نصر الله: لن نتوسل «14آذار» لمشاركتنا.. وقادرون على حكم لبنان

أعلن 7 مايو «يوما مجيدا للمقاومة» وطالب الأكثرية بعدم نسيانه لعدم تكرار حماقة 5 مايو

خريجون لبنانيون في طريقهم إلى حفل التخرج الذي ألقى فيه الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله عبر شاشة ضخمة في إحدى ضواحي بيروت أمس (رويترز)
TT

صعد الأمين العام لحزب الله اللبناني السيد حسن نصر الله داخليا أمس بإعلانه يوم 7 مايو (أيار) الذي يصادف يوم قيام المعارضة بقيادة حزب الله بعملية عسكرية ضد الموالاة في بيروت والجبل «يوما مجيدا من أيام المقاومة في لبنان». ورد على الخطاب الأخير لزعيم كتلة المستقبل النائب سعد الحريري حين وعد بأن «أهالي بيروت لن ينسوا ما حصل في 7 مايو (أيار) 2008»، فقال: «المطلوب ألا ينسى أحد هذا التاريخ حتى لا يكررن أحد حماقة 5 مايو» (في إشارة إلى قرار الحكومة تفكيك شبكة الاتصالات السلكية للحزب واعتبارها غير شرعية). وإذ كرر استعداد المعارضة لعرض الشراكة مع الأكثرية إذا فازت المعارضة بالانتخابات، أعلن أن المعارضة «لن تتوسلها إذا رفضت المشاركة» مشددا على قدرتها على الحكم منفردة لأن «من استطاع هزم أقوى جيش في العالم (الجيش الإسرائيلي) بإمكانه أن يدير بلدا أكبر بمائة مرة من لبنان.. نحن الأقدر على إدارة بلدنا وشؤوننا».

وعرض نصر الله في احتفال أقيم في ضاحية بيروت الجنوبية أمس لتخريج 2883 حزبيا من مختلف الجامعات اللبنانية رؤيته لأحداث ذاك التاريخ، فقال: «من يتحدثون عن 7 مايو (أيار) فليتذكروا 5 مايو. وتكفي قراءة تقرير لجنة فينوغراد (الإسرائيلية التي حققت في أسباب إخفاق إسرائيل في تحقيق أهدافها في حربها على لبنان) الذي أوصى بتفكيك شبكة الاتصالات التابعة للحزب. وهذا السلاح الذي يعتبر من أهم أسلحة المقاومة لأنه محصن ضد التنصت، اجتمعت الحكومة اللبنانية في 5 مايو (أيار) واتخذت قرارا من خارج جدول الأعمال، بحل الشبكة، معتبرة أنها مس بسيادة الدولة. لذلك فإن 5 مايو، يوم عار على جبين الحكومة وتاريخها لأنها أرادت أن تفعل شيئا عجزت عنه إسرائيل في 33 يوما». وتوجه إلى أهالي بيروت بالقول: «من يطالبونكم بالانتخاب باتجاه معين في 7 يونيو (حزيران)، لماذا استقدموا آلاف المقاتلين من خارج بيروت قبل 5 مايو (أيار)؟ ومن حول المدينة مدينة للميليشيات تحت عناوين الشركات الأمنية؟». ولفت إلى أن «ما كان مخططا له هو أن يدخل الجيش اللبناني في صراع مع المقاومة، لكنهم فشلوا، لأن لدينا في لبنان جيشا وطنيا وضباطا وطنيين. ولذلك حرموا الجيش من كل المساعدات لأنهم أجروا دراسات علموا من خلالها أن الجيش غير جاهز نفسيا لمحاربة المقاومة».وقال: «كان الهدف في 5 مايو (أيار) استدراج بيروت إلى حرب مذهبية تستمر أسابيع يتم على أثرها استدعاء قوات من الخارج تحت حجة وجود حرب أهلية في لبنان»، لافتا إلى أن «القرار الذي اتخذته الحكومة في 5 مايو (أيار) كان قرارا للتنفيذ وإلا لما سهروا (وزراء الأكثرية) للصباح ليجروا اتصالات بالسعودية ومصر. أقول للبنانيين جميعا وخصوصا للسنة والشيعة وبالأخص لأهلنا في بيروت إن ما حصل في 7 مايو (أيار) وضع حدا سريعا لحرب أهلية ولإحراق بيروت ولمؤامرة كبيرة كانت تحضر ضد المقاومة».

