أعلنت السلطات المصرية أن التفجير الذي وقع مساء أول من أمس أمام كنيسة «السيدة العذراء» في ضاحية الزيتون في القاهرة نتج عن عبوة محلية الصنع، أحدثت تلفا بسيارتين. ورأى مراقبون أن الحادث له أبعاد طائفية أكثر منها إرهابية، خاصة أن الكنيسة على مقربة من مسجد كبير يرتاده السلفيون، فضلا عن تواجدها قرب قسم شرطة، وتحظى بتواجد أمني كثيف.
وحسب بيان رسمي لوزارة الداخلية، فقد أبطلت السلطات عبوة أخرى مزودة بهاتف جوال يستخدم كمفجر، لكن أجهزة البحث والأدلة الجنائية قامت بتفجيرها واحتوائها. وقال بيان وزارة الداخلية المصرية: «بالنسبة لحادث حدوث تلفيات بسيارة ماركة فيات 125 مملوكة لمحام مسيحي حال انتظارها بجوار كنيسة السيدة العذراء للأقباط الأرثوذكس بمنطقة الزيتون، فقد تبين أن هذا الحادث نتج عن انفجار عبوة محلية الصنع أحدثت تلفيات بسيارة أخرى ماركة فيات 128 مملوكة لأحد القاطنين بالمنطقة.. كما عثر على عبوة أخرى مزودة بهاتف جوال يستخدم كمفجر وتم تفجيرها بمعرفة خبراء الإدارة العامة للحماية المدنية».
وأكد البيان أن «أجهزة البحث والأدلة الجنائية تفحص آثار الحادث والوقوف على أبعاده».
وقالت مصادر أمنية لـ«الشرق الأوسط» إن العبوة كانت تحتوي على بارود وزلط، على خلاف تكوين العبوات الناسفة التي كانت يستخدمها الإرهابيون وعادة تتدخل في صناعتها المسامير لإلحاق أكبر عدد ممكن من الإصابات البشرية. وأضافت المصادر أن السلطات تجري حاليا تمشيطا للمنطقة، كما تبذل جهدا للإمساك بالجناة. وقال الباحث السياسي الدكتور عمرو الشوبكي لـ«الشرق الأوسط»: «إن الحادث الأخير نتيجة طبيعية للاحتقان الطائفي الموجود في البلاد». ولفت الشوبكي إلى إن «ما نراه الآن هو تطور جديد.. فبعد ما كنا نشهد في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي تنظيمات طائفية تستهدف مصالح الأقباط، الآن نشهد شارعا طائفيا انتقلت إليه الطائفية، وتزداد كل يوم»، وتابع قائلا: «هذه الحادثة أحد مشاهدها».
وشهدت ضاحية الزيتون، التي تعد أحد مناطق تمركز الأقباط في العاصمة فضلا عن ضمها العديد من الكنائس، حادثا قبل أكثر من شهرين، قالت السلطات عنه إنه مشاجرة بين شخصين استخدما الزجاجات الحارقة في مشاجرتهما، كما شهدت المنطقة في أواخر مايو (أيار) من العام الماضي حادث مقتل أربعة أقباط في محل للمجوهرات.