مقتل وإصابة نحو 50 شخصا بانفجار شاحنة في سوق شعبي ببغداد

اغتيال عنصر في «الجرائم الكبرى».. وتفجير أنبوب للنفط قرب كركوك

رجل إطفاء عراقي يخمد حريقا اندلع لدى انفجار سيارة ملغومة في حي الكرادة ببغداد أمس (إ.ب.أ)
TT

قالت الشرطة العراقية ان شاحنة ملغومة قتلت عشرة وجرحت 37 لدى انفجارها امس في سوق لبيع الخضر بالجملة بجنوب بغداد، فيما أعلن مصدر في شركة «نفط الشمال» ان مسلحين فجروا انبوبا ناقلا للنفط الخام يربط احد الابار بحقل «باي حسن»، اكبر حقول النفط شمال غرب كركوك.

وزرعت القنبلة في شاحنة صغيرة وهز الانفجار حي الدورة الذي تقطنه غالبية سنية نحو الساعة السابعة صباحا حين كان التجار قد انتهوا للتو من تسليم بضائعهم الواردة من الريف. وكان حي الدورة مثله مثل أحياء أخرى في العاصمة العراقية يخضع بالكامل لسيطرة مقاتلي القاعدة السنة قبل ان يضعفهم تحالف القوات الاميركية والعراقية مع رجال مجالس الصحوة العشائرية السنية.

وتملكت مشاعر الصدمة السكان الذين تجمعوا حول حطام الشاحنة المحترقة واثار الدماء. ووقف البعض يحدق في صمت بينما صاح اخرون في غضب. وصاح رجل قائلا «القنبلة قتلت ناسا عاديين.. بقالين ومزارعين. ما ذنبهم؟». وأشار الى ان الشرطة حذرت اليوم السابق من انها تتوقع هجوما بقنبلة في المنطقة. وقال صارخا «لو كان هذا صحيحا لماذا لم يوقفوا الشاحنة عند البوابة ويستخدموا أجهزة الكشف عن القنابل»، حسبما أوردته وكالة رويترز. وقال مكتب اللواء قاسم موسوي المتحدث باسم الامن في بغداد ان الشرطة العراقية أبطلت مفعول قنبلة اخرى في نفس المنطقة. وذكر شهود عيان يعملون في المكان لوكالة الصحافة الفرنسية ان سائق شاحنة صغيرة اوقفها في الجهة المقابلة للسوق قبل ان يبتعد. واضافوا ان قوة الانفجار قذفت الشاحنة الصغيرة عدة امتار كما تسببت بالحاق اضرار مادية كبيرة واحتراق عدد من السيارات.

وقال تاجر اسمه حسين خالد «كان الانفجار شديد القوة وخلق حالة من الهلع». واضاف «انتشرت سحابة كثيفة من الدخان الاسود في المكان وفاحت رائحة الدماء (...) وتملكنا الخوف من وجود عبوة اخرى مما دفعنا الى الانتظار بضع دقائق قبل ان نتحرك لاخلاء الاصابات». من جهته، اكد مصدر طبي في مستشفى اليرموك (غرب) انه تسلم جثث خمسة اشخاص و32 جريحا، جميعهم من الرجال من ضحايا الانفجار.

وكان العنف الطائفي قد تراجع بشدة لكن سلسلة من التفجيرات التي وقعت في الاسابيع القليلة الماضية أثارت تساؤلات بشأن المكاسب الامنية مع استعداد القوات الاميركية القتالية للانسحاب من المدن العراقية الشهر القادم واستعداد العراق لاجراء انتخابات عامة. وقتلت الهجمات في شهر ابريل (نيسان) 290 مدنيا عراقيا وهو اعلى رقم منذ نوفمبر (تشرين الثاني). كما قتل 13 جنديا أميركيا في القتال في ابريل أيضا. وفي وقت سابق من الاسبوع قال الاميرال مايك مولن رئيس هيئة الاركان الاميركية المشتركة ان اعمال العنف الاخيرة في العراق لن تغير على الارجح الخطة الاميركية لسحب كل القوات القتالية الاميركية من العراق اواخر الصيف القادم. وبموجب اتفاق امني ثنائي تسحب الولايات المتحدة كل قواتها من العراق بحلول نهاية عام 2011. وفي هجوم اخر، قتل شرطي يعمل في شرطة الجرائم الكبرى على يد مسلحين مجهولين اطلقوا النار عليه اثناء قيادة سيارته الخاصة على طريق القناة بالقرب من حي زيونة الراقي، وسط بغداد، طبقا لمصدر في الشرطة.

الى ذلك، قتل شخص واصيب اربعة اخرون بجروح بانفجار سيارة مفخخة ظهر أمس في شارع رئيسي في منطقة 52 وسط بغداد، وفقا لمصادر امنية. وفي كركوك، اعلن مصدر في شركة «نفط الشمال» ان مسلحين فجروا انبوبا ناقلا للنفط الخام يربط احد الابار بحقل «باي حسن»، اكبر حقول النفط شمال غرب المدينة.

وقال المصدر ان «المسلحين فجروا الخط الذي تتولى حمايته عناصر من الحرس الاهلي فجر الاربعاء (أمس) وسارعت فرق الاطفاء الى وقف الضخ واخماد الحريق». واضاف «اضطررنا الى وقف الضخ في 15 بئرا تزود الحقل بالنفط الخام»، مشيرا الى ان «الفرق الفنية ستباشر مهام اصلاح الانبوب خلال فترة ثلاثة ايام الى اسبوع». واكد ان «عملية التفجير لن تؤثر على عمليات تصدير النفط الخام الى تركيا لكنه سيؤثر في انتاج الشركة» مطالبا بضرورة نشر وحدات من الجيش العراقي لضمان امن الخط وعدم تفجيره من جديد.

يشار الى ان معدل انتاج شركة نفط الشمال يتراوح بين 650 الى 670 الف برميل يوميا. ويملك العراق احتياطيا مؤكدا يبلغ حجمه 115 مليار برميل في حين تشير تقديرات غير مؤكدة الى ان حجمه يتجاوز المائتي مليار برميل.