فرنسا تفتتح أول قاعدة عسكرية لها بالخليج في أبوظبي وتدشن فرعا لمتحف اللوفر

ساركوزي للإماراتيين: سنقف إلى جانبكم إذا تعرضتم للخطر

TT

تشهد مياه الخليج العربي غدا تدشين أول قاعدة عسكرية فرنسية في منطقة الشرق الأوسط، عندما يفتتح الرئيسان الإماراتي الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، والفرنسي نيكولا ساركوزي قاعدة «معسكر السلام» العسكرية الفرنسية في العاصمة الإماراتية أبوظبي، والتي يقول البلدان إنها جاءت بطلب من الإمارات. ووفقا لمصادر فإن القاعدة الفرنسية الجديدة، ستركز على التدريب والمشاركة للقوات المسلحة الإماراتية، كما أن هدف القاعدة لن يكون بوجود أعداد كبيرة من المقاتلين الفرنسيين، حيث سيقتصر عدد العاملين في القاعدة من القوات الفرنسية على ما يقارب الـ500 فرد، من كافة المستويات العسكرية، وستركز القاعدة الفرنسية على الدعم اللوجستي البحري والجوي والبري، كما ستنتشر بعضا من الطائرات القتالية الفرنسية من طراز ميراج 2000 بالإضافة إلى معسكر دائم للتدريب، وستكون القاعدة بالقرب من ميناء زايد.

وتقول المصادر إن أهمية هذه القاعدة الفرنسية على مياه الخليج العربي، أنها ستكون مواجهة لمضيق هرمز الاستراتيجي، كما أنها تعطي بعدا للرغبة الفرنسية في أن تجد لها موطئ قدم في المنطقة الخليجية الحساسة، والتي تحتوي على 40% من نفط العالم. كما أن أهمية هذه القاعدة الفرنسية تأتي في ظل غياب أي وجود فرنسي في منطقة الخليج، إضافة إلى أن هذه القاعدة هي الوحيدة التابعة لفرنسا خارج القارة الأفريقية. وسترتكز زيارة الرئيس الفرنسي إلى تطوير العلاقات بين بلاده والإمارات، مع التعاون في أربعة قطاعات استراتيجية رئيسية هي: الدفاع، والاقتصاد، والتعاون في مجال استخدام الطاقة الذرية للأغراض السلمية، والثقافة، والتعليم.

ولعل اللافت في التعاون الفرنسي الإماراتي، أنه يتنوع بين التعاون العسكري، كما في افتتاح القاعدة العسكرية الجديدة، مرورا بالسعي لاتفاق نووي وصفقات لشراء طائرات قتالية ومعدات عسكرية، وانتهاء بتعاون ثقافي وتعليمي.

وعن القاعدة الفرنسية الجديدة، يقول الرئيس نيكولا ساركوزي، إن بلاده تسعى من خلال وجودها العسكري الدائم للتعهد بكل تصميم بالوقوف إلى جانب أصدقائها الإماراتيين لتحقيق أمنهم فكما يقال «الصديق وقت الضيق»، بحسب حواره مع وكالة الأنباء الإماراتية، بُث أمس. وطمأن ساركوزي مضيفيه الإماراتيين بأن فرنسا ستقف إلى جانبهم «إن حدث وتعرض أمنكم للتهديد، فإن فرنسا ومن خلال هذه القاعدة الأولى لها في الشرق الأوسط، تظهر استعدادها لتحمل كل مسؤولياتها لضمان استقرار هذه المنطقة الضرورية للتوازن العالمي». وفيما يخص الملف النووي الإيراني قال ساركوزي، إن الأزمة الإيرانية «هي أحد أكثر التهديدات خطورة على الأمن العالمي»، مضيفا «لقد كان موقفي واضحا دائما ولم يتغير أبدا: أعتبر أن امتلاك إيران للسلاح النووي هو أمر غير مقبول.. منذ عام 2003 اتبعت فرنسا مع شركائها الأوروبيين خيار المقاربة المتوازنة القائمة على الحزم والحوار، وهذا يعني أننا قدمنا للإيرانيين عروض تعاون طموحة جدا، بما في ذلك التعاون في المجال النووي السلمي بشرط أن يحترموا التزاماتهم الدولية، وأن يتنازلوا عن أنشطتهم للانتشار غير القانوني، وبما أن السلطات الإيرانية لم تستجب لهذه الاقتراحات قمنا بتشديد سياسة العقوبات والعزل». وحول خطوة الإدارة الأميركية الجديدة بالحوار مع إيران، وصف الرئيس الفرنسي هذه الخطوة بأنها «خبر سار لأن ذلك يزيد من حظوظنا في إقناع السلطات الإيرانية بأن من مصلحتها ومن مصلحة شعبها أن تستجيب لطلبات المجتمع الدولي.. ولأني مقتنع بأن هذه المقاربة تظل الوسيلة الأفضل وربما الوحيدة لحل هذه المسألة سلميا»، مضيفا «هل سيكون ذلك كافيا.. لست أدري ولكني أتمنى ذلك طبعا ولكن على السلطات الإيرانية أن تختار الآن بين العودة إلى كنف المجتمع الدولي أو العزلة المتزايدة».