ورد نصر الله على قوى «14 آذار» التي أعلنت مرارا عدم رغبتها في المشاركة في الحكم إذا لم تفز بالأكثرية، فقال: «إننا نريد مشاركتكم، لكن إن رفضتم ذلك فلن نتوسل إليكم. ومن استطاع هزم أقوى جيش في العالم في إمكانه أن يدير بلدا أكبر مائة مرة من لبنان. ونحن الأقدر على إدارة بلدنا وشؤوننا». واعتبر نصر الله أنه لا يوجد في لبنان «شيء اسمه سلطة قضائية»، وقال: «هناك قضاة بعضهم نزيه»، متسائلا: «ما هي صورة القضاء الذي يعاقب العملاء بالسجن شهرا أو سنة ليعود بعضهم إلى شبكات التجسس، فيما يزج بضباط كبار ثلاث سنوات وثمانية أشهر من دون تحقيق؟ أهذا قضاء نزيه؟ نحن ليس لدينا قضاء بل قضاة، فيهم النزيه وفيهم السيئ. نحن نتطلع إلى سلطة قضائية حقيقية قوية تحكم بالعدل». وأضاف: «تعاملنا مع العملاء كما لم تتعامل أي مقاومة في التاريخ، وتركنا للقضاء والدولة محاسبتهم»، معتبرا أن «المقاومة اللبنانية أكثر إنسانية وحضارية وأخلاقية من المقاومة الفرنسية التي أجرت محاكم ميدانية أعدمت فيها عشرات المتعاملين مع الجيش النازي ومن دون محاكمات عادلة». وفيما أكد أن حزب الله سيحارب «كل فكرة لتقسيم لبنان» لأن «هناك من يحلم في التقسيم ويتحدث عنه في مجالسه الخاصة». ولفت إلى أن «بعض من يتهمنا بالمثالثة هو من يسعى إلى الفيدرالية التي نرفض لأنها خطوة أولى على طريق التقسيم».

وتناول «نغمة المثالثة»، مؤكدا أنها «كلام عار عن الصحة ولم تناقشه المعارضة لا من قريب ولا من بعيد»، معتبرا أن «الهدف من إثارة المثالثة، وضع المعارضة في موقع الدفاع عن النفس والتصويب على الفريق المسيحي في المعارضة، لا سيما التيار الوطني الحر والعماد (رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال) عون، لتصوير انه عقد صفقة مع حزب الله لخفض حصة المسيحيين من النصف إلى الثلث. وكيف يصح ذلك ما دام عون رفض القبول بمقعدين في (دائرة) جزين مقابل مقعد واحد؟». وكرر المطالبة بالثلث المعطل، فقال: «من يريد أن يكون شريكا حقيقيا في البلد يفتش عن الثلث الضامن في الحكومة»، موضحا أن «حزب الله لا يريد الثلث الضامن في الحكومة وحده، إنما المعارضة ككل». وقال: «نحن من دعاة حكومة وحدة وطنية، وهذه ليست تجربة فاشلة وهم يقدمونها على أنها فاشلة. فإما أن تخضع لإرادتهم أو تكون فاشلة. وهذه الحكومة هي الأفضل للبنان». وفيما ذكر بـ«توقيع اتفاق 17 أيار (الهدنة مع إسرائيل)»، قال: «نسأل من أراد أن يوقع اتفاقية 17 أيار وأن يلحق إسرائيل نهائيا؟ ومن الذي قدم دمه لإسقاط هذه الاتفاقية؟ الذين أرادوا توقيع الاتفاق مع إسرائيل هم اليوم رموز الاستقلال والسيادة فيما الذين قدموا دماءهم للدفاع عن لبنان أصبحوا عناوين الارتهان للخارج. أليس هذا ظلما تاريخيا؟». وأضاف: «نذكر بالتاريخ كي لا يضيع لبنان. نحن نريد دولة قوية قادرة تسترجع أراضيها بقوتها، وليس بالتوسل أو بمنة من نتنياهو في موسم انتخابي. نريد دولة قادرة على حماية شعبها من دون الحاجة إلى قوات دولية (اليونيفيل) لا تقدم ولا تؤخر». وشدد نصر الله على «نحن شعب واحد وليس لدينا مصالح مشتركة بل مصالح واحدة، في الأمن والاقتصاد والعلم وفي كل شأن من شؤوننا. قد نختلف في تشخيص هذه المصالح، لكننا شعب واحد. يجب أن ننتهي من قواعد الكمية والنوعية، فالعلم عابر للطوائف، والخيانة للأسف أيضا عابرة للطوائف. نحن شعب واحد وإذا كانت هناك من افتراقات أو تمزقات فيجب العمل على الانتهاء منها». وكرر أن حزب الله لم يطالب بـ«إلغاء الطائفية السياسية، بل بتشكيل الهيئة الوطنية العليا لإلغاء الطائفية السياسية التي ينص عليها اتفاق الطائف».