الرئيس الأفغاني يأمر بفتح تحقيق في ضحايا الغارات الأميركية من المدنيين

تداعيات الحادث تخيم على لقاء كرزاي مع أوباما

TT

أمر الرئيس الأفغاني حميد كرزاي بفتح تحقيق في التقارير التي تفيد بوقوع ضحايا مدنيين في غارة أميركية غرب أفغانستان، حيث قال برلمانيون أفغان واللجنة الدولية للصليب الأحمر امس إن عشرات القرويين فقدوا حياتهم في العملية. وقالت المتحدثة باسم الصليب الأحمر جيسيكا باري لوكالة الأنباء الألمانية: «ذهبت فرقنا إلى القرى مساء أول من أمس ورأت عشرات الجثث، من بينها جثتا امرأة وطفل». وقد تعرض العديد من المنازل للتدمير ومن بين هؤلاء الذين قتلوا في الغارات متطوع في تقديم المساعدات في الصليب الأحمر الشريك الوطني للجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي في أفغانستان الذي لقي حتفه مع 13 آخرين من أفراد أسرته. وقال برلمانيون أفغان وسكان في منطقة بالا بولوك في إقليم فرح غرب أفغانستان إن أكثر من 100 مدني لقوا حتفهم في غارات شنتها طائرات حربية بقيادة الولايات المتحدة على قرية جيراني بالمنطقة. واندلعت الاشتباكات مساء أول من أمس بعد أن قام مسلحو حركة طالبان بقتل ثلاثة قرويين بتهمة التجسس لصالح قوات أجنبية بالإضافة إلى عدد آخر من ضباط الشرطة. وقال البرلماني عن إقليم فرح محمد موسى نصرات: «بناء على تقارير تلقيناها في البرلمان من سكان محليين ومسؤولين إقليميين اليوم لقي أكثر من 100 قروي بينهم نساء وأطفال حتفهم». وقال عبيد الله هلالي وهو برلماني آخر عن إقليم فرح إن حصيلة القتلى مرشحة للارتفاع «لأن العديد من الأشخاص لا يزالون تحت أنقاض المنازل المدمرة ويحاول الناس انتشالهم بواسطة الجرارات». وأمر كرزاي ـ الذي يقوم حاليا بزيارة إلى الولايات المتحدة ـ وزارة الداخلية الأفغانية والسلطات الإقليمية بالتحقيق في وفيات المدنيين في العملية الأخيرة وفقا لبيان أصدره القصر الرئاسي. ووصف كرزاي مقتل المدنيين بأنه أمر «غير مبرر وغير مقبول» وقال إنه سيناقش القضية مع الرئيس الأميركي باراك أوباما خلال اجتماعهما المقرر أمس. يذكر أن الخسائر المدنية خلال العمليات ضد حركة طالبان أصبحت قضية حساسة في أفغانستان. وناشد الرئيس الأفغاني في مرات متعددة قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) تجنب وفيات المدنيين خلال عملياتها، واعترف أن مطالبه المتكررة تسببت في توتير علاقاته مع بعض الدول الغربية التي لها وجود عسكري في البلاد.

من جهتها قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أمس إن عشرات الأشخاص بينهم نساء وأطفال قتلوا في ضربات جوية قادتها الولايات المتحدة، مؤكدة بذلك فيما يبدو واقعة ربما تخيم على اجتماع بين الرئيسين الأميركي والأفغاني.