رفاق نتنياهو في الليكود يتهمونه بالسير على طريق شارون في بيع أرض إسرائيل

ليبرمان: أؤيد خريطة الطريق.. ورئيسة المعارضة: أنابوليس هو الأفضل لإسرائيل

وزير الدفاع الاسرائيلي يزور وحدة عسكرية اسرائيلية خلال مناورات في منطقة لم يفصح عنها امس (ا ف ب)
TT

من دون أن يخطو أي خطوة فعلية باتجاه السلام مع الفلسطينيين، وبمجرد التلميح انه لا يستطيع الدخول في صدام مع الادارة الأميركية، أثار رئيس الوزراء الاسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عاصفة من الانتقادات داخل حزبه الليكود ومعسكر اليمين. فاتهموه بالسير على طريق سابقيه أرييل شارون وايهود أولمرت. وقال أحد النواب قادة مجلس المستوطنات، زئيف حفير، انه يشم رائحة خيانة لمبادئ اليمين.

وجاءت هذه الموجة ضد نتنياهو عقب تصريحاته أمام أعضاء كتلة الليكود البرلمانية، الليلة قبل الماضية، التي قال فيها ان التنسيق مع الولايات المتحدة في مجابهة الخطر الايراني أهم من البؤر الاستيطانية غير الشرعية وأهم حتى من توسيع المستوطنات التي تعتبر «قانونية» حسب السياسة الحكومية. وقال نتنياهو: «نحن اليوم لسنا في سنة 1996 أو 1999»، في اشارة الى فترة رئاسته الأولى للحكومة عندما اصطدم مع ادارة الرئيس الأميركي الأسبق، بيل كلينتون، وتسبب ذلك في سقوط حكومته. وكانت تلك الجلسة قد خصصت لتصريحات وزير الدفاع ورئيس حزب العمل، ايهود باراك، بأن الجيش سيزيل البؤر الاستيطانية التي بنيت من دون تراخيص حكومية وتطالب الادارة الأميركية بإزالتها فورا. فتكلم نواب الليكود ضد باراك مطالبين بوقفه عند حده قائلين ان عليه ان يتذكر انه وزير دفاع في حكومة اليمين وان هذه الحكومة انتخبت على أجندة سياسة يمينية بهدف الحفاظ على المستوطنات وتشريع ما هو غير قانوني منها. وقال النائب جلعاد اردان، وهو أحد أشد المقربين من نتنياهو، ان الأميركيين يعتمدون في طلبهم على تقرير المحامية طاليا ساسون، الذي أشار الى ان البؤر الاستيطانية غير قانونية، فقال ان هذا التقرير سخيف. وقال قادة مجلس المستوطنات، ان المستوطنين يشعرون بأن باراك يتخذ مواقف متطرفة ضدهم أكثر مما كان عليه الأمر في زمن حكومة ايهود أولمرت. وصدم الحاضرون عندما قال نتنياهو ان باراك لا يتصرف بشكل مستقل وان كل نشاطاته وقراراته في هذا الشأن تتم بالتنسيق معه. وأضاف ان الوضع في واشنطن مختلف عن الادارات السابقة وان ادارة الرئيس باراك أوباما تربط بين التقدم على المسار الفلسطيني والتنسيق في مواجهة الخطر الايراني.

إلى ذلك وفي الوقت الذي صرح فيه وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، بأنه لا يوجد لإسرائيل شريك فلسطيني لعملية السلام، قالت رئيسة المعارضة الإسرائيلية زعيمة حزب «كديما»، تسيبي ليفني، إن حكومة بنيامين نتنياهو هي التي تتهرب من مستلزمات عملية السلام وتعمل كل ما في وسعها لكي لا تدخل في مفاوضات مع الفلسطينيين حول عملية السلام.

وقال ليبرمان، خلال مقابلة مع إذاعة الجيش الإسرائيلي، صباح أمس، إنه شخصيا لا يحبذ تسوية الصراع مع الفلسطينيين حسب «خريطة الطريق»، كما وضعها الرئيس الأميركي السابق، جورج بوش. ولكنه يرى فيها أفضل الحلول المطروحة للتسوية. فهي مقبولة لدى مجلس الأمن الدولي ولدى الولايات المتحدة والعالم أجمع. بيد أنه لا يرى أن هناك شريكا فلسطينيا للتفاوض.