الصومال: مقتل 8 أشخاص في معارك.. وحركة الإصلاح تدعو لوقف إطلاق النار دون شروط

الأمم المتحدة: البلاد تواجه أسوأ موجة جفاف.. وأكثر من 3 ملايين بحاجة لمعونات غذائية

TT

أعلن زعماء قبائل صومالية عن مقتل ما لا يقل عن 8 أشخاص في وسط البلاد أثناء معارك بين ميليشيات موالية ومناهضة للحكومة. وأضافت المصادر أن المعارك اندلعت مساء أول من أمس في بلدة مهاس (300 كلم شمال مقديشو) عندما هاجمت القوات الموالية للحكومة مواقع حركة «الشباب» الإسلامية المتطرفة. وأوضح عبدي علي شقو زعيم قبيلة في اتصال هاتفي مع وكالة الصحافة الفرنسية أن «إسلاميين موالين للحكومة هاجموا الشباب فقتل 4 مدنيين و4 مقاتلين في المواجهات».

ومن جهته قال أحمد ولد عبد الله ممثل الأمين العام للأمم المتحدة الخاص للصومال إن المعارك المسلحة والاقتتال التي استمرت لأربعة أيام ماضية في الصومال بين القوات الحكومية وبين من وصفهم بالمتطرفين في البلاد كان تهدف لانقلاب الحكومة الانتقالية بقوة السلاح.

وأوضح ممثل الأمين العام في تصريحات صحافية أدلى بها في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا أمس أن لدى المتطرفين من تنظيم الشباب والإسلامية أجندة خفية يخططون من وراء ذلك إطاحة الحكومة الشرعية الوحيدة في البلاد بالقوة وقال «لم يتمكنوا من تحقيق أهدافهم وليس لديهم القدرة الكافية لذلك». وذكر ولد عبد الله أن الحكومة الانتقالية في الصومال تحتاج لدعم مادي ولوجستي عاجل لتفادي الأعمال الإرهابية التي تقوم بها مجموعة متطرفة من وقت لآخر في مختلف أنحاء البلاد.

وقال ولد عبد الله في كلمته الافتتاحية لاجتماع مغلق عقد أمس بمقر الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا لمناقشة تطورات الأوضاع السياسية والإنسانية في الصومال بمشاركة وزراء دفاع كل من الصومال وبوروندي وأوغندا وممثلين من مجلس الأمن الدولي والجامعة العربية وعدد من المنظمات الإقليمية والدولية أن الأمم المتحدة ومنظمة الاتحاد الأفريقي وعدد من المنظمات الإقليمية والدولية.

ومن جهة ثانية، دعت حركة الإصلاح «الإخوان المسلمون» في الصومال إلى وقف فوري لإطلاق النار في العاصمة «مقديشو»، والمدن الأخرى دون شروط، وإلى بدء الحوار لحل الخلافات وتقريب وجهات النظر. وواصل آلاف من سكان مقديشو نزوحهم مع استمرار المعارك الطاحنة بين قوات تابعة للحكومة، وعناصر تابعة ميليشيا «الشباب» الأصولية المتشددة، والحزب الإسلامي.

وقال بيان وقعه رئيس الحركة علي باشا عمر تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه: لقد تعب الشعب الصومالي من ويلات الحروب المتكررة ودوي المدافع تحت لافتات مختلفة، وفي الأيام الأخيرة كان يحاول النهوض من الدمار الذي لحق به من جراء الغزو الإثيوبي، لهذا فليس من المعقول تأجيج الحروب من جديد.

وأضاف البيان شهدت الصومال حروبا أهلية دامية من أجل تحقيق أهداف سياسية لعقود من الزمن، وفشلت جميع الأطراف في فرض إرادتها، وتحقيق أهدافها السياسية بالقوة والسلاح، بل كانت النتيجة الوحيدة الدمار والخراب في جميع المجالات.

وتخوض حركة الشباب الإسلامية المتشددة والحكومة معارك من أجل السيطرة على العاصمة مقديشو وجنوب الصومال. وأدت الحرب المستمرة منذ 18 عاما في الصومال إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة وخلقت مئات آلاف اللاجئين واجتذبت جيوشا أجنبية ومتشددين وأدت إلى ظهور موجة من أعمال القرصنة البحرية لم يسبق لها مثيل.

ودعت حركة الإصلاح في بيانها إلى العمل على تحقيق السلام والوفاق الوطني في ربوع الصومال وفي مقدمتها العاصمة، والعمل كذلك مع المنظمات الخيرية في إيصال المعونات إلى المتضررين، وإعادة النازحين إلى بيوتهم.

وأكدت على أهمية الحوار لحل الخلافات وتقريب وجهات النظر؛ مما يتفق والشريعة الإسلامية السمحة، استخدام منطق العقل والتفاوض بدل فوهات البنادق.

وفي نفس الوقت، تقول الأمم المتحدة إن الصومال تواجه أسوأ موجة جفاف منذ عقد من الزمان على الاقل. وقال مارك باودن، منسق الشؤون الانسانية للصومال، إن مسوحات الأقمار الصناعية لمستويات الأمطار والأبحاث الأرضية توضح مدى شدة الجفاف. وأضاف أن الكثير من الماشية تنفق بسبب نقص المياه ويسهم ذلك في معاناة نصف السكان تقريبا من سوء التغذية. وأشار إلى أن المساعدات الإنسانية للصومال بحاجة إلى «زيادتها بقدر كبير»، وقال انه رغم ان الصوماليين لا يموتون من الجوع الآن فإن 3.2 مليون نسمة بحاجة لمعونات غذائية تسد الرمق. وقال مسؤول الأمم المتحدة «إننا نواجه الآن جفافا في الصومال هو أسوأ مما شاهده الناس منذ عقد من الزمان على الأقل». وأضاف: «يعاني 45 في المائة من سكان الصومال على الأقل من سوء التغذية الآن». وفي لقاء مع الصحافيين في جنيف قال باودن انه في مناطق وسط وجنوب الصومال يعاني 24 في المائة من الأطفال تحت سن الخامسة من سوء التغذية الحاد. واضطر 1.1 مليون نسمة في الصومال إلى الفرار من موطنهم بسبب الصراعات في السنوات الأخيرة. وهذا الأسبوع فر آلاف المدنيين من مواقع القتال بين المسلحين الإسلاميين والحكومة في العاصمة مقديشو.