المكسيك تبدأ إقفالا تاما.. ومنظمة الصحة العالمية واثقة من إيجاد لقاح فعال خلال الأشهر المقبلة

تسجيل أول حالات عدوى بين الأفراد خارج القارة الأميركية في بريطانيا وألمانيا

طرقات خالية في نيومكسيكو مع اعلان المكسيك بدء 5 أيام اقفال تام (أ.ف.ب)
TT

بعد يوم على رفع منظمة الصحة العالمية مستوى الإنذار من تحول أنفلونزا الخنازير (أتش 1 أن 1) إلى وباء عالمي إلى الدرجة الخامسة على مستوى من 6 درجات، ارتفع عدد الحالات المؤكدة حول العالم إلى 331 حالة، بينهم 156 في المكسيك و109 في الولايات المتحدة، أي أكثر بمائة حالة على الأقل أكثر من اليوم السابق. وجاء ذلك في وقت اعترفت فيه المنظمة أن اللقاحات المتوافرة حاليا لا تقي ضد المرض، إلا أنها أكدت ثقتها في أنها قادرة على تطوير لقاح ضد المرض خلال الأشهر القليلة المقبلة. وقالت ماري بول كيني، مديرة مبادرة المنظمة لأبحاث اللقاحات: «لا شك لدينا إمكانية وضع لقاح خلال فترة قصيرة نسبيا»، مضيفة أن الأمر قد يستغرق ما بين أربعة إلى ستة أشهر. وبدأت مكسيكو سيتي أمس إقفالا تاما لكل المرافق الحيوية للمدينة يستمر مبدئيا خمسة أيام، في محاولة لوقف انتشار المرض بشكل سريع، في وقت سجلت فيه أولى حالات لانتقال المرض بين الأفراد خارج القارة الأميركية، إذ أعلن في بريطانيا وألمانيا تسجيل انتقال العدوى داخل البلدين من أشخاص مصابين قدموا مؤخرا من المكسيك. كما سجلت أول حالة عدوى بالمرض في القارة الآسيوية، (إضافة إلى إسرائيل)، في جزيرة هونغ كونغ. وأشار بيان حكومي إلى أن المصاب شخص مكسيكي وصل إلى هونغ كونغ عبر شانغهاي في الصين.

وفرضت السلطات في هونغ كونغ حجرا صحيا على الفندق الذي كان ينزل به الشخص المصاب ومنعت نزلاء الفندق من مغادرته في الوقت الحالي مع ثبوت إمكانية انتقال المرض من شخص لآخر.

كذلك أعلن مجلس الصحة الوطني في الدنمارك إصابة امرأة عائدة من نيويورك بأنفلونزا الخنازير، في أول حالة مؤكدة من الإصابة بالمرض في دول شمال أوروبا. وكانت الدنمارك أعلنت عن إخضاع 28 مريضا مشتبها بإصابتهم بالفيروس للمراقبة في المستشفيات بعد عودتهم من المكسيك والولايات المتحدة. لكن الفحوص جاءت سلبية.

وأعلنت حكومة اسكوتلندا أول إصابة مؤكدة بأنفلونزا الخنازير من خلال انتقال العدوى داخل بريطانيا، في حين ارتفعت الإصابات فيها إلى عشر. والمريض الجديد في الرابعة والعشرين من عمره، وكان على احتكاك مباشر مع زوجين تأكدت إصابتهما بالفيروس في وقت سابق هذا الأسبوع بعد عودتهما من شهر العسل في المكسيك. وقالت السلطات إنه كان يلعب كرة القدم مع الزوج المصاب. وخرج الزوجان من المستشفى الخميس الماضي بعد خمسة أيام في الحجر الصحي.

وفي الوقت نفسه تقريبا، أكدت وزارة الصحة البريطانية إصابة مؤكدة جديدة بالمرض في شمال غرب البلاد، ليرتفع عدد الحالات في إنجلترا إلى سبع، بالإضافة إلى الإصابات الثلاث في اسكوتلندا، بينما هناك 230 حالة مشتبها بها.

