البشير في الملتقى الثاني للإعلاميين: الترابي سيكون سعيدا إذا اختفينا من الوجود

وزير الإعلام السوداني: الرقابة الأمنية على الصحف أقرت باتفاق بين شريكي الحكم

TT

شن الرئيس السوداني عمر البشير هجوما عنيفا على خصمه حسن الترابي الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي المعارض، متهما إياه بإرسال مواطنين للانضمام إلى حركة العدل والمساواة المسلحة في إقليم دارفور، فيما نفت الخرطوم وجود أية صلة بين عدم مشاركة الرئيس البشير في حفل تنصيب رئيس جنوب أفريقيا الجديد جاكوب زوما، وقرار المحكمة الجنائية الدولية بتوقيفه بادعاء جرائم الحرب في دارفور.

وقال علي الصادق المتحدث باسم الخارجية السودانية للصحافيين إن قرار رئاسة الجمهورية تمثيل سيلفا كير ميارديت النائب الأول للرئيس بلاده في تنصيب رئيس جنوب أفريقيا بجوهانسبرغ إنابة عن الرئيس البشير لا علاقة له «من قريب أو بعيد» بمزاعم مدعي المحكمة الجنائية، وأضاف أن البشير تلقى دعوة من جنوب أفريقيا، إلا أنه أشار إلى أن الرئاسة رأت مشاركة سيلفا كير. وفي لقاء بينه وبين المشاركين في الملتقى الثاني للإعلاميين السودانيين العاملين بالخارج في الخرطوم، قال البشير، ردا على سؤال عن دور الترابي في جمع الحكومة بحركة العدل والمساواة وحل مشكلة دارفور: «الترابي نحن أكثر ناس بنعرفو.. كنا حيرانو يمين يمين شمال شمال، وكنا بنحترمو، وكنا منضبطين في تنفيذ التعليمات، لكن هو الآن برسل الناس لحركة العدل والمساواة، ورغبته إنو ينهينا من الوجود، وحيكون سعيد إذا اختفينا»، وأكد أن العدل المساواة من عناصر المؤتمر الشعبي. وأعلن البشير انتهاء عهد «التمكين والشرعية والثورية». وقال: «أصبحنا الآن في عهد دولة القانون»، وأشار البشير إلى أن الإجراءات الأمنية والقانونية بالبلاد قادرة على ردع الفساد، وطالب كل من يمتلك أدلة عن أخذ مسؤول حكومي لعمولات أو فوائد في المشروعات التنموية كافة أن يتقدم بها. وأكد سعي الدولة للسلام، وقال سنظل نسعى له لأننا نحن «الواطين الجمرة». واستعرض الرئيس جهود الحكومة في مجال التنمية، ودعا لممارسة سياسية راشدة والتحلي بأدب الخلاف، وأقر بوجود أخطاء طبية وصفها بالكثيرة، وأشار إلى أن وفاة الصحافي الراحل حسن ساتي فيها إهمال واضح وأنها لم تكن الوحيدة. ودعا الإعلاميين السودانيين العاملين بالخارج إلى نقل الحقائق على أرض الواقع كما هي، وقال: نحن لا نريد منكم أن «تطبلوا لنا»، وأضاف: «نريد منكم نقل الحقيقة لأنكم تعرفون كيف تخاطبون الغرب بعقليته التي يفهمها»، ودعا الصحافيين والإعلاميين الذين خرجوا من البلاد لأسباب سياسية بالعودة.

وفي السياق، كشف الدكتور كمال عبيد وزير الدولة بوزارة الإعلام والاتصالات، في رد على احتجاج الإعلاميين العاملين بالخارج على الرقابة الأمنية «القبلية» على الصحافة السودانية، عن أن سيلفا كير النائب الأول للرئيس رئيس حكومة الجنوب، تقدم بخطاب مكتوب للرئيس البشير شكا فيه من بعض ما يكتب في عدد من الصحف عن الحركة الشعبية ورئيسها. وقال عبيد إن اجتماعا التأم بين الفريق أول صلاح عبد الله مدير جهاز الأمن والمخابرات، وباقان اموم الأمين العام للحركة الشعبية، بتوجيه من الرئاسة، تم الاتفاق من خلاله على مراقبة ما يكتب في الصحف. من ناحية أخرى، قالت مصادر في الخرطوم لم تكشف عن هويتها إن تعديلا وزاريا وشيكا سيتم الإعلان عنه خلال الأيام القليلة المقبلة، يشمل تغييرات في ولاة بعض الولايات الشمالية وبعض الوزارات في الحكومة الاتحادية، ولم تكشف المصادر عن الولاة أو الوزراء الذين سيشملهم التغيير أو التبديل في التعديلات الجديدة. وكان الرئيس البشير أجرى تعديلا وزاريا جزئيا الأسبوع الماضي شمل 3 وزارت، وعددا من الولايات.