الجيش الباكستاني يواصل هجومه على مينغورا.. ويطارد خاطفي السائح الفرنسي

حرب شوارع في كبرى مدن سوات

فتاتان في مخيم جالوزاي للاجئين تديره الأمم المتحدة في شمال غربي باكستان، تحضران الطعام أمام خيمتهما. وهرب عشرات الآلاف من الباكستانيين من وادي سوات من المعارك العنيفة التي تندلع بين الجيش الباكستاني وطالبان (رويترز)
TT

طاردت الشرطة الباكستانية امس خاطفي السائح الفرنسي في المناطق الجنوبية الغربية المضطربة من البلاد، الا ان ضابطا قال، إن الشرطة لا تعلم من يقف وراء عملية الخطف. وخطف السائح (41 عاما)، أول من أمس، في جنوب غربي باكستان على ايدي مسلحين تركوا خمسة فرنسيين آخرين يغادرون، بينهم امرأتان وطفلان، وكان الفرنسيون متوجهين إلى ولاية بلوشستان على الحدود مع افغانستان وإيران، وتمت عملية الخطف في ولاية بلوشستان، التي تنشط فيها مجموعات انفصالية من اتنية البلوش ومقاتلون اسلاميون قريبون من القاعدة وطالبان الافغانية. وذكرت الشرطة أن ستة خاطفين مسلحين ببنادق الكلاشنيكوف اوقفوا المجموعة، إلا أنهم لم يستهدفوا الرجل الفرنسي الثاني لأنه معاق، كما أن الطفلين كانا صغيرين لا يتعدى عمرهما العامين والخمسة اعوام. وقال مير الله، إن الجماعة كانت متوجهة الى ايران، وكانوا في منطقة تصفها السفارات الاجنبية بأنها آمنة. وصرح مير الله ضابط الشرطة المحلية لوكالة «فرانس برس» من مدينة دال باندين، قرب موقع عملية الاختطاف، «لقد أرسلنا فرقا مختلفة لرصد الخاطفين واستعادة السائح الفرنسي». وأضاف، «لا نعلم من هم الخاطفون وما هو دافعهم، ولم نتسلم بعد اي مطلب، وليست لدينا اية فكرة عن الخاطفين».

وأعلن مسؤولون أمنيون أن الجيش الباكستاني سيطر على عدة مناطق مهمة في مينغورا، كبرى مدن وادي سوات شمال غربي البلاد، حيث كانت المعارك ضد قوات طالبان، التي تسيطر على المدينة مستمرة امس. والهجوم على مدينة مينغورا التي يقدر عدد سكانها بـ300 ألف قبل أن يفر معظمهم بسبب المعارك، مرحلة اساسية في العملية التي تنفذ في هذا الوادي. والسيطرة على مينغورا التي كانت بأيدي طالبان منذ عدة اسابيع، انجاز مهم ليتمكن الجيش الباكستاني من اعلان انتصاره في منطقة سوات. وقال الجيش، أول من أمس، إن معارك في الشوارع اندلعت في مينغورا البلدة الرئيسية في سوات، بينما كانت القوات الامنية تقوم بمرحلة جديدة من الهجوم.

