المالكي يلتقي براون اليوم لفتح صفحة جديدة في العلاقات بين بلديهما

لندن تتفق مع بغداد على دعم التعليم العراقي وتخصص له 4.4 مليون دولار

TT

يستهل رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي زيارته الرسمية إلى بريطانيا اليوم بلقاء نظيره البريطاني غوردون براون، وقبل التوجه إلى مؤتمر الاستثمار في العراق الذي تنطلق أعماله اليوم في العاصمة البريطانية. ومن المرتقب أن يوقع المالكي اتفاق شراكة واسعة مع بريطانيا، تفتح صفحة جديدة بين البلدين مع استعداد القوات البريطانية لإنهاء وجودها العسكري في البصرة. وتعتبر زيارة المالكي إلى لندن تتويجاً إلى المسار الذي تتبعه بغداد ولندن في تطبيع العلاقات بين البلدين بعد حرب 2003 وجعل العلاقة بينهما على النهج الدبلوماسي التقليدي بين بلدين يتمتعان بعلاقات ثنائية. ويستعرض المالكي حرس الشرف مع براون صباح اليوم قبل عقد مشاورات ثنائية في مقر الحكومة البريطانية «10 داونينغ ستريت»، ومن بعدها يعقدان مؤتمراً صحافياً مشتركاً. ومن المرتقب توقيع اتفاقية شراكة بين البلدين تنظم العلاقات بينهما، وتمهد لمرحلة جديدة من التعاون في قطاعات عدة، بالإضافة إلى توقيع وزير التجارة العلاق عبد الفلاح السوداني اتفاقية اقتصادية منفصلة مع وزير الأعمال البريطاني اللورد بيتر ماندلسون. ويتوجه رئيس الوزراء العراقي بعدها إلى مؤتمر الاستثمار في العراق الذي تنظمه وزارة التنمية البريطانية، ويترأس جلساته نائب رئيس الوزراء العراقي برهم صالح. ومن المرتقب أن يلقي المالكي خطاباً في المؤتمر الذي يحمل عنوان «الاستثمار في العراق: لندن 2009» الذي يشمل جلسات نقاش منها «الاستثمار في العراق» و«تطوير الخدمات المالية» و«الطاقة وخدمات الطاقة: الاستثمارات الحالية». ويشارك في الجلسات وزراء وخبراء من العراق، على رأسهم وزير النفط حسين الشهرستاني ووزير الصناعة والموارد فوزي حريري، بالإضافة إلى شخصيات بريطانية، منها وزير التنمية الدولية البريطاني دوغلاس الكساندر. وأعلن أمس عن التوصل إلى اتفاق بين الحكومة العراقية والمجلس الثقافي البريطاني، الذي يزور مقره مساء اليوم المالكي. وبموجب الاتفاق، سيعمل المجلس الثقافي البريطاني مع الوزارات والدائرات المختصة بالتعليم في العراق. وستخصص بريطانيا 3 ملايين جنيه استرليني (4.4 مليون دولار) لدعم قطاع التعليم العالي العراقي. وأكد السفير البريطاني في بغداد كريستوفر برنتيس أن بريطانيا «حريصة على دعم مبادرة رئيس الوزراء للتعليم التي أطلقها في يناير (كانون الثاني) الماضي». ويذكر أن مبادرة رئيس الوزراء تشمل برنامجاً لإصلاح نظام التعليم العراقي، بما فيه المناهج الدراسية، بالإضافة إلى تزويد 10 آلاف منحة دراسية سنوياً لطلاب عراقيين في الخارج. وقد وصل اثنان من مستشاري رئيس الوزراء في مجال التعليم إلى بريطانيا الأسبوع الماضي في «مهمة تقصي الحقائق» بحسب المجلس الثقافي البريطاني. وسيقدمان مقترحاتهما، مع مسؤولين من المجلس الثقافي البريطاني، إلى المالكي مساء اليوم. وتتطلع الجامعات البريطانية إلى إعلان العراق عن نسبة المنح التي ستتكفل بها الحكومة العراقية التي ستكون من نصيب بريطانيا. وقد زار الوفد العراقي هذا الأسبوع جامعات «اكستر» و«يونيفرستي كولدج لندن» و«ساوثايند» للاطلاع على برامجها، كما جرى لقاء مع وزير التعليم العالي البريطاني ديفيد لامي. ويذكر أن هناك 585 طالباً عراقياً في جامعات بريطانية حالياً، مقارنة بـ125 طالباً عراقياً عام 2003. وقال مدير المجلس الثقافي البريطاني في بغداد توني رايلي: «المملكة المتحدة والعراق لطالما تمتعا بعلاقات تعليمية وثقية، ومبادرة رئيس الوزراء التعليمية الجديدة تمنحنا فرصة تقوية هذه الروابط وتعميقها مع جيل جديد من الطلاب العراقيين المتعطشين لفرص التعليم والتواصل الدولي». ولدى التعليم شق مهم في زيارة الوفد العراقي إلى بريطانيا، حيث من المرتقب أن يزور نائب رئيس الوزراء العراقي المكتبة الوطنية البريطانية مساء اليوم. وسيلتقى وزير الثقافي والإعلام والرياضة اندي برنهام ورئيسة المكتبة البريطانية لين بريندلي. وستقدم المكتبة الوطنية البريطانية مجموعة من السجلات التاريخية إلى العراق، حيث تزعم تقديم حوالي 50 ألف سجل عن العراق بحوزة بريطانيا خلال العام المقبل، ليكون بحوزة العراق أطول سجل وأكثر شمولية عن تاريخ العراق. وتشمل لقاءات رئيس الوزراء العراقي في لندن لقاء ولي عهد بريطانيا، الأمير تشارلز صباح يوم غد.

ومن لندن، يتجه المالكي والوفد المرافق له إلى باريس للقيام بزيارة دولة تأتي بعد سلسلة من الزيارات المتبادلة بين البلدين ولإنهاء التوتر في العلاقات بينهما بعدما عارضت فرنسا حرب عام 2003. وأوضح الناطق باسم الحكومة العراقي علي الدباغ أن «المالكي سيبدأ زيارة رسمية إلى فرنسا في الرابع من مايو (أيار) يلتقي خلالها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء فرانسوا فيون». وأشار إلى أن زيارة فرنسا ستوفر فرصا كبيرة لتطوير العلاقات بين البلدين في المجالات كافة.

وقد أعادت باريس وبغداد تعاونهما العسكري الواسع مع إبرام اتفاق يشمل شراء العراق 24 مروحية نقل كأول عقد تسلح بين البلدين منذ عام 1990. ويشمل العقد شراء 24 مروحية نقل من طراز «اي سي 635» من صنع شركة يوروكوبتر احد فروع العملاق الأوروبي لصناعات الدفاع «اي ايه ديس اس». وتبلغ قيمته 360 مليون يورو. وستتولى باريس كذلك تدريب الطواقم العراقية في فرنسا على مروحيات من طراز «غازيل» توضع في تصرفهم وصيانة المروحيات فضلا عن الدعم التقني. وقد اقترح الرئيس نيكولا ساركوزي خلال زيارته بغداد في 10 فبراير (شباط)، وكانت الأولى لرئيس فرنسي منذ تأسيس العراق عام 1921، «تعاونا فرنسيا لا حدود له» في إعادة بناء هذا البلد حتى في مجال الدفاع.