مئات من بدو سيناء يوقعون وثيقة جديدة لإنهاء العنف ويطالبون بالإفراج عن المعتقلين

نددوا بمحاولات حزب الله زعزعة الاستقرار بمصر

TT

أعلن المئات من بدو سيناء موافقتهم على وثيقة جديدة لإنهاء الخلافات ونبذ ظاهرة العنف بين القبائل واعتبار القضاء العرفي هو المرجع الأساسي لحل كل الخلافات التي قد تنشأ بين القبائل، بينما طالبوا خلال مؤتمر حاشد، بضرورة الإفراج عن جميع المعتقلين، ونددوا بمحاولات حزب الله لزعزعة استقرار مصر.

ووقع مشايخ وعواقل سبع قبائل بدوية على الوثيقة الجديدة التي حملت اسم «حلف» أو «تجديد علم» بين القبائل وتضمنت مقدمتها «حلف ما بين القبائل.. عليه عهد الله المتين اللي ما به تلين».

ووقعت هذه القبائل هي الترابين والأحيوات والحويطات والعزازمة وبلي والسواركة والفؤادية، على الوثيقة خلال المؤتمر الذي نظمه مجلس قبائل وسط سيناء برئاسة عبد الله جهامة عضو البرلمان المصري الأسبق ورئيس مجلس قبائل وسط سيناء، وحضره نحو 800 إضافة إلى مشايخ وعواقل ورموز القبائل السبعة التي تقيم بمناطق وسط سيناء وفي القرى والتجمعات الحدودية إلى جانب عدد من مشايخ القبائل ومواطني المحافظة، والقيادات السياسية والشعبية والتنفيذية.

وسبق المؤتمر عدة جلسات فردية لكل قبيلة (وهي ما يطلق عليها المخلاوية) ثم لقاءات ثنائية بين قبيلة وأخرى متحالفة معها وهي فعاليات ضرورية قبل انعقاد المؤتمر العام بحضور ممثلي جميع القبائل.

وتضمنت مقدمة الوثيقة «كل خمسة بخمستها في المال والنفس، وناقص شهود وأرد الزيود» أي أن كل قبيلة بكافة عشائرها وعائلاتها وأقسامها متضامنة في التنفيذ بالمال والأفراد وكل ما لها، وسط شهود عليها وأن من يخالف ذلك ويخرج عن إجماع القبيلة يعرض نفسه للغرامة المشددة.

وتضمنت أيضا: «الوثيقة تجديد علم بين القبائل على الخمسات، وهذه الوثيقة ما أحد ينقضها حتى تجف البحور وينبت في الكف الوبور».

أي أنها لتأكيد علم القبائل بها حيث سبق عقد اتفاقيات ووثائق أخرى يستمر العمل بها، وهي غير قابلة للنقض أو المخالفة حتى لو جفت البحور من مياهها ونبت في كف اليد شعور مثل وبر الإبل.

وقال عبد الله جهامة رئيس مجلس القبائل في كلمته أن المؤتمر يؤكد «أن الاعتصام قوة وأن قيم وعادات أبناء البادية تمنع أي ظواهر عنف». وأضاف «أن اللجوء إلى العرف الصحيح الذي يتمشى مع الشرعية والدين الإسلامي هو الأسلوب الأمثل لحل جميع المشاكل سواء القديمة أو التي بدأت تظهر على السطح من جديد».

ودعا ممثلو جميع القبائل إلى أن يتناقشوا في ما بينهم لإقرار وثيقة الالتزام وهي وثيقة تدعو لأن يلتزم كل شيخ قبيلة بخمسته (أي الالتزام بكل فرد في القبيلة حتى الجد الخامس). وتابع القول «تم توزيع الوثيقة التي تلتزم بها جميع الأطراف وأن هذا الالتزام سيقطع الطريق أمام أي خارج عن القانون».

وألقى كل من شيوخ القبائل كلمة أكد فيها التزام قبيلته الكامل بنبذ أي ظاهرة للعنف وخاصة توثيق وخطف السيارات باسم العرف. وقال موسى الدلح منسق المؤتمر إن أبناء بادية سيناء هم حراس بوابة مصر الشرقية منذ قديم الأزل، وأنهم سيظلون كذلك.

وأدان المهندس الكاشف محمد الكاشف عضو مجلس الشعب السابق بشدة الأعمال التي حاول حزب الله تنفيذها من أجل زعزعة أمن واستقرار مصر، مؤكدا أن أبناء البادية «دائما يبلغون عن أي غريب يدخل إلى منطقتهم.. حتى يغلقوا الطريق على كل من تسول له نفسه بالعبث بأمن واستقرار مصر».

وقال إبراهيم رفيع عضو مجلس الشعب السابق عن جنوب سيناء وأحد مشايخ القبائل أنه لابد من الالتزام بالعرف الذي عرفه الأجداد والآباء وساروا عليه وليس العرف المبتكر من خطف السيارات تحت تهديد السلاح، مؤكدا أن من يفعل ذلك هم قلة لا تذكر من أبناء البادية، ولا تمثل البدو على الإطلاق.

والوثيقة الجديدة سيتم تعميمها على بقية القبائل لتكون منهجا لحل المشاكل والخلافات ومنع تطورها بين القبائل، وهو تفعيل للعرف الحقيقي والسلوك القويم الذي تعارف عليه الناس.

وتتضمن الوثيقة التي تم وضعها أنه في حالة وجود خلافات بين القبائل يتم التعامل بالعرف والقواعد الثابتة، ومن خلال الأطر المشروعة في القضايا الفرعية بين أبناء القبيلة أو القبائل الأخرى أو بين القبائل البدوية وعائلات الحضر وخاصة تلك القضايا التي لا تمس سيادة الدولة وتزيح العبء عن كاهل القضاء وتحتاج إلى حلول عاجلة.

وأن يتم اختيار لجنة من عواقل ومشايخ القبيلة وأهل الأمانة والثقة للسعي بكافة الطرق القانونية والشرعية لحل جميع المشاكل العالقة والموجودة بشكل يرضي كافة الأطراف.

وتضمنت الوثيقة أيضا المحافظة على العلاقات الطيبة وحسن المعاملة والنقاش، وحقوق الدولة في بسط نفوذها وفرض الأمن وسيادة القانون على الجميع وتجنب كل ما من شأنه إثارة النزاعات والخلافات القائمة في القبيلة أو التي فيما بينها وبين القبائل الأخرى من دون أن يتخلى أحد عن مسؤوليته أو الكبير عن دوره ووضع كافة الشروط والآليات التي تكفل تحقيق ذلك.

وطالب مشايخ وعواقل القبائل بإسقاط الأحكام كافة التي صدرت غيابيا عن أبناء البادية لاسيما أن العديد منهم، زج بأسمائهم من دون التحري أو التأكد من فعل أي جريمة مما نتج عنه هروب مئات الأبرياء وسط الصحراء والجبال من دون أي ذنب اقترفوه.

وفى نهاية المؤتمر نحرت الذبائح وأعدت وليمة شارك فيها الجميع.. تأكيدا على استمرار أواصر المحبة والتآخي بين جميع أبناء القبائل، والالتزام بتنفيذ الوثيقة.. وهو تقليد بين أبناء القبائل البدوية بسيناء بتناول الطعام مع بعضهم البعض.. مما يدل على التزامهم بكل ما جاء بالوثيقة والعمل على تنفيذها.