مبارك يراجع ترتيبات زيارة أوباما والوفد المصري المسافر لواشنطن سينقل رسالة منه

أبو الغيط: حل الدولتين أساس تحركنا.. وبعثنا زكي إلى إسرائيل للإبقاء على الاتصالات معها

TT

في أول ظهور له منذ وفاة حفيده، عقد الرئيس المصري حسنى مبارك، اجتماعا وزاريا أمس، برئاسته، استعرض فيه الرؤية المصرية حول عملية السلام في الشرق الأوسط، التي كلف وزيري الخارجية (أحمد أبو الغيط)، والمخابرات (عمر سليمان)، بنقلها إلى الإدارة الأميركية خلال زيارة يقومان بها إلى واشنطن بعد يومين، كما تابع الرئيس مبارك مع وزرائه ترتيبات زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما لمصر والمقررة يوم 4 من شهر يونيو (حزيران) المقبل، حيث يوجه أوباما رسالته إلى العالم الإسلامي من القاهرة.

وبالتزامن مع اجتماع مبارك وقيادات الحكومة والبرلمان، بعثت مصر السفير حسام زكي المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية إلى إسرائيل أمس، للتباحث مع المسؤولين هناك حول المستجدات الخاصة بالقضية الفلسطينية وعملية السلام في الشرق الأوسط، وقالت مصادر وزارة الخارجية المصرية «إن زكي سيجتمع في إسرائيل مع كل من عوزي أراتن مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي، ويوسي جاك مدير وزارة الخارجية الإسرائيلية».

وقال وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط «إنه سينقل رسالة مكتوبة من الرئيس حسنى مبارك إلى القيادة الأميركية ممثلة في الرئيس باراك أوباما». وقال أبو الغيط في تصريحات للمحررين الدبلوماسيين «إن الوفد المصري الذي يشارك فيه كذلك اللواء عمر سليمان رئيس المخابرات، سيلتقي عددا من المسؤولين الأميركيين من بينهم وزيرة الخارجية هيلارى كلينتون». وأوضح أبو الغيط أنه سيتم عقد جلسة مباحثات بين الرئيس أوباما والرئيس حسنى مبارك خلال زيارة أوباما للقاهرة بجانب خطاب أوباما المقرر أن يوجهه للعالم الإسلامي. وردا على سؤال حول الأفكار الأميركية لتحريك عملية السلام، أوضح أبو الغيط «أن الرئيس الأميركي لم يطرح مبادرته بعد، وما دام لا يوجد موقف معلن حتى الآن فإن الولايات المتحدة ما زالت في إطار السعي من أجل تشكيل الموقف»، مشيرا إلى «أن واشنطن تقوم حاليا بالاستماع لأطراف كثيرة من أجل تشكيل الموقف.

وأشار أبو الغيط إلى «أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيصل أميركا يوم الأربعاء ويلتقي الرئيس أوباما يوم الخميس أي أن الولايات المتحدة ما زالت في طور تشكيل رؤيتها لكيفية التحرك ودفع الأمور في اتجاه استعادة جهد التسوية والمفاوضات بين الجانبين». وحول أهم النقاط التي سيتم التركيز عليها خلال زيارته لواشنطن قال أبو الغيط «إنه لن يتحدث فيها ولكن المهم أن هناك مبادئ أساسية تحكم الموقف المصري وهى المبادئ التي سبق تكرارها مرات كثيرة، ومنها أن مسألة الدولتين هي أساس التحرك، ويجب أن تكون هناك خطوة رئيسية ممثلة في وقف الاستيطان»، وأضاف «أننا نتصور أن الولايات المتحدة من المهم لها أن تضع إطارا عاما للتسوية، على أن تكون مدعومة في ذلك من الرباعي الدولي ومن الدول العربية.. وأيضا من إسرائيل». وحول الهدف من تكليفه للسفير حسام زكى المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية بزيارة إسرائيل، قال أبو الغيط «إن الهدف هو الإبقاء على الاتصال مع الجانب الإسرائيلي وإعطاؤه وجهة النظر المصرية والاستماع لوجهة النظر الإسرائيلية، أخذا في الاعتبار أن السفير المصري في إسرائيل على اتصال دائم بالقيادات الإسرائيلية». من ناحية أخرى تحدث الوزير أبو الغيط عن زيارته لفرنسا يوم الخميس المقبل قائلا إنه سيبحث مع الجانب الفرنسي سبل استعادة تنشيط «الاتحاد من أجل المتوسط»، مشيرا إلى توقف الاجتماعات الوزارية واجتماعات كبار المسؤولين، وقال «هناك إحساس عربي بالحاجة للتحرك في الاجتماعات القطاعية الوزارية»، وأشار إلى أن اجتماعا لسكرتارية الاتحاد سوف يعقد يوم غد في برشلونة.. وهناك تشكيل للسكرتارية والقواعد الحاكمة لأعمال السكرتارية وربما النظر في الترشيحات من دول الجنوب لرئاسة السكرتارية.. ودول الشمال كنواب السكرتارية (نواب السكرتير العام) وكلها مسائل تم بحثها خلال اجتماع التنسيق العربي قبل يومين، وسوف نثيرها مع المسؤولين الفرنسيين. وردا على سؤال حول موقف مصر وفرنسا من مسائل نزع السلاح النووي في ضوء مواقف إسرائيل النووية، قال أبو الغيط «في الحقيقة.. موقفا مصر وفرنسا لا يلتقيان في مسائل نزع السلاح، وهى مسألة مضى عليها عقدان من الزمن لأن فرنسا دولة نووية لها مصالح نووية، لكن هذا لا يمنع أن العلاقات المصرية ـ الفرنسية، فيها تعاون كبير وفهم لمواقف واهتمامات كل طرف تجاه الآخر».

وبالنسبة لما تردد عن دعوة مصر للحوار الفلسطيني للعودة للقاهرة، قال أبو الغيط «تم بالفعل توجيه الدعوة لهم للمشاركة في اللجان الخمس، ليس لكي تبدأ مرة واحدة ولكن لكي تحضر هذه اللجان للقاهرة، كل لجنة على حدة، للبحث فيما تم إنجازه من موضوعات وما بقي لها من موضوعات».