استمرار المعارك بين القوات الباكستانية وعناصر طالبان في وادي سوات

المدنيون يفرون.. والمسلحون نهبوا 3 مصارف تجارية

هاربة من جحيم الحرب في وادي سوات بين القوات الباكستانية وعناصر «طالبان»، تطل من فتحة خيمة في منطقة ماردان على بعد 100 كيلومتر من العاصمة إسلام أباد (رويترز)
TT

هاجمت قوات باكستانية مقاتلي حركة طالبان في وادي سوات بنيران المدفعية والطائرات الهليكوبتر، أمس، بعد أن دعت الولايات المتحدة الحكومة إلى توضيح التزامها بمحاربة التشدد. وأثار توسع نفوذ طالبان في باكستان، التي تتمتع بقدرة نووية، القلق بالداخل والخارج وسيكون أيضا نقطة رئيسية تثار عندما يلتقي الرئيس الأميركي باراك أوباما مع نظيره الأفغاني ونظيره الباكستاني في واشنطن في وقت لاحق من أمس.

وانهار اتفاق سلام أبرم في فبراير (شباط) لإنهاء أعمال العنف التي تشنها حركة طالبان في وادي سوات، وفر الآلاف من مينجورا البلدة الرئيسية في المنطقة أمس، بعد أن قال مسؤول حكومي إنه من المتوقع أن يندلع قتال هناك. وسيطر المتشددون على العديد من المباني الحكومية المهمة في البلدة الواقعة على بعد 130 كيلومترا شمال غربي إسلام آباد واتخذوا مواقع لهم على الأسطح. وفي حين أبقى حظر تجول الناس بعيدا عن الشوارع، شنت القوات الحكومية هجمات في البلدة وحولها بما في ذلك هجوم على منجم للزمرد سيطرت عليه طالبان. وقال متحدث عسكري إن قوات الأمن هاجمت مواقع للمتشددين عند منجم للزمرد وتستخدم أيضا الطائرات الهليكوبتر العسكرية لطرد المتشددين من مينجورا. ورفض مسؤول عسكري، طلب عدم نشر اسمه، التكهنات بأن الاشتباكات تشير إلى هجوم كبير وشيك في وادي سوات، إلا أن السكان قالوا إنهم رأوا جنودا ينقلون إلى المنطقة، كما صرح مسؤول حكومي بأن التعزيزات بدأت تصل. وصرح وزير الإعلام الإقليمي ميان افتخار حسين، أول من أمس (الثلاثاء) بأن السلطات تشير إلى أن 500 ألف شخص قد يفرون من وادي سوات. وفر عدد مشابه بالفعل من القتال في أجزاء متفرقة بشمال غرب البلاد منذ أغسطس (آب) مما يزيد العبء على اقتصاد دعمه قرض من صندوق النقد الدولي حجمه 7.6 مليار دولار. ومن المقرر أن يجتمع الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري مع الرئيس الأميركي باراك أوباما والرئيس الأفغاني حميد كرزاي لإجراء محادثات تتعلق بتنامي تهديد المتشددين في المنطقة. وأعمال العنف وتوسع نفوذ طالبان أثارا الشكوك بشأن قدرة الحكومة المدنية التي انتخبت العام الماضي على التصدي للمتشددين.

وذكر ريتشارد هولبروك المبعوث الأميركي الخاص لأفغانستان وباكستان في إفادة أمام الكونغرس أول من أمس: «ينبغي أن تظهر باكستان التزامها بالقضاء على (القاعدة) والمتطرفين الذين يستخدمون العنف داخل حدودها». وتحرك باكستان ضد جيوب المتشددين على الحدود الأفغانية أمر حيوي بالنسبة لجهود تحقيق الاستقرار في أفغانستان. وقال بعض سكان مينجورا إنهم يواجهون تراجعا في إمدادات الغذاء ويشعرون بحاجة ملحة للخروج من المنطقة. وقال جول نظير العامل بمتجر للبقالة «نشعر بالخوف ونريد الخروج بأسرع وقت ممكن ولكننا غير قادرين على ذلك بسبب حظر التجول... بدأ الطعام ينفد ولا نعلم ما يمكن أن نفعله». وتأثرت الأسهم الباكستانية في الجلسات الأخيرة من جراء القلق إزاء الأمن، إلا أن المؤشر الرئيسي ارتفع بنحو اثنين بالمائة في المعاملات الخفيفة في الصباح. وأدى اتفاق السلام في وادي سوات الذي وافقت السلطات بموجبه على مطلب طالبان بتطبيق الشريعة هناك إلى اتهامات من منتقدين في الداخل والخارج بأن الحكومة ترضخ للتشدد. ورفضت حركة طالبان التخلي عن سلاحها وتقدمت الشهر الماضي صوب منطقة بونير الواقعة على بعد نحو مائة كيلومتر فقط من شمال غربي إسلام آباد ومنطقة أخرى متاخمة لسوات. ومع تزايد القلق شنت قوات الأمن هجوما لطرد المتشددين من بونير ومنطقة أخرى في 26 أبريل (نيسان). ووفقا للجيش فإن نحو 180 متشددا قتلوا رغم أنه ليست هناك تأكيدات مستقلة. وفي محادثات واشنطن سيعرض أوباما على زرداري وكرزاي استراتيجيته من أجل التغلب على تنظيم القاعدة. وسيؤكد زرداري أن حكومته تسير في المسار الصحيح وأنها بحاجة للمساعدة. كما يواصل الجيش عملياته في مينجورا حيث الوجود الكثيف للمسلحين الذين نهبوا ثلاثة مصارف تجارية. وصرح مسلم خان، المتحدث باسم طالبان، لصحيفة «ذا نيوز» الصادرة بالانجليزية، أن مقاتلي الحركة يسيطرون على 90% من مناطق وادي سوات وعلل تحركات الحركة بأنها رد «لانتهاك الجيش لاتفاق السلام». وفر الآلاف من مينجورا أمس قبل إعلان السلطات فرض حظر تجوال غير محدد المدة، كما أن عملية النزوح مستمرة في مناطق أخرى من الوادي.