موفد أوباما للمهدي: إلغاء مذكرة توقيف البشير غير ممكنة.. وتنفيذها سيخلق مشكلات

زعيم «الأمة» السوداني المعارض قال إن رؤية إدارة أوباما متطابقة مع موقفه في البحث عن طريق ثالث

TT

قال الصادق المهدي رئيس وزراء السودان السابق زعيم حزب الأمة المعارض، عقب لقائه مبعوث الرئيس الأميركي للسودان اسكوت غرايشن بالقاهرة، إن التوجه الحالي للإدارة الأميركية الجديدة يؤكد جديتها لتغيير سياسات قبيحة انتهجتها إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش، والاعتراف بأخطاء الإدارة السابقة التي عانى منها العالم كله، مشيرا إلى أن إدارة الرئيس باراك أوباما تحظى في كل العالم بدرجة عالية من حسن النية.

وقال المهدي مساء أول من أمس عقب لقاء غرايشن إن موفد أوباما أبلغه أن إلغاء قرار المحكمة الجنائية الدولية بشأن توقيف الرئيس السوداني غير ممكن، لكنهم يدركون في نفس الوقت أن تنفيذه سيخلق كثيرا من المشكلات، ولذلك يرى المبعوث الأميركي ضرورة إيجاد معادلة وسط لحل هذه المشكلة. وأشار المهدي إلى أن رؤية الولايات المتحدة تتفق مع رؤية حزب الأمة التي تدعو إلى مخرج، وطرحت على ضوء ذلك فكرة الطريق الثالث «التي دعونا من خلالها إلى إنشاء محكمة هجين من قضاة سودانيين وأفارقة وعرب لمحاكمة الذين ارتكبوا جرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية في دارفور، ولكن الحكومة لم تستجب».

وبحسب المهدي فإن المبعوث الأميركي أبلغه أن «تركيزهم الآن يقوم على وقف فوري لإطلاق النار في دارفور كمسألة إجرائية، وأنه سيلتقي بكل الفصائل المسلحة لإقناع الجميع، تمهيدا لمفاوضات، وتحويل المسارات المتعددة التي تقوم بجهود للمساعدة في إيجاد حل للمشكلة، إلى مسار جامع لكل أطراف الأزمة للوصول إلى حل نهائي».

وأضاف المهدي أن المبعوث الأميركي سيلتقي بعدد من المسؤولين المصريين، وسيجري جولة في كل دول الجوار السوداني لعقد لقاءات مع المسؤولين فيها، مثلما التقى من قبل بمسؤولين في الحكومة السودانية وأحزاب المعارضة في السودان. وقال المهدي: «ما يدور الآن فرصة جيدة لخلق وحدة وطنية عبر تحول ديمقراطي يساعد في حل مشكلة دارفور»، مشيرا إلى أن حلها ممكن إذا توافرت الإرادة.

ولفت المهدي إلى أن حزب الأمة لديه حاليا مشروع حوار بينه وبين الحركة الشعبية لتحرير السودان، «يصب في خانة تحقيق اتفاق وطني حول كل ما يتعلق بقضايا السودان، لإيجاد سلام شامل وتجاوز كل الأزمات إلى تواجه السودان». وحول موقف حزب الأمة من الانتخابات القادمة قال: «نحن في حزب الأمة حريصون على إجراء الانتخابات، ولدينا مصلحة في إقامتها، لأننا رفضنا المشاركة في الحكومة إلا عبر انتخابات حرة ونزيهة». وأشاد المهدي بالجهود التي تقوم بها مصر، وسعيها للمساهمة في حل مشكلات السودان، مشيرا إلى أن «ما تقوم به مصر حاليا سيكون في مصلحة السودان».