تحالف 17 حزبا سودانيا يتجه لاختيار سلفا كير مرشحا للرئاسة

كتلة أخرى تضم المؤتمر الوطني الحاكم ترفض مقترح إنشاء حكومة قومية تحضّر للانتخابات

TT

قالت مصادر مطلعة في الخرطوم إن سلفا كير ميارديت النائب الأول للرئيس السوداني رئيس الحركة الشعبية بات الاسم الأكثر تداولا في اجتماعات تحالف عريض شكلته قوى سياسية أخيرا، كمرشح لها في الانتخابات الرئاسية المقررة في فبراير (شباط) المقبل، غير أن قياديا في حزب «المؤتمر الشعبي» قال لـ«الشرق الأوسط» إن خطوة تسمية الشخص المرشح سابقة لأوانها، وأضاف أن التداول وسط التحالف يمضي في اتجاه تحديد مرشح واحد لإسقاط حزب «المؤتمر الوطني» في الانتخابات المقبلة، بتقديم شخص يمثل الأفضل لإرساء التداول السلمي للسلطة في البلاد.

وشكل 17 حزبا سياسيا معارضا والحركة الشعبية الحاكمة في الجنوب، تحالفا انتخابيا، للتقدم بمرشح واحد، لمواجهة مرشح المؤتمر الوطني الحاكم الرئيس عمر البشير. وسيجتمع ممثلو التحالف الجديد في جوبا في وقت لاحق، يرجح أن يكون الشهر المقبل، لتحديد اسم المرشح وبرنامجه. وضم التحالف أحزاب «الأمة» بزعامة الصادق المهدي، و«المؤتمر الشعبي» بزعامة حسن الترابي، و«الحزب الشيوعي»، وحزب «البعث السوداني»، و«التجمع» المعارض، وحزب «البعث» الاشتراكي، وحزب «البعث» الموالي لسورية، و«الحزب القومي السوداني»، و«التحالف» بزعامة عبد العزيز خالد، و«الجبهة الديمقراطية المتحدة» (جنوب)، وحزب «العدالة» (الأصل) بزعامة مكي بلايل، والحزب الوحدوي الناصري، وحركة «القوى الديمقراطية» بزعامة هالة عبد الرحيم، وأحزاب أخرى صغيرة شمالية وجنوبية.

من جانبه قال المحامي كمال عمر المسؤول القانوني لحزب «المؤتمر الشعبي» لـ«الشرق الأوسط» إن الهدف من التحالف هو العمل المشترك للوصول بالبلاد عبر الانتخابات المقبلة إلى بر الأمان، وقال إن التحالف أملاه ملاحظة القوى السياسة المعارضة أن حزب «المؤتمر الوطني» لم يحس شيئا سليما بشأن الترتيبات الانتقالية حسب الدستور. وأضاف أن حزب المؤتمر الوطني استغل نسبتها في الحكم بموجب اتفاق السلام والمقررة بنسبة 52% ونقل البلاد إلى دولة المؤتمر الوطني، حسب تعبيره.

وقال: «نحن كمعارضين نتحدث الآن عن مرشح لرئاسة الجمهورية، لم نسمِّ لا سلفا كير ولا الترابي ولا الصادق المهدي ولا أي قيادي من قيادات هذه الأحزاب ليكون مرشح التحالف في الانتخابات الرئاسية»، وكشف أن النقاش يمضي لتأسيس فكرة «نسقط بها مرشح المؤتمر الوطني للرئاسة حتى نأتي بشخص أفضل متفق عليه لنقل الدولة إلى مرحلة التداول السلمي»، وقال إن التنسيق في هذا الخصوص مستمر، كما كشف أن أحزاب التحالف اتفقت على عدم الدخول في أي خصومات سياسية و«أن لا يجرح أي حزب الآخر حتى يتحقق التنسيق الكامل حول الهدف»، وشدد على أن الحريات مطلب أساسي بالنسبة إلى هذه القوى «لأن البروفات التي جرت في الفترة الماضية أثبتت أن حزب (المؤتمر الوطني) لا يريد بسط هذه الحريات». وفي سياق الحراك السياسي الذي ينتظم البلاد حول قضية الانتخابات المقبلة، عقدت الأحزاب المشاركة في الحكم المتقاربة مع حزب المؤتمر الوطني اجتماعا مطولا في دار حزب المؤتمر الوطني أمس، وقال الدكتور نافع علي نافع نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني ممثل الحزب في الاجتماع إن أحزاب حكومة الوحدة الوطنية المجتمعة وعددها 25 من جملة 35 حزبا في الحكومة رفضوا فكرة قيام حكومة انتقالية قومية بديلا للحكومة الحالية. وأضاف أن هذه الأحزاب ترى أنه لا مجال لهذه الحكومة قبل إجراء الانتخابات.

وكشف نافع أن الشريكين اتفقا على رفضهما القاطع لفكرة الحكومة القومية التي اقترحت للتحضير للانتخابات المقبلة. وأشاد نافع بموقف الحركة الشعبية الرافض للحكومة القومية، وقال: «هذا يؤكد التزامها باتفاق السلام». ووصف نافع في مؤتمر صحافي عقدته هذه الأحزاب بعد الاجتماع الفكرة بأنها «تهويش سياسي»، وقال إن الخطوة تسعى هذه القوة المعارضة منها إلى التأثير على الانتخابات، «وسعي منها لتقويض النظام، وهي مخالفة قانونية ودستورية وسياسية»، وشن هجوما عنيفا على التحالف، واتهمه بالتحايل على الانتخابات لأنها غير جاهزة لها.

وحضر الاجتماع أحزاب الأمة (المشاركة في الحكم): «مسار»، و«نهار»، و«الزهاوي»، و«الصادق الهادي»، والحزب الاتحادي الديمقراطي (جناح الهندي)، و«جبهة الإنقاذ» من جنوب السودان، و«سانو» من جنوب السودان، وأحزاب أخرى صغيرة الحجم مشاركة في الحكومة. وفي مؤتمر صحافي عقده ياسر عرمان مسؤول قطاع الشمال في الحركة، نفى قبول الحركة الشعبية بفكرة الحكومة الانتقالية، وقال إن الحركة الشعبية لم توافق على الحكومة الانتقالية التي طرحها التحالف المعارض، وأكد التزام الحركة الشعبية باتفاق السلام الشامل، وقال: «هذا لا يمنع جلوسها للتحاور مع القوى السياسية كافة». ولم ينصّ اتفاق السلام الموقَّع بين الطرفين على تشكيل حكومة قومية أو انتقالية، قبل إجراء الانتخابات العامة في البلاد.

ووصف المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية في جامعة النيلين الدكتور بهاء الدين مكاوي تحالف أحزاب المعارضة بأنها أحزاب شتات من حيث الأفكار، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن هذه الأحزاب «ليس بينها أي رابط فكري أو سياسي»، وأضاف أن ما يجمع هذه الأحزاب هو العداء لحزب المؤتمر الوطني، وتنبأ لها بالفشل في تحقيق أي نجاح من خلال التحالف، كما توقع أنها لن تستطيع أن تتفق على مرشح محدد للمنصب، وقال: «مَن المرشح سلفا؟ كير أم الصادق المهدي أم الترابي؟»، ومضى يقول: «مَن الحزب الذي يتنازل عن زعيمه للزعيم الآخر؟».