قراصنة صوماليون يخطفون سفينة ألمانية.. ويفرجون عن إماراتية

رؤية عربية لمكافحتها في اجتماع مجموعة الاتصال الدولية بالدنمارك

كينيون يلوحون لحاملة الطائرات الاميركية يو إس إس بوكسر أثناء عبورها قناة ليكوني في طريقها الى ميناء مومباسا من ضمن الجهود الدولية لمحاربة القرصنة في خليج عدن وقبالة سواحل الصومال (رويترز)
TT

لم يفلح الوجود العسكري الدولي المكثف في خليج عدن وعند القرن الأفريقي في وقف هجمات القراصنة على خطوط النقل البحرية. وأكد متحدث رسمي باسم البحرية الألمانية أمس عن نجاح القراصنة في خطف الناقلة )م.ف. فيكتوريا( على بعد 75 ميلا بحريا من السواحل اليمنية، رغم إبحارها ضمن قافلة بحرية كان من المفترض أن توفر القوات الدولية، بينها عدة فرقاطات ألمانية، الحماية اللازمة.

وتعود الباخرة، التي اختطفت مساء أول من أمس، إلى شركة ألمانية للنقل البحري، إلا أن حملة الجنسية الرومانية يشكلون معظم طاقم الملاحين الـ11 الذين يعملون عليها. وذكر المتحدث أن خطف الباخرة (م.ف. فيكتوريا) جرى بعد 3 محاولات أخرى فاشلة نفذها القراصنة للسيطرة على بواخر أخرى في المنطقة. ورجح المتحدث أن يكون القراصنة قد استغلوا عنصر المفاجأة في إنجاح العملية لأنهم تخلوا عن عادة تنفيذ هجماتهم في ساعات الفجر الأولى وفضلوا عليها الساعات الأولى من المساء.

وكشفت معلومات وحدة «أتلانتا» الأوروبية الخاصة بحماية النقل البحري في القرن الأفريقي أن (م.ف. فيكتوريا) كانت ضمن قافلة من عدة بواخر حينما فاجأها القراصنة بهجومهم، واعترف متحدث باسم القوة أن قافلة بواخر النقل سجلت طلب الحماية لدى «أتلانتا» إلا أنها اخترقت المناطق المحظورة قرب القرن الأفريقي دون رفقة فرقاطة للحماية.

وأشار المتحدث إلى أن فرقاطة تركية قريبة تلقت نداء الاستغاثة الذي أرسلته الباخرة الألمانية، إلا أن الاستغاثة وصلت في وقت جعل التدخل متعذرا. ومن المتوقع أن يكون القراصنة قد اقتادوا الباخرة تحت تهديد سلاح إلى ميناء صغير في شمال الصومال.

وكانت السلطات الألمانية أوقفت في الأسبوع الماضي عملية خاطفة لتحرير الناقلة «هانزا شتافنغر» من قبل قوة «ج.س.ج9» الخاصة في آخر لحظة، لأسباب وصفتها البحرية الألمانية بـ«الأمنية».

وفي نفس الوقت قال قراصنة صوماليون إنهم أفرجوا عن سفينة شحن مملوكة للإمارات العربية المتحدة خطفت في مطلع الأسبوع وهي في طريقها إلى مقديشو وعلى متنها بضائع لرجال أعمال محليين. وقال أحد القراصنة الذي اكتفى بذكر اسمه الأول فقط، وهو حسين، لـ«رويترز» في حديث هاتفي من هاراديري: «أفرجنا عن السفينة قبيل فجر اليوم (أمس) بعد أن علمنا أنها مستأجرة لتجار صوماليين».

وأكد تجار محليون الإفراج عن السفينة التي كانت تحمل طحينا وسيارات مستعملة وسكرا وغيرها من المواد، ولا يعتقد أنه جرى دفع أي فدية.

وقال علي محمد سياد رئيس هيئة التجار الصوماليين المحلية لـ«رويترز» في اتصال هاتفي من مقديشو: «التجار الذين يمتلكون البضائع على السفينة والقراصنة اتفقوا على الإفراج عنها».

وعلى الرغم من وجود قوات بحرية بصورة لم يسبق لها مثيل لردع القراصنة، فما زال هؤلاء يتحركون بحرية في المحيط الهندي وخليج عدن.

ومن جهة أخرى تطرح جامعة الدول العربية رؤيتها بالنسبة لمكافحة القرصنة أمام السواحل الصومالية على اجتماع اللجنة القانونية الخاصة بمجموعة الاتصال الدولية المعنية بمكافحة القرصنة التي تبدأ أعمالها في العاصمة الدنمركية كوبنهاغن اليوم.

وأكد السفير سمير حسني مدير إدارة أفريقيا بالجامعة العربية الذي سيرأس وفد الجامعة في هذه الاجتماعات، قبيل مغادرته القاهرة، أن اجتماع كوبنهاغن سيبحث كيفية تهيئة الأنظمة واللوائح الدولية الكفيلة بمكافحة القرصنة.

لأن التجربة كشفت أن هناك صعوبة في محاكمة القراصنة الذين تم القبض عليهم وإنزال العقوبات عليهم لاختلاف التشريعات بين الدول، مما يتطلب ضرورة تبادل المعلومات في مجال مكافحة القرصنة وإنشاء صندوق للإنفاق على هذه المحاكمات.

وقال السفير حسني إن الجامعة العربية ترى أن مكافحة القرصنة يجب أن تتم بصورة أساسية على الأرض عن طريق دعم الحكومة الصومالية من خلال تزويدها بالسلاح والزوارق الملائمة حتى يمكن تعقب القراصنة، ليس فقط على الأرض وإنما في البحر أيضا.

وأكد ناطق باسم الأسطول الخامس اللفتنانت نثان كريستيانسن خطف السفينة، موضحا أنه وقع على بعد 75 كلم جنوب ميناء المكلا اليمني. وبذلك يرتفع إلى 20 عدد السفن المخطوفة حاليا من قبل القراصنة، وإلى 300 عدد البحارة المحتجزين في انتظار نهاية المفاوضات حول فدية.