الكتائب تتفوق في عدد المرشحين.. و«القوات» في «المضمونين».. وشد الحبال مستمر

الأكثرية واثقة من فوزها بالانتخابات.. وعينها على الداخل

TT

لا تبدو قيادات فريق الأكثرية البرلمانية في لبنان قلقة على أكثريتها في البرلمان المقبل، فأصحاب القرار فيها واثقون من الفوز بما بين 70 و 75 مقعدا في الانتخابات المقبلة من أصل 128 مقعدا في البرلمان. ولا يخشى هؤلاء كثيرا «الدعاية الانتخابية» للفريق المنافس، فهي تربحهم أكثر مما تخسرهم بين جماهيرهم، وفي هذا الإطار يقول أحد مسؤولي الأكثرية إن «طلة إعلامية واحدة للأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله تعطي مفعولا إيجابيا في صفوف مناصريها أكبر من أي حملة ممكن أن تقوم بها، كما أن ما قامت به قوى «8 آذار» بعيد إطلاق الضباط الأربعة وطلاتهم الإعلامية كان وقعه في أوساط جماهير «14 آذار» كبيرا وفق ما أفادتهم به استطلاعات الرأي الخاصة التي يجرونها، والتي يعتقد هذا القيادي أن لدى الطرف الآخر استطلاعات مماثلة جعلته يسحبهم من التداول الانتخابي.

غير أن ما يثير «قلق» هؤلاء التنافس الداخلي لدى الحلفاء المسيحيين تحديدا الذي قد يساهم في تقليل فارق الأكثرية «المضمونة». فالقيادات المسيحية في «14 آذار»، وتحديدا «القوات اللبنانية» و«حزب الكتائب» يخوضون لعبة شد حبال مع حلفائهم الآخرين، وفي ما بينهم، سعيا لرفع عدد مرشحيهم في لوائح الأكثرية التي ستخوض الانتخابات. وخاض الحليفان سجالات معلنة وغير معلنة مع حلفائهم في أكثر من دائرة انتهى بعضها إلى تنازلات من أحد الحلفاء، فيما بقي بعضها الآخر معلقا حتى الساعة كحال مقعد الأرمن في الدائرة الأولى من بيروت الذي ترشح له «القوات» أحد محازبيها في مواجهة مرشح أحزاب الهنشاك والرامغافار و«تيار المستقبل» النائب سيرج طور سركيسيان. وكان حزب الكتائب قد رشح أحد محازبيه في دائرة البترون (شمال بيروت) مقابل مرشح «القوات» النائب أنطوان زهرا، ولم يحل المشكلة إلا استقبال كتلة «المستقبل» المرشح الكتائبي سامر سعادة في دائرة طرابلس. كما أدى ترشيح القواتي ادي أبي اللمع في المتن الشمالي إلى إخراج الوزير نسيب لحود من الانتخابات.

ويقول مراقبون إن «القوات» والكتائب يسعيان إلى «وراثة» رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون سياسيا في المستقبل، وسعيهم إلى توسيع قواعدهم في الشارع المسيحي تحسبا لما ستحمله الأيام، ومن هذا المنطلق دفعا باتجاه الحصول على أكبر عدد ممكن من المرشحين، بغض النظر عن عدد المقاعد المحققة، وذلك بعد استبعاد بعض المرشحين الحزبيين من بعض الدوائر كدائرتي كسروان وجبيل.

وفيما تشكو «القوات» من تفوق الكتائب ترشيحا «خلافا للواقع على الأرض»، يقول مصدر في الأكثرية إن حصة «القوات» ستكون الأكبر في البرلمان على الأرجح كونها تنطلق من 5 نواب بالحد الأدنى، هم النائبان ستريدا جعجع وايلي كيروز في بشري والنائب فريد حبيب في الكورة والنائب أنطوان زهرا في البترون والنائب جورج عدوان في الشوف، أما الكتائب فمرشحها الوحيد المضمون وصوله إلى البرلمان هو سامر سعادة، بينما يضطر المرشحون الآخرون إلى خوض معارك ليست سهلة، كحال نجل الرئيس أمين الجميل، سامي، في المتن الشمالي ومرشح الكتائب في عاليه ومرشحها في زحلة.