غيتس في ختام زيارة للسعودية: علاقة الرياض بواشنطن عامل في استقرار المنطقة

التقى بوزير الخارجية ورئيس الاستخبارات ومساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية

وزير الدفاع الأميركي يصافح ضباطا عسكريين خلال زيارته لقاعدة عسكرية قرب العاصمة السعودية (أ.ف.ب)
TT

اعتبر وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس أن علاقات بلاده بالسعودية أحد عوامل الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط. وجاء هذا الكلام من الوزير غيتس في ختام زيارة للرياض استمرت يومين توجه منها إلى أفغانستان. وأبلغت «الشرق الأوسط» مسؤولة في سفارة واشنطن في السعودية بأن وزير الدفاع الأميركي أجرى مباحثات مع 3 مسؤولين سعوديين، هم الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية، والأمير مقرن بن عبد العزيز رئيس الاستخبارات العامة، والأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية.

ولا تزال الولايات المتحدة تعول كثيرا على الدور السعودي في مكافحة الإرهاب. وقال الوزير غيتس بأن السعودية لا تزال شريكا مهما في حملة الولايات المتحدة الخاصة بمكافحة الإرهاب، وغير ذلك من القضايا.

وقام وزير الدفاع الأميركي بزيارة لقاعدة عسكرية تقع على مشارف العاصمة السعودية ـ طبقا لوكالة الصحافة الفرنسية ـ قبل ختام زيارته إلى السعودية التي بلغها قادما من مصر، في إطار مساعٍ أميركية تطمينية للرياض والقاهرة حول توجه الإدارة الأميركية الجديدة تجاه طهران.

وأكد الوزير الأميركي على متانة العلاقات بين بلاده والسعودية، معتبرا أنها عامل استقرار في الشرق الأوسط منذ أكثر من 60 عاما.

وخلال حديث غيتس لمسؤولين أميركيين عسكريين ومدنيين يعملون في قاعدة عسكرية على مشارف الرياض، ذكر بأن السعودية لم تتقدم بطلبات جديدة لشراء أسلحة أميركية، لافتا إلى السعي نحو إزالة ما وصفه بـ«عقبات بيروقراطية» للتسريع في تسليم أسلحة للرياض وغيرها من حلفاء بلاده.

ويعمل مسؤولون عسكريون أميركيون في السعودية على تأهيل قوة جديدة تابعة لوزارة الداخلية، يقدر عدد أفرادها بنحو 35 ألف عنصر، للقيام بمهام حماية البنى التحتية الرئيسية بشكل عام.

ولم تفصح مسؤولة أميركية تعمل في سفارة بلادها في الرياض عن فحوى المباحثات التي أجراها غيتس مع وزير الخارجية ورئيس الاستخبارات السعوديين، اللذين التقاهما وزير الدفاع الأميركي خلال هذه الزيارة. لكن المباحثات التي أجراها المسؤول الأميركي مع الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية تركزت حول النجاحات التي حققها برنامج الرعاية الخاص بإعادة تأهيل العائدين من غوانتانامو لدمجهم في المجتمع.

وقال الوزير غيتس قبل مغادرة السعودية إن المباحثات مع الأمير محمد بن نايف تناولت إمكانية «استفادة بعض المعتقلين اليمنيين من البرنامج».

ويعتقد وزير الدفاع الأميركي ملاءمة برنامج الرعاية للمعتقلين اليمنيين، الذي قال إنه يعتمد كثيرا على التقاليد السعودية. وقال غيتس للصحافيين: «تحدثت مع الأمير نايف عن انطباعاتنا الإيجابية بشأن برنامج الدمج والتأهيل المعتمد في السعودية».

وأضاف أن المباحثات تناولت إمكانية «استفادة بعض المعتقلين اليمنيين من البرنامج»، لكنه قال إنه لا يوجد لدى بلاده طلب محدد بشأن المعتقلين اليمنيين، غير أن أحد القريبين من هذا البرنامج الذي ساهم في إعادة تأهيل 117 سعوديا عائدا من غوانتانامو، قال لـ«الشرق الأوسط» إن إحدى الركائز التي يقوم عليها برنامج الرعاية هو البعد الاجتماعي، الذي يتطلب قرب عائلات العائدين من أبنائهم، وأشار قائلا: «هذا الأمر سيفقد في حال تأهيل أشخاص ليس لهم تواصل اجتماعي في السعودية، كما في حالة المعتقلين اليمنيين».

وكانت السعودية قد قبلت في وقت سابق من عام 2006 استعادة معتقل تركمانستاني من غوانتانامو ضمن إحدى الدفعات التي تسلمتها من المعتقل الأميركي، وذلك لاعتبارات تتعلق بوجود أهالي هذا المعتقل على الأراضي السعودية، حيث تم إلحاقه ببرنامج الرعاية في حينه.

وكان غيتس قال أول من أمس إن بين أهداف جولته الإقليمية التي شملت مصر والسعودية تهدئة المخاوف من أن واشنطن تعد «صفقة كبيرة» مع طهران قد تبعد واشنطن عن دول عربية مثل مصر والسعودية.

وقال غيتس عقب لقاء مع الرئيس المصري حسني مبارك في القاهرة الثلاثاء، إن واشنطن ستكون حذرة في تعاملها مع المسالة الإيرانية، مؤكدا أنه لا يوجد اتفاق وشيك بين واشنطن وطهران.

ووعد غيتس بأن واشنطن ستبقي حلفاءها على اطلاع بمحاولات الولايات المتحدة للدخول في حوار مع إيران بعد ثلاثة عقود من انقطاع العلاقات بين البلدين، مؤكدا أنه لن يتم إبرام أي اتفاق في السر. وقال: «سنبقي أصدقاءنا على اطلاع حول ما يحدث حتى لا يفاجأ أحد».

وقال غيتس، الثلاثاء: «أهم شيء نفكر فيه هو اتخاذ الإجراءات الضرورية مع شركائنا في المنطقة للحفاظ على أمنهم واستقرارهم، خصوصا في مواجهة الأعمال الإيرانية التخريبية».