افتتاح القاعدة الفرنسية بأبوظبي.. وإيران تحذر الإماراتيين من الالتحاق بـ«سياسة الأجانب»

ساركوزي: «معسكر السلام» رسالة سلام.. الشيخ خليفة: ستسهم في استقرار المنطقة

TT

فيما دشنت فرنسا والإمارات العربية المتحدة أول قاعدة فرنسية عسكرية على سواحل الخليج العربي صباح أمس، هاجمت طهران البلدين مساء الافتتاح الرسمي لقاعدة «معسكر السلام البحري»، وحذرت في الوقت ذاته المسؤولين الإماراتيين من «مغبة الالتحاق بركب سياسات الأجانب في المنطقة من خلال منحهم قاعدة عسكرية».

وكان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، الذي وصل الإمارات مساء أول من أمس، برفقة نائب رئيس مجلس الوزراء الإماراتي وزير الداخلية الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، قد دشن أمس أول قاعدة عسكرية فرنسية للجيش الفرنسي في منطقة الخليج العربي، بل وخارج الحدود الفرنسية منذ خروجها من أفريقيا. وتم رفع العلمين الفرنسي والإماراتي على القاعدة.

والقاعدة التي افتتحت بعد عام ونصف العام فقط من الإعلان عن إطلاقها في يناير (كانون الثاني) من عام 2008، سيعمل بها ما بين 400 و500 عسكري فرنسي في ثلاثة مواقع هي قاعدة بحرية في ميناء أبوظبي، وقاعدة جوية ستكون مقرا لثلاث مقاتلات على الأقل، إضافة إلى معسكر للتدريب على القتال في المدن وفي المناطق الصحراوية بالقرب من قاعدة جبل الظنة.

وخلال جلسة المباحثات الإماراتية الفرنسية، قال الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان إن افتتاح «معسكر السلام البحري» في أبوظبي «يشكل مرحلة جديدة من التعاون بين البلدين في إطار معاهدة الدفاع المشترك التي تم توقيعها سابقا»، مؤكدا أن هذا المعسكر سيسهم في ترسيخ الأمن والاستقرار في هذه المنطقة الحيوية من العالم.

كما أكد الرئيس الإماراتي حرص بلاده على تعزيز مجالات التعاون المشترك بين البلدين، مشيرا في هذا الصدد إلى الزيارات المتبادلة للمسؤولين بين البلدين على مختلف المستويات الأمر الذي فتح آفاقا جديدة للتعاون والشراكة بين دولة الإمارات وفرنسا في العديد من المجالات.

أما الرئيس ساركوزي فقد عد القاعدة العسكرية الجديدة لبلاده في أبوظبي بأنها تشكل «رسالة سلام إلى المنطقة بكاملها»، مشيرا إلى أن هدف القاعدة الأساسي سيكون المساهمة في تحقيق أمن واستقرار المنطقة وتدريب القوات البحرية بدولة الإمارات لتكون من ضمن القوات المتطورة على الصعيدين الإقليمي والعالمي. وقال ساركوزي في كلمة أمام الصحافيين إن الاتفاقية الدفاعية التي وقعها الجانبان أمس، «تعطي دليلا على التزام البلدين الحليفين يتم بموجبها اتخاذ إجراءات خاصة مشتركة بما فيها الإجراءات العسكرية التي يمكن اتخاذها عندما تكون سيادة الإمارات وكامل ترابها واستقلالها أو استقرارها في خطر». واعتبر ساركوزي أن الوجود العسكري في أبوظبي دليل على مسؤوليات فرنسا كقوة عالمية تنفذ إلى جانب حليفتها الإمارات في منطقة تشكل قلقا عالميا، لافتا إلى أن القاعدة الفرنسية العسكرية تهدف إلى التأكيد على التزام بتحقيق عهد جديد لعلاقات الشراكة «ليس مع الإمارات ولكن مع دول الشرق الأوسط».

وفي رسالة غير مباشرة لإيران قال الرئيس الفرنسي إن وجود بلاده العسكري الدائم على سواحل الخليج العربي «ليس موجها ضد أحد بعينه وانه لم يتم بسبب ظروف معينه وإنما يترجم ببساطه التزام فرنسا على المدى الطويل بالوقوف إلى جانب أصدقائها حال استدعت الحاجة ذلك». كما أكد أن فرنسا من خلال تقوية علاقات التعاون مع بقية دول الخليج تنوي من خلال وجودها توفير الأمن في المنطقة وخاصة الممر المائي المهم بالنسبة للعالم كله ولصالح البلدان الواقعة على مياهه وانه لهذا السبب أطلق على المركز صفة السلام.

وفي الوقت ذاته، أكد ساركوزي على أن «معسكر السلام» ليس بديلا عن القاعدة العسكرية في جيبوتي «وإنما دليل على حيوية فرنسا وإظهارا لقدرتها على مواجهة تحديات العالم المعاصر وتأكيدا لرسالتها والتزامها من أجل السلم والأمن العالمي وبالتالي فان الوجود في أبوظبي وجيبوتي يكمل كل منها الآخر» .

اقتصاديا.. قال ساركوزي إن أسعار النفط المنخفضة لا تشجع على الاستثمار وتزيد من الاضطرابات الجديدة في اسواق الطاقة ، مشيرا إلى أن استقرار اسعار النفط شرط هام للاستثمارات المستقبلية. وأكد الرئيس الفرنسي حاجة الدول المستهلكة والمنتجة للنفط لمكافحة تذبذب الاسعار الذي ليس لصالح الطرفين.