من المتوقع أن يقوم الرئيس التركي عبد الله غل بزيارة رسمية إلى سورية منتصف مايو (أيار) المقبل. وقالت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن الوفد المرافق سيكون من كبار الموظفين في الحكومة التركية، في مختلف المجالات، لإجراء محادثات تتعلق بتطوير التعاون بين البلدين في زيارة ستستمر لثلاثة أيام، سيتم خلالها البحث في عدة مواضيع، كالعلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، لا سيما عملية السلام في الشرق الأوسط. ومن المنتظر التوقيع على مذكرات تفاهم لتعزيز الاتفاقيات الموقعة بين البلدين في المجالات الاقتصادية والسياحية والاستثمارية والثقافية.
وتأتي الأنباء عن هذه الزيارة بعد إعلان الجيش التركي الاثنين الماضي إجراء أول مناورات عسكرية مشتركة بين البلدين على الحدود المشتركة «بهدف تعزيز العلاقات بين قواتهما البرية» بحسب بيان صادر عن الجيش التركي الذي قال إن «هدف التدريب هو تعزيز الصداقة والتعاون والثقة بين القوات البرية في الدولتين وزيادة قدرة قوات الحدود على التدريب والعمل معا». وفيما لم يعلن في دمشق عن هذه المناورات ولم يصدر أي تعليق على إعلان الجيش التركي عنها، وبالتزامن مع إجراء المناورات يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين قام وزير الدفاع السوري العماد حسن تركماني بزيارة إلى تركيا استمرت ثلاثة أيام تمت خلالها اتفاقية للتعاون الفني العسكري في مجالات الصناعات الدفاعية وتبادل المعلومات الفنية والعلمية، كما قام الوزير السوري بالاطلاع على بعض أجنحة معرض الصناعات العسكرية الدولي التاسع «ايديف2009» في اسطنبول.
وتركيا التي ترتبط بعلاقات جيدة مع كل من سورية وإيران وإسرائيل وأوروبا قالت إن «الاتفاق الذي وقعته أنقرة ودمشق سيضع الإطار القانوني للتعاون مستقبلا في مجالات الصناعات الدفاعية ويزيد من الاتصالات بين وزارتي دفاع البلدين». بحسب تصريحات الرائد التركي بيازيت كاراتاس. وكانت إسرائيل قد عبرت رسميا عن قلقها من المناورات المشتركة واعتبر وزير دفاعها إيهود باراك بأنها «تطور مقلق» لكنه أكد أن «العلاقات الاستراتيجية مع تركيا ستتغلب حتى على حاجة تركيا للمشاركة في هذه المناورات»، وأشار إيهود باراك وزير الدفاع الإسرائيلي أنه سوف يدرس هذا الأمر مع الجانب التركي.