قيادي بعثي لـ«الشرق الأوسط»: الخلاف بين جماعتي الأحمد والدوري تقلص كثيراً

دبدب: السلطة غير جادة في المصالحة.. واتصالاتها كانت مع قياديين من الصف الخامس والسادس

TT

قال القيادي البعثي ورئيس الاتحاد العام لطلبة العراق السابق محمد دبدب إن الكثير من الانشقاقات مرت بحياة حزب البعث «وهذا يعني حيوية التنظيم وقدرته على استيعاب المتغير ضمن تعدد الرؤى وليس بغريب ان تظهر رؤية تختلف عن رؤية المركز والتنظيم الشرعي». وأضاف دبدب «أن العبرة في هذا الظرف، العصيب الذي يمر بالعراق والأمة العربية أن نؤسس مشروع حل يقبل به الجميع». مشيرا إلى انه «من خلال تراكم التجربة الحزبية، اتضح في معالجة هكذا حالات العودة إلى قواعد النظام الداخلي، وهي المرجع للجميع». وأردف، «ترتب على هذا الخلاف الفكري والسياسي، العودة الى المنابع وقرارات المؤتمرات القومية والقطرية والعرف التقليدي السائد المتعارف عليه في نطاق الحياة الداخلية، وهناك محاولات جدية لتسوية هذا الخلاف، وأنا ممن يعرف أن الخلاف تقلص الى مستوى كبير جدا». وحول لقاء جماعة تيار يونس الأحمد مع جماعة عزت الدوري، قال دبدب «لا أريد ان أؤكد أو أنفى، هذا موضوع حياة داخلية ولقاءات وضمن المعلومات الميسرة لدي، أن حدود الخلاف تقلص إلى مستوى كبير، وأعتقد أن الحوارات ما زالت مستمرة، إما في عمان أو سورية، أو في مكان آخر». وردا على سؤال حول وضع الحزب على الأرض العراقية على ضوء رسالة عزت الدوري، نائب رئيس مجلس قيادة الثورة السابق، الأخيرة التي تحدث فيها عن أخطاء خلال الـ 35 سنة الأخيرة، قال دبدب «كانت رسالة الرفيق عزت الدوري واضحة، واستطاع ان يستكمل القدرات التنظيمية والسياسية والتعبوية، وجاءت في مشروع توسيع التحالف السياسي لتأسيس جبهة وطنية عراقية تضم، التيارات القومية والوطنية والإسلامية، وأظن هذا الموضوع سائر في خطوات سريعة وكبيرة جدا». وبالنسبة للقاءات الحزب مع مسؤولين في السلطة الحالية، قال دبدب «أصلا هؤلاء غير جادين، وأريد ان أشير إلى نقطة حيوية، هؤلاء في داخلهم تاريخيا، يخافون حزب البعث، والاتصال بهم مرفوض». وأضاف «حاولوا الاتصال عبر السنوات الماضية، منذ ان طرح مشروع المصالحة، لبعض الأفراد من البعثيين، ولم يصلوا إلى نتائج، وهم من الصف القيادي الخامس او السادس». وأضاف «هؤلاء غير جادين فى موضوع المصالحة على الإطلاق، وهي مضيعة للوقت». وتابع «هؤلاء الذين في قمة السلطة يتحدثون عن المصالحة، لا يستطيعون ان يقرروا في هذا الموضوع، ما لم تقره الإدارة الأميركية». وحول الحالة الصحية للدوري، قال إنها «جيدة جدا ان شاء الله». وأردف «وهو يعمل بما يترتب عليه من مسؤولية القيادة الحزبية». وردا على سؤال حول لقاءات البعثيين في الشتات قال إنها تجري «في حدود ما تسمح به قوانين الدول المضيفة، الموجودين بها، لكن البعثي يستطيع ان يعبر عن نفسه بوسائل سواء كان خارج التنظيم أو داخله، وهذا جزء من الحالة الجديدة التي يعيشها الحزب». وردا على سؤال عما إذا كان البعثيون في الداخل جديرين بضبط الأمور وقيادتها، قال دبدب «نعم، ومع كل القوى الوطنية، وكل القوى الوطنية بلورت مشروعا ورؤية، على أن قوى الاحتلال لا يمكن ان تدوم، وهذه السلطة لا يمكن ان تدوم أيضا، لقد دمروا العراق، وأرادوا أن يوصلوا الشخصية العراقية إلى أن تكون شخصية قلقة وتفقد القدرة على البناء والتأهيل والقيادة والمشاركة العامة». وأضاف «من يعتقد أن الحوارات تفضي إلى حلول لمشاكل، فهذه المفاوضات هي هواء في شبك، لأنهم يحاولون بشكل أو بآخر في السلطة الحالية، أن تلتقي وتبحث عن أي اسم لمجرد أنها توحي للآخرين أنها ساعية للحوار، بل إن أصل الحوار الذي تدعو إليه، هو من اجل إسقاط الآخرين الذي لا يتفقون معهم في الرؤية السياسية وفي المسؤولية الوطنية».