الصومال يطلب من المجتمع الدولي الضغط على إريتريا لوقف تسليح المعارضة

«هيئة علماء الصومال» تبدأ اليوم فعاليات المؤتمر الثاني لمتابعة جهود المصالحة

TT

أعلن وزير الإعلام الصومالي فرحان علي محمود أن الخلاف بين حكومته وإريتريا وصل إلى مرحلة خطيرة، وطالب المجتمع الدولي بالتدخل والضغط عليها لمنعها من التدخل في الصومال عن طريق تسليح فصائل المعارضة. وقال وزير الإعلام الصومالي أنه يوجه شكوى إلى الأمم المتحدة والجامعة العربية والاتحاد الإفريقي وكافة المنظمات الإقليمية الأخرى للضغط على الحكومة الإريترية إلى وقف تدخلها في الشؤون الصومالية. وجاءت تصريحات وزير الإعلام الصومالي في سياق الحرب الكلامية بين الحكومة الصومالية الجديدة وإريتريا التي تحتضن مقر تحالف إعادة تحرير الصومال المعارض الذي يتزعمه الشيخ حسن طاهر أويس. وكان وزير الأمن الصومالي العقيد عمر حاشي آدم قد اتهم إريتريا قبل أيام بتوريد السلاح إلى الصومال لصالح فصائل المعارضة. وقال إن الحكومة الصومالية رصدت رحلتين من إريتريا إلى أحد المطارات بجنوب البلاد تم فيها إدخال شحنات من الأسلحة والذخيرة، الأمر الذي نفته الحكومة الإريترية وفصائل المعارضة الصومالية أيضا. وكشف وزير الأمن الوطني (معارض سابق) أن اريتريا لم تزود تحالف المعارضة أثناء الحرب بين القوات الإثيوبية والمقاومة الصومالية أي سلاح بحجة أن ذلك أمر غير ممكن لأن البحر مراقب والأجواء أيضا، والآن بدأت ترسل السلاح إلى المعارضة لزعزعة الاستقرار في الصومال. ورد وزير الإعلام الإريتري علي عبده بأن إريتريا لا تعترف بحكومة في الصومال وتقف بمسافة متساوية من الأطراف الصومالية كلها، وأن أسمرة لم تورد قطعة سلاح إلى الصومال، وأضاف أن الاتهامات الصومالية الموجهة إلى حكومته لا أساس لها من الصحة ولا تستحق التعليق عليها، وأضاف أن اريتريا لا تساند جهة معينة من الفرقاء الصوماليين، لكن جهات أخرى غير إريتريا تشعل الفتنة في الصومال بهدف فرض حكومة تابعة لها على الصوماليين. من جهته سخر وزير النقل الصومالي «علي جامع جينغلي» من تصريحات الوزير الاريتري بشأن عدم اعتراف إريتريا بالحكومة الصومالية، وقال إن الحكومة الصومالية لا تحتاج من اريتريا الاعتراف، كونها حكومة معزولة. وكان قادة الفصائل الصومالية المعارضة قد نفوا تلقي أسلحة من اريتريا واعتبروها مناورة سياسية من الحكومة، وقال عبد القادر حاج محمود «مساعد زعيم تحالف أسمرة الشيخ حسن طاهر أويس إن الاتهامات التي صدرت من الحكومة الصومالية ضد اريتريا ادعاءات كاذبة الهدف منها استدعاء تدخل أجنبي جديد في البلاد».

على صعيد آخر انطلقت اليوم في العاصمة مقديشو فعاليات المؤتمر الثاني لـ«هيئة علماء الصومال» بمشاركة عشرات من العلماء الصوماليين في الداخل وفي الخارج. وقال رئيس هيئة علماء الصومال الشيخ بشير صلاد إن المؤتمر يهدف إلى تقييم ومتابعة نتائج المؤتمر الأول الذي انبثقت منه هيئة العلماء الذي عقد في العاصمة منتصف فبراير (شباط) الماضي، وتفعيل الجهود الرامية إلى البتّ في الخلافات الدينية والأيديولوجية في الصومال، مشيرا إلى أنهم سيتخذون خطوات جديدة لمتابعة جهود المصالحة. ومن المتوقع أن يستمر هذا المؤتمر لمدة أسبوع وبعدها سيصدر المشاركون بيانا ختاميا يتضمن رؤية العلماء للقضايا العالقة والمستجدة في البلاد، مثل المصالحة بين الحكومة والمعارضة الإسلامية، وموقف العلماء من خرق البنود التي أصدروها خلال مؤتمرهم الأول من تدفق القوات الأجنبية والقتال المستمر وغيرهما. وكان المؤتمر الأول للعلماء قد أصدر عددا من التوصيات والقرارات من بينها الالتزام بحرمة دم المسلم، والابتعاد عن اقتتال داخلي بين فئات الشعب الصومالي، وإرجاع المسائل الخلافية إلى العلماء، وسحب القوات الإفريقية خلال 120 يوما، وعدم جلب قوات إضافية، وتطبيق الشريعة في البلاد، ولم تلتزم الحكومة والمعارضة أيضا هذه التوصيات. ويأتي هذا المؤتمر في وقت تشهد العاصمة مقديشو توترا أمنيا واتهامات متبادلة بين الحكومة والمعارضة، إضافة إلي اتهامات أخرى داخل الفصائل الإسلامية.