وصرح الميجر جنرال أطهر عباس، المتحدث باسم الجيش، في مؤتمر صحافي، بأنه من المرجح أن تكون العملية في مينغورا بطيئة؛ لان القوات الامنية تريد تفادي سقوط قتلى من المدنيين. واستعاد الجيش من حركة طالبان ثلاث مناطق في مينغورا، قام الإسلاميون المتطرفون في احداها بقطع رؤوس عدة اشخاص العام الماضي. وقال المسؤول، طالبا عدم كشف اسمه، إن «قوات الأمن تنظف منطقة زرعت فيها الغام مضادة للافراد. وتقوم ايضا بعمليات بحث في المناطق الواقعة تحت سيطرتها». وقال مسؤول عسكري اخر لوكالة الصحافة الفرنسية، إن حرب الشوارع مستمرة في مينغورا وضواحيها، حيث كان عناصر من طالبان يسيرون دوريات بحسب ما ذكر شهود. وذكر مسؤول، طلب عدم كشف اسمه، أن «المواجهات مستمرة بين قوات الامن والناشطين الاسلاميين في حي نوا كيلاي في مينغورا وضاحيتها الغربية». وأضاف، أن حظر التجول لا يزال مفروضا في المدينة، حيث يسمع دوي اطلاق نار. ومدينة مينغورا تحت سيطرة طالبان منذ اسابيع، ولها أهمية استراتيجية، كونها مركزا اداريا وتجاريا في المنطقة بأكملها. وأول من أمس أعلن المتحدث باسم الجيش الباكستاني، الجنرال آثار عباس، أن الجنود دخلوا مدينة مينغورا. وبحسب اسلام اباد يشارك 15 الف جندي باكستاني في الهجوم، الذي شن قبل شهر لمحاربة اربعة الاف مقاتل من طالبان في وادي سوات. ويعتبر شمال غربي باكستان، خصوصا المناطق القبلية المتاخمة لحدود افغانستان، معقلا للمتمردين الاسلاميين، حيث أعاد تنظيم القاعدة تشكيل صفوفه، وطالبان الأفغانية تنظيم قواعدها الخلفية.

الى ذلك قال مسؤولون بالحكومة الباكستانية، إن الطائرات قصفت متشددين من حركة طالبان امس في منطقة أوراكزاي، التي يقطنها البشتون، مما أسفر عن مقتل سبعة على الاقل، في الوقت الذي اشتبك فيه الجنود مع مسلحين في بلدة رئيسية بوادي سوات. وتكرس باكستان جهودها كلها تقريبا لوقف انتشار تمرد طالبان، الذي ألقى بشكوك على مستقبل البلاد. وشن الجيش هجوما في وادي سوات هذا الشهر بعد أن انطلق المتشددون من خارج الوادي لبسط نفوذهم في المناطق المجاورة، بما في ذلك منطقة تبعد مائة كيلومتر فقط عن اسلام اباد، وساعدهم على ذلك معاهدة سلام مثيرة للجدل. وفي حين أن الجيش يركز على تطهير وادي سوات من طالبان، فإن الوضع في معاقل أخرى للمتشددين على الحدود مع أفغانستان هادئ نسبيا. ولكن مسؤولين أمنيين قالوا ان القوات الحكومية هاجمت امس مجموعة من المتشددين في أوراكزاي، كانوا يستعدون للتوجه الى منطقة وزيرستان الجنوبية على الحدود مع أفغانستان لمحاربة الجيش هناك. وقال ياسين خان، المسؤول الرفيع بالحكومة في بلدة غالجو الرئيسية بالمنطقة، إن مقاتلات قصفت مخابئ المتشددين بضربات متتالية في ثلاث قرى خلال عدة ساعات. وقال خان لرويترز :«تأكد سقوط سبعة قتلى، ولكن هناك عددا أكبر حتما من الضحايا؛ لان تلك الضربات كانت دقيقة للغاية». وقال مولوي حيدر المتحدث باسم طالبان في المنطقة، إن 13 من رجاله قتلوا وتوعد بالانتقام. وذكر سكان، أن الطائرات ضربت مدرسة دينية كان يستخدمها المتشددون. وصرح الرئيس الباكستاني اصف علي زرداري لصحيفة صنداي تايمز البريطانية، في مقابلة نشرت قبل اسبوع، بأنه بعد وادي سوات سيحارب الجيش المتشددين في وزيرستان. ولكن تردد لاحقا أنه نفى ذلك. وتقول باكستان إن أكثر من ألف متشدد وأكثر من 50 جنديا لقوا حتفهم في القتال. ولم يتسن الحصول على تأكيد مستقل لهذه التقديرات للضحايا.