وفي ألمانيا، ذكرت مصادر الصحة المحلية في ولاية بافاريا، جنوبي البلاد، تسجيل إصابة سيدة بالمرض، لم تزر المكسيك ولكنها أصيبت بالعدوى من شخص آخر. وأشارت المصادر إلى تحسن صحة السيدة التي تعد رابع حالة إصابة في ألمانيا بالفيروس. وفي المكسيك، توقفت مظاهر الحياة العادية بالنسبة لكثير من الأسر في مكسيكو سيتي. فقد أغلقت المدارس والمطاعم ودور السينما وألغيت الاحتفالات بالمناسبات العامة، في خطوات تنذر بأيام طويلة مملة، الأمر الذي يمثل تحديا للآباء والأمهات والأطفال على السواء. وأودى الفيروس حتى الآن بحياة ما يصل إلى 176 شخصا في المكسيك، واعتبارا من أمس توقفت المكاتب الحكومية والشركات الخاصة غير المهمة بدرجة كبيرة بالنسبة للاقتصاد. وستضر الإجراءات التي اتخذت لمحاربة تفشي الأنفلونزا بالاقتصاد المكسيكي الذي يعاني بالفعل من ركود، خاصة إذا استمرت الأزمة لأسابيع أو أشهر. وأعلن السفير الصيني لدى المكسيك ين هنجمين، أن الصين أرسلت إمدادات طبية إلى المكسيك للمساعدة في مكافحة تفشٍ للأنفلونزا. ووصلت الشحنة البالغة قيمتها ثلاثة ملايين دولار بالطائرة أمس، وتشمل ملايين من الأقنعة الواقية و80 جهازا للكشف بالأشعة تحت الحمراء يمكن استخدامها لكشف المصابين بالحمى بين المسافرين لدى مرورهم في المطارات ومحطات الحافلات. وقال وزير الصحة المكسيكي خوسيه آنخيل كوردوبا إنه تشجع بعد تراجع عدد الأشخاص الذين يدخلون المستشفيات إثر ظهور أعراض المرض عليهم. وقال مسؤولون أميركيون أمس إنهم أرسلوا معدات اختبار إلى المكسيك للسماح للخبراء هناك بفحص المرضى بسرعة أكبر لمعرفة ما إذا كانوا أصيبوا بالأنفلونزا الذي أطلقت عليه وسائل الإعلام اسم «أنفلونزا الخنازير» وذلك بدلا من إرسال العينات إلى معامل في ولاية أتلانتا الأميركية أو وينيبيج في كندا وانتظار النتائج.

وتستمر معظم دول العالم في اتخاذ الخطوات الاحترازية منعا لوصول المرض إليها، وقد أعلن «المرصد الوطني للأمراض الجديدة والمستجدة» في تونس أمس، وضع أجهزة القياس الحراري في أبرز مطارات تونس تحسبا لتسرب فيروس أنفلونزا الخنازير إلى البلاد. وقال المرصد «يأتي الإجراء بعد إعلان منظمة الصحة العالمية احتمال رفع الإنذار الصحي العالمي إلى الدرجة السادسة، وهي الدرجة القصوى، ما يعني تحول أنفلونزا الخنازير إلى وباء عالمي». ولا يزال قرار مصر بذبح كل الخنازير التي لديها، والتي يبلغ عددها نجو 350 ألف رأس، في تفاعل، إذ انتقدت نجمة السينما الفرنسية السابقة والمدافعة عن حقوق الحيوانات بريجيت باردو بشدة قرار مصر، معتبرة أن الحكومة المصرية أظهرت بذلك «جبنا إلى أقصى حدود». وقالت باردو في رسالة إلى الرئيس المصري حسني مبارك تلقت وكالة «فرانس برس» نسخة عنها: «استغلال حالة الهلع في العالم بسبب انتشار الأنفلونزا المكسيكية التي لا علاقة لها بالحيوانات لشن حملة للقضاء على قطعان الخنازير التي يقوم بتربيتها فقراء في مصر، يعد عملا جبانا إلى أقصى حدود».