي بثته إحدى الوسائل الإعلامية وتناقلته عشرات المواقع الإلكترونية، العنوان الخلافي الوحيد في قوى «14 آذار»، فقد شهدت عملية تأليف اللوائح تباينات كبيرة ظهر قسم منها إلى العلن، وبقي الآخر طي الكتمان. وإذا كان ما قاله جنبلاط في معرض تبريره كلامه الذي طاول عددا من حلفائه هو «تعبير عن خيبة أمل» من طريقة تأليف اللوائح، فإن هذا الواقع أدى إلى «ندوب» في وجه «14 آذار»، كما قال قيادي بارز في الأكثرية لـ«الشرق الأوسط» متحدثا عن «حملة» ستطلقها قوى الأكثرية تعزيزا لوحدتها على عتبة الانتخابات النيابية، على أن تترك لمرحلة ما بعد الانتخابات عملية حوار داخلي حول «الخيارات المستقبلية».

وأكد وزير الدولة وائل أبو فاعور المقرب من النائب جنبلاط لـ«الشرق الأوسط» أن الاهتزازات في «14 آذار» سبقت ما تم تسريبه عن الأخير، معتبرا أن ما يتعلق بهذا التسريب قد تم توضيحه مع الكنيسة المارونية ومع القوى المسيحية في «14 آذار»، وطويت الصفحة تماما بما يمنع استغلالها من بعض الأطراف التي تريد زعزعة تحالف «14 آذار». وشدد على أن اللقاء الأخير بين جنبلاط والنائب سعد الحريري «وضع الأمور في نصابها»، مشيرا إلى «تحركات لاحقة تعالج ذيول هذا الموضوع نهائيا»، ومن ضمنها لقاء لجنبلاط والبطريرك الماروني نصر الله صفير رفض أبو فاعور تحديد موعده، معتبرا أن هذا الموضوع «تم تجاوزه شعبيا، والناس فهمت حقيقة موقف وليد جنبلاط».

وأكد أن جنبلاط «ليس ذاهبا إلى «8 آذار» لا بعد الانتخابات ولا قبلها. وقال: «إذا كان البعض في «8 آذار» ينتظرون أن ينضم إليهم، فعبثا ينتظرون». ولفت إلى أن لدى جنبلاط قراءته التي يتشارك فيها مع قسم كبير من حلفائه، لكنه ليس في وارد الانقلاب على ثوابته. وبدوره يشير مصدر قيادي رفض ذكر اسمه إلى أن «التراكمات» بدأت قبل كلام جنبلاط، وأبرزها غياب عدد من الشخصيات التي أُجبرت «14 آذار» على التضحية بها، ومنها الوزير نسيب لحود والنائبان سمير فرنجية ومصباح الأحدب. ويقول المصدر إن قيادات «14 آذار» تقدر حجم الضرر الذي أحدثته هذه التراكمات، مشيرا إلى أن لقاء النائبين وليد جنبلاط وسعد الحريري أنتج اتفاقا على «تظهير موقف مشترك». وقال المصدر إن الخطوة التالية ستكون اجتماعا عاما لقيادات «14 آذار» يساهم في تعزيز «روح التضامن» فيها. وبعدها سيُعقد اجتماع عام لمرشحي «14 آذار» وإعلان اللوائح الكاملة، متوقعا أن يحصل ذلك خلال أسبوع أو 10 أيام كحد أقصى. وشدد المصدر على ضرورة إعادة توثيق الصلة مع الكنيسة المارونية والإطلالة المشتركة لـ«14 آذار» على الناس. وأكد في الوقت نفسه الاتفاق على إبقاء التمايزات بحدها الأدنى إلى ما بعد الانتخابات النيابية، حيث سيصار إلى نقاش منفتح وموضوعي حول الخيارات المستقبلية على قاعدة التحالف. وأوضح أن الحملة سوف تشمل أيضا إعلان لوائح مشتركة والسعي إلى ترسيخ وجود «تحالف موحد» في أذهان الناس من أجل تجاوز الثغرات التي حصلت خلال تأليف اللوائح ومعالجة «الندوب» في وجه «14 آذار».

ويقول المصدر إن السعي الأساسي لقوى «14 آذار» هو للحصول على أكثرية مريحة وبعدها يصار إلى التفاوض مع الفريق الآخر، مشيرا إلى أن كلام (رئيس كتلة نواب «حزب الله») محمد رعد «نبه الأكثرية إلى طريقة تفكير الفريق الآخر». وقال المصدر إن توقعات «14 آذار» الأولية تنبئ بفوزها بما بين 68 و70 مقعدا من أصل 128 نائبا. وشدد على أن الفارق سيكون من الفوز بمواقع جديدة تغطي «الخسائر» التي ستلحق بـ«14 آذار» نتيجة التفاهمات والتنازلات، محددا هذه المواقع في المتن الشمالي وزحلة، لافتا إلى أن قوى «14 آذار» تتمتع في دائرة زغرتا بقدرة تنافسية كبيرة خلافا لما يشاع عن تفوق الوزير السابق سليمان فرنجية.

وكان جنبلاط قد دعا أعضاء الحزب التقدمي الاشتراكي الذي يرأسه والمناصرين والأصدقاء في ذكرى تأسيس الحزب إلى «العودة إلى تراث كمال جنبلاط الذي يبقى ينير الطريق لأنه يتميز بالأفق الواسع والنظرة البعيدة». وقال: «سيكون هذا الحزب في موقعه الطبيعي إلى جانب لبنان القوي العربي الملتزم بالقضية الفلسطينية والعروبة، وإلى جانب كل الحلفاء في 14 آذار لكي يحقق الفوز في الانتخابات النيابية المقبلة لأنها بوابة الحفاظ على الديمقراطية والتنوع في لبنان».

وقال: «أثبتت التجربة أن العلاقة العميقة والتاريخية مع البطريرك مار نصر الله بطرس صفير هي أكبر من أن تكون موضع استغلال من هنا أو هناك، أو أن تخضع لتجاذبات ظرفية ولدتها تداعيات المرحلة الانتخابية التي ستنطوي بعد فترة وجيزة، تستعيد بعدها كل القوى السياسية رشدها ومسؤوليتها الوطنية بعيدا عن جو المناكفات والتسريبات». وأضاف: «هذا الرجل (صفير) الكبير بموقعه ودوره هو الراعي الأول لثورة الأرز التي أعادت الأمل إلى اللبنانيين بدولة تحميهم وتحقق طموحاتهم. سنستكمل مع غبطة البطريرك وكل القوى السياسية الحليفة مصالحة الجبل التاريخية، وسنصونها ونحميها في المستقبل لأنها أصبحت متجذرة ونجحت في طي صفحة الماضي الأليم والبغيض».