غل وأردوغان يبحثان مع الصدر العملية السياسية في العراق

في أول ظهور علني له منذ 2007.. وبغداد: لا علاقة بالزيارة

رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان لدى استقباله الزعيم الشيعي مقتدى الصدر بأنقرة أمس (رويترز)
TT

في أول ظهور علني له منذ مغادرته العراق عام2007، توجه الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر إلى تركيا انطلاقا من إيران التي يقيم فيها منذ ذلك الحين لبحث عدد من القضايا التي تهم مستقبل العراق.

وتباحث مقتدى الصدر أولا مع رئيس الحكومة التركية، ثم استقبل على انفراد من قبل الرئيس غول في مقر إقامته، غير أنه لم تصدر أي تصريحات إثر هذه المباحثات، التي حضرها أيضا ممثل الخارجية التركية الخاص للعراق مراد اوشيليك.

وقال قيادي في التيار الصدري لـ«الشرق الأوسط»، إن الصدر توجه إلى تركيا لبحث العلاقات مع تركيا والأوضاع في العراق برفقة وفد كبير من قيادات التيار إضافة إلى أعضاء في البرلمان العراقي من الكتلة الصدرية، الذين توجهوا إلى أنقرة للقاء زعيمهم هناك بعد انقطاع دام نحو عامين. ويقيم الصدر حاليا في مدينة قم الإيرانية بغية إكمال دراسته الدينية لنيل درجة مرجع، وهي أعلى درجة دينية في الفقه الشيعي تؤهله للإفتاء. ويروم الصدر الحصول على تلك الدرجة العام المقبل، في خطوة فسرها البعض بأنها تأتي لمنافسة المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني.

وقال الدكتور حامد الحدراوي، مدير إعلام الهيئة السياسية للتيار الصدري وأحد مرافقي الزعيم الشيعي في زيارته إلى أنقرة «إن زيارة الصدر إلى دولة تركيا هي زيارة رسمية لمناقشة العملية السياسية وكل ما يصب في خدمة الشعب العراقي مع المسؤولين الأتراك».

وأضاف الدكتور الحدراوي في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» من أنقرة «أن مقتدى الصدر سيلتقي الرئيس التركي عبد الله غل ورئيس الوزراء التركي إضافة إلى بعض اللقاءات الأخرى مع مسؤولين آخرين»، مؤكدا «أن الوفود الرسمية التي رافقت الصدر هي من الهيئة السياسية وأعضاء البرلمان من الكتلة الصدرية».

وكان الصدر قد جمد نشاطات ميليشيا جيش المهدي الموالية له في 2007 إثر أعمال عنف اندلعت خلال إحدى المناسبات التي يحتفل خلالها الشيعة، وقتل نحو 50 شخصا في أعمال العنف التي ألقيت المسؤولية فيها على ميليشيا جيش المهدي، فيما توارى الصدر عن الأنظار. إلى ذلك، قال محمد الحاج، وكيل وزارة الخارجية العراقية، إن «زيارة السيد مقتدى الصدر هي تحرك خاص به ولا تمثل الحكومة العراقية أو وزارة الخارجية فيها»، وأشار في تصريح لـ«الشرق الأوسط» «إلى احتمالية أن يكون السيد مقتدى الصدر يقوم بزيارات لدول الجوار مثل إيران وتركيا والسعودية في إطار تطوير علاقات تياره مع هذه الدول، وهي تخرج عن إطار الزيارات الرسمية، وأن للتيار أجندة خاصة به لا علاقة للحكومة بها». وكان الصدر قد زار دولا في المنطقة مثل المملكة العربية السعودية ولبنان والكويت غير أنها تعد الزيارة الأولى لتركيا. وكان وفد من التيار الصدري قام قبل ستة أشهر بزيارة إلى أنقرة قد يكون مهد خلالها لزيارة الصدر. وتسعى تركيا إلى إجراء اتصالات مع جميع المكونات الدينية والقومية في العراق حرصا منها على الاستقرار في جارها الجنوبي. وكانت العلاقات قد توترت بين أنقرة وبغداد بشأن مقاتلي حزب العمال الكردستاني التركي المحظور المتمركزين في شمال العراق الذي ينطلقون منه لشن هجمات في تركيا. وأصبح الرئيس التركي، عبد الله غل، أول رئيس لتركيا يزور العراق خلال 33 عاما في مارس (آذار) سعيا لتحسين العلاقات.